صوت و فیلم

صوت:
,

فهرست مطالب

الجلسة السابعة: بحر النعم الالهیة

تاریخ: 
پنجشنبه, 28 مرداد, 1389

بسم الله الرحمـٰن الرحیم

هذا الذی بین أیدیكم هو عصارة لمحاضرة سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ (دامت بركاته) ألقاها فی مكتب سماحة ولیّ أمر المسلمین بتاریخ 19 آب 2010م الموافق للیلة التاسعة من شهر رمضان المبارك من العام 1431ﻫ ، نقدّمها من أجل أن تزید توجیهات سماحته من بصیرتنا وتكون نبراساً ینیر لنا درب هدایتنا وسعادتنا.

بحر النعم الإلهیّة

التفاوت بین النعم، والآلاء، والمنن

«وَالثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ؛ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَسُبُوغِ آلاَءٍ أَسْدَاهَا، وَتَمَامِ مِنَنٍ أَولاَهَا، جَمَّ عَنِ الإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَنَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَتَفَاوَتَ عَنِ الإِدْرَاكِ أَبَدُهَا»1.
ابتدأت هذه الخطبة الشریفة بالحمد والشكر لله عزّ وجلّ والثناء علیه وقد أشرنا إلى الفرق بین تلك المفردات. تقول الزهراء (سلام الله علیها) مستطردة فی كلامها: «والثناء بما قدّم»؛ أی: إنّنی اُثنی على الله عزّ وجلّ بما وضع بین أیدی عباده. والظاهر أنّ اختیار هذه اللفظة جاء مراعاةً للسجع مع ما سبقها من الجمل. فكلمة «قَدَّم» تعنی: جعل الشیء قدّامك. فعندما یُراد القول فی العربیّة: وضَع الشیء بین یدیه أو تحت تصرّفه یُقال: قدّمه له. والثناء هو حمد مطلق؛ فیکون علی ما هو أعمّ من النعم التی منّ الله بها على الإنسان نفسه وتلك التی أعطاها لغیره من المخلوقات. ثمّ تسترسل (علیها السلام) فی كلامها مبیّنة تلك النعم. وقد كان بإمكانها القول: «مِن نعم عامّة، وآلاء جمّة»، بید أنّ التركیب الذی اختیر هنا یفوق ذلك لطافةً بكثیر. فعوضاً عن أن تحصی نفس النعم ثمّ تصفها بأنّها عامّة، فهی (سلام الله علیها) تستند بدایةً إلى هذا العموم فی النعم فتقول: «من عموم نعم ابتدأها»؛ ومعناه: من النعم العامّة والشاملة التی وضعها فی متناول المتنعّمین. فبعض نعم الله تعالى تكون من النمط الذی لابدّ للمتنعّم أوّلاً أن یحوز الشروط اللازمة لنیلها فیُنعم الله علیه بتلك النعمة تبعاً لذلك، أمّا النمط الآخر من النعم فهی تلك التی یُسبغها الله على المتنعّم قبل أن تتوفّر فیه شروط إدراكها. فالله سبحانه وتعالى یخلق للجنین رزقه ویودعه فی صدر اُمّه وهو ما یزال فی بطنها ولم یولَد بعد. والأعظم من ذلك تلك النعم التی یهیّئها الله عزّ وجلّ للإنسان قبل خلقه؛ فقبل أن یُخلق البشر كانت الأرض، والهواء، والنور، والحرارة، والمواد الغذائیّة موجودة، فقد هیّأ الله تلك النعم للإنسان قبل أن یخلقه. ونحن نقرأ فی بعض الأدعیة: «یَا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا»2؛ أی: یا مبتدئاً بالنعم قبل أن یتوفّر الاستحقاق لها. بالطبع من الممكن أن یكون لعبارة «قبل استحقاقها» معنى آخر وهو أنّ الموجودات المختارة تستحقّ الثواب بعد الإتیان بأعمالها الاختیاریّة، غیر أنّ الله تعالى یبادر عباده بإعطاء النعم قبل أن یأتوا بما یستحقّون علیه تلك النعم من الأعمال الاختیاریّة؛ كما فی نعمة الهدایة. ثمّ تقول البتول (علیها السلام): «وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها».
إنّ بعض اللغات تفوق غیرها غنىً من حیث المفردات والتراكیب، فاللغة العربیّة مثلاً تتمتّع بمستوى رفیع من الغنى فی المفردات إذا ما قیست باللغة الفارسیّة؛ لذا فقد توجد فی مقابل كلمة فارسیّة واحدة بضع كلمات عربیّة معادلة بحیث یکون لكلّ منها خصوصیّات معیّنة. ونحن هنا أمام لفظتین هما: التقدیم، والنعمة. ففی اللغة الفارسیّة توجد عندنا كلمة «تقدیم» وهی فی الأصل عربیّة، ویصعب العثور على ما یعادلها فی اللغة الفارسیّة ممّا یكون مستخدَماً فی الوقت الحاضر ویفید نفس المعنى. كما أنّه لیس لدینا فی الفارسیّة غیر مفردة «نعمت» لبیان معنى «النعمة» وهی الاُخرى مستعارة من اللغة العربیّة. أمّا فی اللغة العربیّة فتوجد ثلاث مفردات لهذا المعنى هی: «النعمة»، و«الإلى»، و«المنّة» حیث تُجمع بالترتیب على هذا النحو: «النعم»، و«الآلاء»، و«المنن» وتوجد بینها اختلافات ظریفة. فكلمة «النعم» تُطلق على كلّ النعم وكلّ شیء یلائم الطبع ولها معنى عامّ. أمّا بخصوص «الآلاء» فقد قالوا: هی تلك النعم التی تلبّی حاجة المتنعّم بالكامل. فالله عزّ وجلّ یُكثر فی سورة الرحمٰن من القول: «فَبِأَیِّ ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»3، ویقول فی موضع آخر: «فَاذْكُرُواْ ءَالاَءَ اللهِ»4؛ فتلك هی النعم التی لوحظت فیها تلك الخصوصیّة. وإلى جانب تلك المفردات استخدمت السیّدة الزهراء (سلام الله علیها) مفردة «المنّة» وهی وجمعها «المنن» تطلَق على النعم الثمینة والنفیسة للغایة؛ ومن هذا المنطلق فقد استخدم الباری جلّ وعلا فی كتابه الحكیم الفعل «منّ» بدلاً من «أنعم» فی موارد خاصّة، مثل: «لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ إِذْ بَعَثَ فِیهِمْ رَسُولاً»5؛ فهو یبیّن نعمة وجود النبیّ من خلال تعبیر «المنّ» وهذا یعنی انّه: أنعم بنعمة عظیمة ثمینة.
فالزهراء (سلام الله علیها) استعملت فی البدء لفظة النعم، ثمّ أتبعتها بالآلاء، فأردفتها بالمنن؛ أی إنّ كلّ مفردة تتلوا تكون أرقى من حیث المعنى. وهذه هی من مراتب فصاحة الكلام، حیث عندما یؤتَى بعدّة مفردات متشابهة فإنّه یُتَدرّج فیها من الضعیف إلى الأقوى فالأقوى؛ فإنّ إعطاء النعم قد بُیّن بمفردات شتّى، وهذا یدلّ بوضوح على مدى تسلّط المستخدِم لتلك المفردات على الكلام، والألفاظ والتراكیب!
«وسبوغ آلاء أسداها». لقد استخدمت هنا مادّة «السبوغ»، لیكون المعنى: إنّنی اُثنی على الله لِما أنعم به من وافر النعم الخاصّة. فالمراد من قوله تعالى: «أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ»6 هو أنّه وضع فی متناولكم الكثیر الوافر من نعمه. «وتمام منن أولاها» أو «...والاها»، و«أَوْلى النعم» أی: أعطاها. وتتمتع هذه المفردة بمعانی كثیرة منها: «إنجاز العمل وإتمامه». وقد وردت فی بعض النسخ بلفظة: «والاها»؛ والموالاة بمعنى الإتباع. فإن كانت بلفظة «والاها» فیمكن القول: لقد روعیت فیها التفاتة ظریفة وهی أنّه عندما یمنّ الله على أحد بنعمة فإنّه لا یكتفی بهذا المقدار، بل إنّه یُتبعها بإعطاء نعمة أكبر وأضخم.
«جمّ عن الإحصاء عددُها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها»؛ فهذه النعم هی على جانب من الوفرة بحیث لا یتیسّر إحصاؤها، وإنّ زمانها ووقت انقضائها هو من الامتداد بحیث لا یُتصور الجزاءُ علیها، وإنّ أبَدیّة تلك النعم واستمرارها تستلزم تخطّیها لحدود مداركنا. فقد ذكرت السیّدة الزهراء (علیها السلام) هنا ثلاث سمات للنعم الإلهیّة: أوّلها من منطلق الكمّ، حیث قالت: إنّ عددها یفوق ما یمكن إحصاؤه. وثانیها من حیث النوعیة، فقالت: هی تتّصف بعدم إمكانیّة مقابلة معطیها بالمثل أو مجازاته. والثالثة من باب المحدودیّة، فهی تقول: إنّها غیر متناهیة. وسنقدّم فی سیاق بحثنا توضیحاً بخصوص هذه الأوصاف.

النعم الإلهیّة غیر قابلة للإحصاء

إنّ قضیّة عدم قابلیّة نعم الله للإحصاء: «جمّ عن الإحصاء عددها» هی من الاُمور التی لاقت تأكیداً شدیداً فی القرآن الكریم؛ فالله عزّ وجلّ یقول: «وَإِنْ تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا»7. إنّنی شخصیّاً لا أعتقد أنّ هناك مَن یساوره شكّ فی أنّنا لا نستطیع إحصاء وحساب نعم الله بالتفصیل؛ غیر أنّ هناك فرقاً بین قولنا على نحو العموم والإجمال: لا نستطیع، وبین أن نختبر أنفسنا قلیلاً لنرى السبب فی عدم قدرتنا على الإحصاء.
لقد خُلق الإنسان على شاكلة بحیث لا یكون لتصوّراته أثر كبیر على عمله أو أحاسیسه النفسانیّة إلاّ عندما یدرك تفاصیلها ویتصوّرها. فكلّنا یعلم أنّ محبّة الأمّ هی محبّة اُسطوریّة وأنّ الله قد وهبها قدراً فائقاً منها. فتارةً نقول بشكل مجمل وعامّ: إنّ محبّة الاُمّ كبیرة ولا نستطیع الوفاء بحقّها، وهذا بالطبع كلام صحیح. لكنّنا إذا تأمّلنا قلیلاً فی بعض تفاصیل محبّة الاُمّ، فحینئذ سندرك أكثر مدى ما ینبغی الإحساس به من الخضوع أمامها. لنتأمّل فی مقدار المشاقّ التی تعانیها الاُمّ من أجل طفلها فی لیلة واحدة. فإن كانت هناك بضع اُمّهات نائمات بین مجموعة من الناس مع أطفالهنّ، واستیقظ أحد الأطفال باكیاً، فإنّ اُمّ ذلك الطفل ولیس غیرها ستهبّ من نومها. فإن رأت طفلها یشكوا ـ مثلاً ـ ألماً فی بطنه، أو حروقاً فی قدمه، أو غیر ذلك فإنّها ستنهض فوراً من مكانها وتحاول جاهدة أن تُسكت طفلها وتهدّئ من روعه. فلو بقی الطفل مضطرباً خلال لیلة طویلة فی الشتاء حتّى الصباح فلن تذوق الاُمّ طعم الراحة فی تلك اللیلة. فهی لا تتضایق ولا تملّ من إرضاعه، أو ملاطفته، ولا تبخل علیه بالشفقة والحنان، أو ...الخ. فمَن منّا على استعداد لأن یوصل لیله بصباحه فی المعاناة من أجل العنایة بطفل كلّ تلك العنایة؟ فعندما یتصوّر المرء تلك الاُمور واحداً واحداً فسیتولّد عنده تصورّ وإدراك مختلف عن قیمة معاناة الاُمّ. فالاُمّ تتحمّل كلّ تلك المتاعب وتبدی كلّ تلك الشفقة من أجل طفلها الصغیر على مدى سنوات عدیدة.
وشكر الله عزّ وجلّ ینتج من إحساس معیّن. فالإنسان یشعر فی بادئ الأمر بأنّ هناك دَینا فی رقبته، وهذه من جملة المشاعر الإلهیّة الطاهرة التی أودعها الباری تعالى بشكل فطریّ فی وجود الإنسان وهو إحساسه بأنّه مدین لمن أسدى إلیه خدمة وشعوره بضرورة إثابة ذلك الشخص على خدماته بنحو من الأنحاء؛ مثلاً بالشكر اللسانیّ على الأقلّ. هذا الإحساس لا یتولّد فی أنفسنا على النحو الصحیح إلاّ إذا أدركنا تفاصیل نِعم الله علینا. فمعرفتنا إجمالاً بأنّ الله قد أنعم علینا بسلامة البدن لیس بكاف. إذ علینا أن ندرك بالتفاصیل ما معنى سلامة البدن؟
فعین الإنسان لها عدّة أقسام یتألّف كلّ منها من ملایین الخلایا المختلفة. فإذا تضرّر أحد أقسام العین؛ كأن اُصیبت بالماء الأسود فكم علیه أن یتحمّل من المعاناة والنفقات من أجل علاجها؟ وسائر أعضاء البدن هی على هذا النحو أیضاً. وکذا الامر بالنسبة الی تسوّس واحد من تلك العظام الصغیرة المسمّاة بالأسنان والتی وضعها الله تعالى فی فمنا من أجل مضغ الطعام، فمهما أنفق الإنسان علیه من المال فلن یعود إلى سابق عهده! إذن فکیف تثمّن تلك الاُمور؟! إنّنا لا ندری ما قیمتها حقیقة!
هذه هی النعم الموجودة. أیّ مقدّمات كان لابدّ من توفّرها من أجل إنتاج واحدة من تلك النعم؟ وما هی العوامل التی كان ینبغی أن تتكاتف بغیة تشكیل هذه الأعضاء بالشكل الذی هی علیه الآن؟ فإنْ نحن فكّرنا بما هو موجود فی بدننا فحسب فسندرك حینئذ مدى الدَّین الضخم الذی فی رقبتنا تجاه ربّنا!

فوائد التدبّر فی نعم الله تعالى

إنّ هذا اللون من التفكّر والتدبّر یفیض علینا فوائد جمّة. الفائدة الاُولى التی تُجنى منه هو إدراك المرء لمقدار ما یملكه. فسیفهم حینئذ كیف یقیّم أعضاءه البسیطة كالظفر والشعرة، ناهیك عن الأعضاء الأكثر أهمّیة كالعین، والأذن، و...الخ. فلقد أعطانا الله كلّ تلك النعم بالمجّان. فالفائدة الاُولى التی یمكن أن نجنیها من هذا التدقیق هو أنّ الإنسان سیرى نفسه غارقاً فی النعم ولا یعد نفسه فقیراً على الإطلاق.
والفائدة الاُخرى هی عدم جزع الإنسان حیال المصاعب التافهة. فعندما لا نكون ملتفتین إلى مقدار النعم التی أنعم الله بها علینا، فإنّنا سنواجه الله بآلاف الألوان من الجزع جرّاء صداع بسیط!
أمّا الفائدة الثالثة المستقاة من ذلك فهی أنّه عندما یشاهد المرء كلّ تلك النعم فسیتولّد لدیه الدافع للشكر. فالذی تكون فطرته سلیمة فإنّه یسعى إلى التشكّر ممّن یعطیه شیئاً أو یسدی إلیه خدمة. أفلا یبادر الإنسان إلى شكر ربّه إذا علم بمدى ما أنعم علیه من الفضل والنعم؟!
والفائدة الرابعة هی أنّ الشكر یؤدی الی زیادة النعم: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِیدَنَّكُمْ»8.
وأخیراً فإنّ هذا الشكر هو من موجبات سعادة الشاكر الأبدیّة. فلیس أنّ نعمته تزداد فی الدنیا فحسب؛ بل إنّ الله سیرضى عنه وسیثیبه. ففضیلة العبادة المأتیّ بها بدافع الشكر هی أكبر بكثیر من تلك العبادة‌ المأتیّ بها بدافع الخوف. فبعد أن یقسّم الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) العبید إلى ثلاثة أصناف، فإنّه یستدرك قائلاً: «...وَلَكِنِّی أَعْبُدُهُ شكراً لَه»، وفی روایة: «حبّاً له»9.

نِعم الله لا یمكن مجازاتها

«ونأى عن الجزاء أمدها». إنّ النعم الإلهیّة هی ممّا لا یمكن قیاسه بإحسان الآخرین للإنسان. فإن أهدى أحدهم للمرء كتاباً فبإمكان الأخیر مقابلته بهدیّة اُخرى مجازاةً على لطفه. لكن كیف یا ترى یمكن مجازاة النعم الإلهیّة؟! فإنّ كلّ ما نملك وما هو موجود فهو من الله عزّ وجلّ. فبأیّ شیء یمكننا مجازاته وشكره كی نقول: لقد مننتَ علیّ بملیارات النعم، وأنا اُقدّم لك فی المقابل هذه الهدیّة البسیطة؟! بل من أین نأتی بهذه الهدیّة؟

النعم الإلهیّة عصیّة على التصوّر

وأخیراً فإنّ نعم الله لا تقتصر على هذه النعم الدنیویّة المحدودة والعابرة: «وتفاوتَ عن الإدراك أبدها». فإنّ لله جلّ وعلا نعماً أبدیّة. لكن ما المراد من الأبدیّة؟ إنّنا، أساساً، غیر قادرین على تكوین تصوّر صحیح عن مفهوم الأبدیّة. إذ أنّنا دوماً ندرك أمثال هذه المفاهیم عبر قید منفیّ. فكلّما أردنا تصوّر الشیء الغیر المتناهی فإنّه ینبغی لنا أن نتصوّر المتناهی فی البدایة، ثمّ نتصوّر حرف نفی فنلحقه به؛ فنقول حینئذٍ: إنّنا تصوّرنا الشیء الغیر المتناهی! فی حین أنّنا لم نتصوّر الغیر المتناهی؛ بل تخیّلنا المتناهی ثمّ نفیناه. فأذهاننا عاجزة عن إدراك الغیر المتناهی. وهذا هو الحال مع صفات الله تعالى. فإنّ عدم مقدرتنا على إدراك حقیقة صفات الله عزّ وجلّ یمكن تقریبها من باب أنّ صفات الله لا حدّ لها ولا حصر.
اللهمّ تحنّن علینا بنفحة ممّا وهبت لأولیائك من المعرفة.


1. بلاغات النساء، ص27؛ وبحار الأنوار، ج29، ص220. 

2. بحار الأنوار، ج51، ص305.

3. سورة الرحمٰن، الآیات 13 و16 و18.

4. سورة الأعراف، الآیتان 69 و74.

5. سورة آل عمران، الآیة 164.

6. سورة لقمان، الآیة 20.

7. سورة النحل، الآیة 18.

8. سورة إبراهیم، الآیة 7.

9. بحار الأنوار، ج67، ص18.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...