صوت و فیلم

صوت:

فهرست مطالب

الجلسة الاولى: وصایا الامام الباقرعلیه السلام لجابر

تاریخ: 
چهارشنبه, 12 مرداد, 1390

بسم الله الرحمـٰن الرحیم

هذا الذی بین أیدیكم هو عصارة لمحاضرة سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ (دامت بركاته) ألقاها فی مكتب سماحة ولیّ أمر المسلمین بتاریخ 3 آب 2011م نقدّمها من أجل أن تزید توجیهات سماحته من بصیرتنا وتكون نبراساً ینیر لنا درب هدایتنا وسعادتنا.

وصایا الإمام الباقر (علیه السلام) لجابر

مقدّمة

أحمد الله سبحانه وتعالى على أن تفضّل علیّ مرّة اُخرى بتوفیق الحضور فی هذا المحفل النورانیّ لأتحدّث إلیكم أیّها الأعزّاء حول وصایا أهل بیت العصمة والطهارة (سلام الله علیهم أجمعین). لقد ارتأیت أن أتطرّق فی هذا الشهر الفضیل شهر رمضان المبارك - وبمقدار ما یمدّنی الله به من توفیق وعون - إلى روایة ینقلها أحد خواصّ أصحاب أئمّتنا الأطهار (علیهم السلام).
لم یكن كلّ من أدرك أهل البیت (صلوات الله علیهم أجمعین) من الصحابة متساوین من حیث المعرفة والإیمان والولایة. فقد كان أهل البیت (علیهم السلام) یحدّثون بعض أصحابهم بمباحث واُمور من دون أن یجیزوا لهم روایتها لغیرهم. ومن بین أصحاب سرّ الأئمّة الأطهار (صلوات الله علیهم) هو جابر بن یزید الجُعفی. فقد رُوی عنه أنّه قال: سمعت خمسین ألف حدیث عن الإمامین الباقر والصادق (علیهما السلام) من دون یجیزوا لی حتّى نقل واحد منها: «رُوِّیتُ خمسین ألف حدیث ما سمعه أحد منّی»1. ونستطیع إجمالاً أن نستخلص هذه النتیجة من أمثال هذه الروایات وهی أنّه لا ینبغی البوح بأیّ مبحث حقّ لأیّ أحد، لأنّ طاقة الأشخاص وقدرتهم على التحمّل متفاوتة. فقد تقتضی المسائل الاجتماعیّة أحیاناً أن لا یُكشَف عن جمیع الاُمور. وعلى أیّة حال فإنّ الأحادیث التی اُجیز جابر بنقلها تتمتّع بمیزات خاصّة من بین سائر الأحادیث، بل إنّ لحن الروایات المنقولة عنه یختلف عن لحن الكثیر من غیرها من الروایات؛ فهی تنطوی على ملاحظات ألطف، وأعمق وهی أغزر مضموناً ومحتوىً. فإنْ منّ الباری عزّ وجلّ علینا بالتوفیق فسنتأمّل سویّة فی هذه اللیالی الشریفة طلباً للتبرّك والتقرّب إلى الله تعالى فی إحدى روایات كتاب «تحف العقول» التی یرویها جابر عن الإمام محمّد الباقر (صلوات الله علیه).
جاءت فی كتاب «تحف العقول» ضمن باب الأحادیث المرویّة عن الإمام الباقر (علیه السلام) هذه الروایة: «یَا جَابِرُ... أُوصِیكَ بِخَمْسٍ: إِنْ ظُلِمْتَ فَلا تَظْلِمْ، وَإِنْ خَانُوكَ فَلا تَخُنْ، وَإِنْ كُذِّبْتَ فَلا تَغْضَبْ، وَإِنْ مُدِحْتَ فَلا تَفْرَحْ، وَإِنْ ذُمِمْتَ فَلا تَجْزَعْ»2.
فلنبدأ أوّلاً بتوضیح الجملة الاُولى عبر طرح السؤال التالی: ما هو مفهوم الظلم أساساً؟ وما الذی یدفع الإنسان للظلم؟ وحیث إنّ البحث الأدبیّ واللغویّ قد یكون مملاًّ فسنشیر إلیه إشارة مقتضبة.

معنى الظلم ومفهومه

الظلم لغةً هو تجاوز الحدّ. وهذا المعنى یقودنا إلى فرض مسبق وهو أنّ الإنسان موجود ضمن حیّز وقد عُیِّنت لهذا الحیّز حدود، وإنّما تُستخدم لفظة «الظلم» عندما یحاول المرء تجاوز هذا الحدّ بحیث لا یتقیّد به. أمّا عرفاً فالظلم یُعرَّف عادة بأنّه: التعدّی على حقوق الآخرین. والفرض القائم فی هذه الحالة هو وجود الإنسان فی مقابل شخص أو أشخاص لهم حقوق وعلیه مراعاتها، فإن لم یراع حقوق الآخرین وتعدّى علیها قیل: ظَلَم فلانٌ.
والعدل یقع فی مقابل الظلـم، وهو مراعاة الحقوق. إذن فالمفترض فی مثل هذه الألفاظ هو ضرورة اعتقاد الإنسان بأنّه ثمّة فی حیاته، ولاسیّما ضمن نطاق الأفعال الاختیاریّة، حدود وعلیه الالتزام بها؛ فیتعیّن علیه أداء الحقوق لأصحابها أو عدم التجاوز علیها. وهناك العدید من الآیات القرآنیّة التی تتناول موضوع العدل والظلم تؤیّد ما قدّمناه من توضیح لفظیّ؛ فمثلاً عندما یبیّن الله سبحانه وتعالى بعض الحقوق فی الآیة المرقّمة 229 من سورة البقرة، فهو یقول بعد ذلك مباشرة: «تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوهَا»3؛ أی الحدود التی عیّنها وحدّدها الله سبحانه وتعالى ویجب أن لا تتخطّوها، والذی یتخطّى هذه الحدود فهو ظالم. حتّى الباری عزّ وجلّ نفسه فهو یضع نفسه منّا - من أجل التفاهم معنا - موضع مَن له حقّ علینا وینبّهنا بأنّ عدم مراعاتنا لهذا الحقّ یجعلنا فی زمرة الظالمین له. فمعنى قوله تعالى: «إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ»4 هو أنّ لله حقّاً علینا وهو أن لا نعبد إلا إیّاه، فإن نحن لم نراع هذا الحقّ واخترنا غیره معبوداً (كالهوى مثلاً وفقاً لقوله تعالى: «أَفَرَءَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلـٰهَهُ هَوَاهُ»5 فإنّ اختیارنا هذا هو بمثابة التجاوز على حقّ الله تعالى والظلم له، وهو ظلم عظیم للغایة؛ ذلك أنّه كلّما كان الطرف المقابل أعظم شأناً وحقّه أكبر فإنّ الظلم الناجم من عدم مراعاتنا لحقّه یكون أعظم وأخطر. ومن هنا نستنتج أنّ للظلم مراتبَ مختلفةً. فهل یوجد من هو أعظم من الله جلّ شأنه یا ترى؟ وهل من حقّ هو أكبر من حقّ الله تعالى؟ إذن فإنّ الظلم الواقع على الله یكون أعظم أنماط الظلم قاطبة. وهذا التعبیر یحكی عمّا لا نهایة له من اللطف والكرم الإلهیّین وهو أن یتكلّم بلساننا ویضع نفسه موضع صاحب الحقّ علینا وأنّ علینا مراعاة هذا الحقّ وأنّنا سنكون فی عداد الظالمین إذا لم نراعه.

دوافع الإنسان إلى الظلم

أمّا السؤال الذی یتبادر إلى الذهن هنا فهو: لماذا یظلم الإنسان أصلاً؟ وما الدافع الذی یدفعه إلى الظلم؟ فالإنسان العاقل یفهم أنّ أساس هذا العالم قائم على العدل، وأنّ لكلّ امرئ حقّاً، وأنّ الحقوق إذا رُوعیت فسیعیش الإنسان عیش السعداء وستتحقّق الأهداف المرجوّة من الخلقة، وأنّه إذا لم تُراعَ تلك الحدود فلن تتحقّق غایة الخلقة على النحو المطلوب ولن نصل إلى سعادتنا المنشودة. إذن فلماذا یبادر الإنسان إلى الظلم مع كلّ ذلك؟
عندما نتأمّل قلیلاً فی دوافعنا ونمعن النظر بعض الشیء فی أفراد المجتمع والحوادث التی جرت وتجری فی المجتمع على مرّ التاریخ فسنصل إلى نتیجة مفادها أنّه ثمّة عامل داخلیّ لدى أغلب البشر یدفعهم إلى عدم القناعة بحقوقهم والمیل إلى التعدّی بحیث یزید عن المقدار المحدّد لهم. بل إنّ بعض الناس یمیلون إلى الفكرة القائلة: ما الداعی لأن نقرّ لغیرنا بالحقوق ونتقیّد بمراعاة تلك الحدود أساساً؟! وسیزداد تعجبّنا من طرح أمثال هذه المسائل عندما نشاهد أنّ بعض كبار فلاسفة العالم یمیلون إلى هذه النزعة؛ فهؤلاء یعتقدون بأنّ على الإنسان فی هذا العالم أن یبذل قصارى جهده للظفر باللذّات وأن یستحوذ على كلّ ما من شأنه أن یوفّر له أسباب اللذّة حتّى وإن اضطرّ إلى أخذه من أفواه الآخرین بالقوّة، أمّا الذین لا حول لهم ولا قوّة ولیس بمقدورهم دفع الظلم عن أنفسهم فی هذه المعمعة فهم محكومون بالفناء ولابدّ أن یحذفوا من الوجود كی لا یبقى فی نهایة المطاف إلاّ القویّ. أصحاب هذه النظریّة یرون أنّ الظلم هو حقّ من حقوقهم وهم یقولون: علینا أن نلتذّ ما وجدنا إلى ذلك سبیلاً. وبعیداً عن هؤلاء فهناك غیرهم مَن یساوره الشكّ فی تعیین الحدود والحقوق. فهؤلاء یقبلون فی الجملة بضرورة الاعتراف بحقٍّ مّا للآخرین لكنّهم یشكّكون فی مقدار هذا الحقّ وحدوده.
وعلى أیّ حال فإنّ الإنسان - تارةً جرّاء الجهل، وتارةً اُخرى بسبب الغفلة عن نظام هذا العالم وعن سعادته فی الدنیا والآخرة - یلهث وراء رغباته الفانیة ویمهّد المقدّمات لظلم الآخرین. لكنّ الجهل والغفلة لا یكون لهما أیّ دور - تارة ثالثة - فترى المرء یظلم عن وعی وعلم، وذلك حینما تمنعه تعلّقاته ورغباته الدنیویّة عن الاعتراف بحقوق الآخرین. فأغلب الذین یسعون عبر طرق شتّى إلى استغلال الآخرین والانتفاع منهم الى أقصى درجات الانتفاع ستتبلور فی نفوسهم شیئا فشیئاً ملَكَة الطمع فی التسلّط والسیطرة على كلّ شیء. وعلى الرغم من علمهم فی بادئ الأمر بأنّ هذا عمل خاطئ وقبیح من الناحیة الأخلاقیّة، غیر أنّهم ینساقون تدریجیّاً إلى ظروف ینسون فیها مراعاة الأخلاق. فأیّ موجود عجیب هذا الإنسان؛ فقد ینطلق فی طریق بنیّة صالحة أحیاناً لكنّه یُساق شیئاً فشیئاً إلى حیث لم یكن یخطر على باله فی بدایة الطریق، ثمّ لا یصدّق بعد فترة أنّه قد ارتكب كلّ هذه الأخطاء، بل ولا یستطیع التراجع - أحیاناً اُخرى - عن مسیره المنحرف حتّى وإن أفهموه أنّه قد أخطأ الطریق. وأنصع مثال على ذلك هو فرعون الذی بلغ به التعالی والغرور إلى حدّ القول: «أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَىٰ»6 بكلّ صراحة ووقاحة. أجل فإنّ البعض، ومن أجل الاستمتاع بحیاتهم والالتذاذ بها غایة اللذّة، یسعون منذ البدایة إلى التعدّی على حقوق الآخرین. وهذا النمط من الظلم معروف وإنّ قبحه یُعدّ من بدیهیّات العقل العملیّ، فقد لا نعثر فی أحكام العقل على ما هو أوضح قبحاً من الظلم وأشدّ حسناً من العدل.
إذن یصبح من الجلیّ ممّا تقدّم أنّ الذی عناه الإمام الباقر (سلام الله علیه) فی وصیّته الخاصّة لجابر لیس هو الظلم بهذا المعنى، وهو (علیه السلام) لم یقصد بوصیّته القول: «یا جابر! لا تظلم»، فكلّ عاقل یفهم بأنّه لا ینبغی له أن یظلم، بل لقد أراد (صلوات الله علیه) بنصیحته لجابر أنّه - بعیداً عن الدوافع التی تتولّد لدى الظالمین العادیّین إلى الظلم - قد تطرأ على المرء أحیاناً بعض الظروف الاجتماعیّة التی تحفّز لدیه دافعاً مضاعفاً للظلم؛ بمعنى أنّه قد یُدفَع الإنسان إلى الظلم دفعاً نتیجة لعوامل هی غیر الهوى والمحرّضات النفسیّة والشخصیّة.

ظلم الآخرین للمرء یضاعف الدافع لدیه لممارسة الظلم

والعامل الذی من شأنه أن یضاعف فی نفس المرء الدافع لممارسة الظلم هو ظلم الآخرین له؛ إذ یشقّ على الإنسان كثیراً أن یشاهد كیف أنّ الشخص المقابل یظلمه ویتعدّى علیه. وهذا یولّد سبباً مضاعفاً للظلم وإنّ ظرفاً كهذا یتطلّب من المرء عزماً أكبر وجدّیة أشدّ لاجتناب ممارسة الظلم. ونورد هنا بضع موارد یمكن فیها لظلم الآخرین للمرء أن یشكّل محفّزاً له على الظلم:

1. الظلم الفاحش من قبل الآخرین بلا عذر أو ذریعة

إنّ من جملة ما یقوّی عند الإنسان الدافع للظلم هو عندما یعمد الطرف المقابل إلى إهانته وسلبه حقّه علناً من دون أیّ ذریعة أو حجّة، لاسیّما إذا قیل له بكلّ وقاحة: «لقد مارسنا هذا الظلم بحقّك؛ فإن شئت فافعل كلّ ما یحلو لك»! فعندما یُسرق مال أحد بلا سبب فسیستاء كثیراً وقد یكون استیاؤه أحیاناً من الشدّة بحیث یسلب النوم من عینیه. وإذا أضفنا إلى هذا الظرف العصیب وساوسَ الشیطان وإملاءاته فهو قد یدفع المرء إلى التفكیر بظلم الآخرین من أجل الانتقام. فشخص كهذا قد لا یفكّر بالظلم فی الظروف العادیّة قطّ، لكنّه من الممكن، فی مثل هذه الحالة، أن یتّخذ القرار بظلم الآخرین.

2. شیوع الظلم

وقد یُجَرّ الإنسان أحیاناً اُخرى إلى ارتكاب ظلم معیّن إذا شاع هذا الظلم فی المجتمع وصار یمارَس بشكل علنیّ. فعندما یُرتكَب فی المجتمع فعل مستهجَن علناً لمرّة واحدة فسیزول قبح هذا العمل بالتدریج ویبدأ بالتفشّی بین عدد كبیر من أفراد المجتمع. فالرشوة - على سبیل المثال - هی من أقبح الأموال وأكثرها خسّة، لكنّها إذا تفشّت فی مجتمعٍ مّا فستتّخذ عنوان الهدیّة، والحقّ، والجزاء فیزول قبحها تدریجیّاً. إذن فإنّ ظروفاً من هذا القبیل ستشكّل عاملاً إضافیّاً لتشجیع الإنسان على ارتكاب هذا اللون من الظلم.

3. ساعة القصاص

الموطن الآخر الذی یمكن أن یكون فیه ظلم الآخرین لنا محرّضاً إیّانا على الظلم هو ساعة القصاص. فنحن نعلم فی الجملة أنّه إذا سلب أحدٌ منّا حقّاً فیمكننا أن نقتصّ منه، وهو عمل یجیزه العقل والشرع معاً، وقد صرّح القرآن الكریم بجوازه أیضاً بقوله: «وَلَكُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَوٰةٌ یَا أُوْلِی الأَلْبَابِ»7. ولـمّا كان القصاص حقّاً فقد یوسوس الشیطان للإنسان قائلاً: «علیك أن تُنزِل بمن ظلمك أقسى العقوبة، وهو بأن تؤدّبه بأشدّ من حدّ القصاص»! ففی هذه الحالة قد لا یكون المرء دقیقاً فی إنزاله القصاص بمن ظلمه فیتجاوز الحدّ مرتكباً بذلك ظلماً بحقّ خصمه. فالقصاص حقّ ولیس ظلماً، لكنّ التجاوز عن الحقّ هو الظلم بعینه. فلیس من حقّنا – مثلاً - أن نقابل من لطَمَنا على خدّنا ظلماً بأن نتسبّب فی جرح بدنه إلى درجة دخوله المستشفى. فالقرآن الكریم یقول لنا: «إِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ»8؛ فإن رغبتم فی عملیّة القصاص أن تقابلوا الخصم بالمثل فلابدّ أن تُنزلوا به عین العقوبة التی أنزلها هو بكم.

موضوع وصیة الإمام الباقر (علیه السلام)

إذن یبدو لنا حسب ما تقدّم من أمثلة أنّه بغضّ النظر عن الدافع الابتدائیّ للظلم – الذی نأمل أن یكون جمیع المؤمنین قد قمعوه فی أنفسهم وأن لا یفكّروا فی أیّ حال من الأحوال بظلم الآخرین – فقد تقع أحیاناً بعض الاُمور الخاصّة ممّا یقوّی دافع الإنسان للظلم. وفی مثل هذه المواطن یكون المرء بحاجة ماسّة إلى واعظ - هو غیر حكم العقل وأوامر الشرع - یقول له: «خُذ حذرك! فإنّك وإنْ كنت مصوناً من الظلم فی الظروف العادیّة فهذه الظروف هی ظروف خاصّة ویتحتّم علیك فیها أن تحذر من خداع الشیطان. فإن ظَلَمك أحد فلا تظلمه! وإن استوفیت حقّ القصاص فلا تتجاوز حقّك! وإذا رأیت أنّ شكلاً من أشكال الظلم تفشّى فی المجتمع فاحذر من أن تتلوّث به»! ففی مثل هذه المواطن یحتاج المرء إلى تنبیه مضاعف.
وهناك مسألة اُخرى تُطرَح فی هذا المجال وهی: أساساً عندما یكون لدى المرء حقّ القصاص وباستطاعته المقابلة بالمثل فهل من الأفضل أن یستوفی حقّه بالكامل أم أن یعفو؟ وهل الانتقام – وهو مجاز شرعاً - هو الأرجح فی هذه الحالة أم العفو والصفح؟ قد یُقال هنا: إنّه لیست جمیع الموارد متساویة؛ فقد یكون تنفیذ القصاص أحیاناً مطلوباً أكثر من العفو وقد یكون العكس هو الصحیح أحیاناً اُخرى. وسنتحدّث فی المحاضرة القادمة بعض الشیء عن هذا الموضوع.

وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرین


1. مستدرك الوسائل، ج12، ص298؛ وبحار الأنوار، ج2، ص69.

2. تحف العقول، ص284.

3. سورة البقرة، الآیة 229.

4. سورة لقمان، الآیة 13.

5. سورة الجاثیة، الآیة 23.

6. سورة النازعات، الآیة 24.

7. سورة البقرة، الآیة 179.

8. سورة النحل، الآیة 126. 

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...