النبوة العامة
مناسبة حلول المولد السعید لمنقذ البشریة ارواحنا فداه نتقدم الى حضرتكم بأحر التاهنی القلبیة , وأسأل الله العلی القدیر ان یعید هذه المناسبة والعالم الاسلامی ینعم بوجود صاحب العصر والزمان حاكما فی هذا العالم0
افتونا مأجورین:
مقدمة السؤال : من المعروف أن الله ارسل الرسل رحمة للعالمین وأن یهدوا الناس الى ماهو صالحهم وینهونهم عما یفسدهم وأن یرشدوا الناس الى عبادة الله سبحانه وتعالى ( وماخلقت الجن والانس الا لیعبدون )0 وأن العبادة هی وسیلة الى الرقی والوصول الى حضرة الله القدسیة والارتقاء بالانسان الى اعلى مراتب الكمال , ولایمكن للانسان ان یصل الى ما اراده الله منه الا بوصول الرسائل السماویة الیه0او اذا كانت هذه المقدمة صحیحة نرید التكرم بالإجابة على هذه التساؤلات:
* من المعروف ان معظم البشریة على مر الدهور المؤمنون بالرسالات قلیل جدا بالنسبة لغیرهم 0 فهل ممكن ان نقول ان الرسالة الحقة و صلت واضحة جلیة الى كافة الناس؟بحیث یكون الانسان هو المسؤل عن هذا التقصیر 0
* واذاكان الجواب بنعم ان الرسالات وصلت الى الجمیع فكیف نتصور وصول الرسالات فی اقصى الارض قبل الاف السنین ولم تكن موجوده سبل الاتصال ؟
* واذا قلنا ان الرسالات لم تصل الى هذه الامم فنقول ان لهم حجة على الله ( وان الحجة لله ) ؟ ولماذا وصلت الینا الرسالة ولم تصل الیهم ؟ هل لاأننا نحتاج الى الرسالة بینما هم فی غنى عنها ام هناك محاباة عند الله ففضل قوم على قوم ؟ او ان هناك مصلحة من عدم وصول الرسالات الیهم ؟
* واذا قلنا ان الرسالات فی رحمة من الله وفیض الاهی فماهو المعنى بأن یحرم منها اناس وینعم بها أخرین , و ذنب هؤلاء انهم ولدوا هنا واخرون ولدوا قریبا لمهد الرسالات 0 وأن قلنا أن الله سیعطیهم البدیل فلا نعتقد ان هناك نعمة بدیلة للدین فقد فاتهم من الخیر مالایدرك ؟
* وماهو ذنب الطفل الذی یولد من والدین مخالفین وینشأ بعیدا عن التعالیم الإلهیة وتصله الحقائق مشوهة وغیر واضحة ونطالبه بالبحث والتحقیق ورفض تقلید الاباء (اناوجدنا اباءنا على ملة وانا على اثارهم مقتدون ) بینما الطفل الاخر یولد فی حضن ابوین مؤمنین ولایتكلف العناء الكبیر فی اتباع الحق؟ وماهو ذنب الطفل الذی یعیش فی كنف ابوین فاسقین ویخرج الطفل بعیدا عن تعالیم الدین بیمنا اخر یعیش فی احضان رجل علم 0
الیست هذه من المفارقات ؟
* واذا عدنا وقلنا ان الله سبحانة وتعالى لم یخلق الناس للشقاء بل خلقهم للرقی وللكمال الا متناهی وبما ان الرسالات لم تصل الى الأغلبیة مالعظمى من البشر اذا لم یتحقق الهدف من ارسال اللانبیاء0 او ان نقول ان هدف الرسالات محدود على اناس دون اخرین0
نرجو منكم اشباع هذا الموضوع تفصیلا وإیضاحاً
1) المقدمة التی تحدثت عنها صحیحة.
2) على اساس الآیات القرآنیة فان الهدایة الالهیة شاملة لجمیع الناس فی جمیع العصور و الامصار: (وإن من أمة الاخلا فیها نذیر) – فاطر: 24، و(لقد بعثنا فی كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) – النحل: 36، وللمزید من التفاصیل راجع كتاب (دروس فی العقیدة الاسلامیة) تآلیف آیة الله مصباح – بحث النبوة الدرس 23.
3) ان اكثر الشرائع كانت محدودة بمنطقة خاصة، ولذا لم یخلق فقدان وسائل الاتصالات الحدیثة مشكلة فی طریقها، على ان الامم السالفة لم تكن من الانتشار ما یجعل الادیان العالمیة بحاجة الى وسائل الاتصالات الحدیثة لابلاغ رسالتها.
4) ان مقتضى الحكم العقلی هو أن على الله سبحانه تیسیر طریق الوصول الى السعادة امام البشریة وقد تحقق ذلك بارسال الرسل. ولكن وصول البلاغ الالهی الى كل فرد بحاجة الى شروط، ویعتمد على عوامل یرتبط جلها بسلوك بنی الانسان انفسهم، ان واجب كل فرد هو أن یسعى لرفع الموانع وكسب الفهم والعمل به.
5) كل فرد مأجور قدر سعیه للوصول الى الحق، ومن یبذل جهداً اكبر فی هذا الطریق، وبعد معرفة الحق والعمل به یقترب من الله عزوجل بسرعة اكبر وقد یطوی مسیر مائة عام فی لیلة واحدة.
6) للهدایة الالهیة مراتب، ولا یحظى جمیع الناس بها بمستوى واحد. لقد تجسد قسم من هذه الهدایة بین المجتمعات البشریة كافة على صورة القیم الاخلاقیة العامة تمثل حصیلة ارشاد الانبیاء والمساعی الخالصة لاولیاء الله.