الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی
الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی (https://mesbahyazdi.ir)

صفحه اصلی > ar_akhlag3-ch4_12.htm

ar_akhlag3-ch4_12.htm

الولایة المأذون بها

الولایة المأذون بها

قلنا لا یجوز لنا اقامة علاقات ودّیة مع مجتمع یعادی المجتمع الاسلامی، وهو عازم على تضییع المصالح المادیة والمعنویة أو المصالح المعنویة للمسلمین، ولكن اذا كان حیادیاً تجاه مصالحنا المعنویة وأراد اقامة علاقات مع المسلمین لتحقیق مصالحه وفیها طبعاً مكاسب مادیة للمجتمع الاسلامی، وقد یمهد ذلك لتحقیق المصالح المعنویة أیضاً على المدى البعید وفی ظل هذه العلاقات، فانّ مثل هذا المجتمع وإنْ كان كافراً فلا ینبغی للمسلمین معاداته، قال تعالى بهذا الشأن:

(لا یَنْهاكُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * إِنَّما یَنْهاكُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ قاتَلُوكُمْ فِی الدِّینِ وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِیارِكُمْ وَ ظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ)([1]).

أجل، احسنوا من موقع القوة الى هؤلاء الذین لا یقاتلونكم ولا یعادونكم واقیموا معهم علاقات عادلة. وتكون القیمة السلبیة إذنْ حینما تهدّد مصالحكم المعنویة، أی تتخاصم فئتان: كافرة ومؤمنة حول الهدف الأساسی، وینبری الكفار لمعاداة المجتمع الاسلامی بشدة انتصاراً للكفر، بینما اذا لم یضر الكفار بایمانكم فبوسعكم اقامة علاقات ودّیة معهم، حتى ان الله سبحانه یحب ان تعاملوهم معاملة عادلة خالیة من الظلم.

إذنْ التزموا بالعدل فی التعامل معهم، فاذا كانوا قد عاهدوكم فعلیكم الوفاء بعهدكم طالما وفوا بعهدهم واحترموا ذلك ولا تنقضوا العهد عند اقتداركم، إذ انّ القیم الأخلاقیة تُسحق بنقض العهود وتُسلب الثقة بها، ویشكّل ذلك خطراً على المجتمعات البشریة كافة.

بملاحظة المعاییر العامة المذكورة یمكن معرفة القیم الأخلاقیة فی العلاقات الاجتماعیة لكی یتّضح متى تكون العلاقات ودّیة ومتى تكون عدائیة؟ وهكذا فی العلاقات الشخصیة، فمع أی شخص تكون الصداقة مناسبة ومع أی شخص تكون غیر مناسبة؟ وكیف ینبغی التعامل مع جماعة المؤمنین والكفار فی الوسط الاجتماعی؟





[1]. الممتحنة 8ـ 9.


Source URL: https://mesbahyazdi.ir/node/1291