الفصل الرابع/ مجلس خبراء القیادة
سؤال: هل ان انتخابات رئاسة الجمهوریة ومجلس الشورى الإسلامی باعتبار اجرائها وفق تصویت الشعب المباشر ـ أكثر أهمیة واعتباراً؟
جوابه: للإجابة عن هذا التساؤل ینبغی التطرق لمناط الأهمیة والاعتبار، الذی تتمیز به المؤسسات والأشخاص فی ظل النظام السیاسی فی الإسلام.
إن معیار الاعتبار والشرعیة فی النظام السیاسی فی الإسلام هو الانتساب الى الله سبحانه; وهذا الانتساب إنما یتحقق فی عصر الغیبة بتأیید وإمضاء الولی الفقیه; من هنا فإن تساوى میزان من یتم انتخابهم فی الانتساب الى الله تساوَوا فی الاعتبار والشأن.
إذا كان المراد من السؤال أفضلیة الانتخاب المباشر لانتخاب الأصلح، وإحراز المزید من الاطمئنان فی سلامة تشخیصه; فلا صحة لهذا التصور; لأن الانتخاب غیر المباشر أكثر أماناً، فیما یتعلق بانتخاب القائد على أقل تقدیر، حیث تصوّت الأمة لصالحه وتنتخبه عن طریق طائفة من الفقهاء ـ الخبراء ـ المتمیزین بفقاهتهم ومعرفتهم بالصالحین من الناس، وهذا الانتخاب یفوق الانتخاب المباشر دقّة واطمئناناً.
المنهج العقلائی فی معرفة ذی الاختصاص
حینما یقدم الناس على اتخاذ قرار بشأن أمر مهم على صعید حیاتهم الیومیة أو المبادرة لانتخاب ما; فإنهم ـ وللمزید من الاطمئنان حول صلاحیة مَنْ یقع علیه الاختیار ـ یتخذون وسطاء یستشیرونهم بشأن هذا الانتخاب، لاسیما إذا ما أرادوا انتخاب المتخصص الأفضل.
وفی نظام الجمهوریة الإسلامیة حیث الهدف فیه إدارة المجتمع فی ضوء القوانین الإسلامیة; فإن إسلامیة النظام إنما یتم ضمانها من خلال الولی الفقیه وحسب، والطریق المعقول الموثوق به لانتخاب أفضل فقیه یتحلى بمواصفات القیادة هو الانتخاب عبر الفقهاء العارفین بالفقهاء.
مما لا شك فیه أن اختیار أفضل القضاة إنما یتیسّر من قبل القضاة; وكذا بالنسبة لأساتذة الجامعة; إذ بمقدورهم تشخیص أفضل الأساتذه، كما أننا لا نستفسر من عامة الناس لاختیار أفضل متخصص فی جراحة القلب، بل أننا نعتبر السؤال من المتخصصین أفضل سبل الانتخاب; فتشخیص المتخصصین أكثر واقعیة وهو الأجدر بالثقة. بناءً على هذا ـ وللمزید من الاطمئنان لإحراز صلاحیة القائد ـ فإن انتخابه من قبل الخبراء یتمیز باعتبار مضاعف; بالإضافة الى أن الفقهاء الأعضاء فی مجلس الخبراء قلیلا مایتأثرون بالدعایات والاشاعات، وبالتالی فإنهم یكشفون عن الولی الفقیه فی ظل جوٍّ من الهدوء، ومن ثم یعلنون عنه أمام الملأ.
* * * * *