الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی
الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی (https://mesbahyazdi.ir)

صفحه اصلی > آیة الله مصباح الیزدیّ: الإعلام یتحمّل مهمّة ثقیلة تجاه الدین

آیة الله مصباح الیزدیّ: الإعلام یتحمّل مهمّة ثقیلة تجاه الدین

التاريخ : 1391/01/15
قال العلامة مصباح الیزدیّ مؤكّداً على ضرورة معرفة الدین: إذا التُفت إلى الدین بجمیع أبعاده فستصبح مسؤولیّة جمیع المسؤولین فی الحقل الثقافیّ، ونخصّ بالذکر مسؤولی الإذاعة والتلفزیون، تجاه الدین ثقیلة للغایة

قال العلامة مصباح الیزدیّ مؤكّداً على ضرورة معرفة الدین: إذا التُفت إلى الدین بجمیع أبعاده فستصبح مسؤولیّة جمیع المسؤولین فی الحقل الثقافیّ، ونخصّ بالذکر مسؤولی الإذاعة والتلفزیون، تجاه الدین ثقیلة للغایة.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، فقد قال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی ملتقى «الدین والإعلام» مشیراً إلى موضوع الملتقى: علینا أوّلاً أن ننظر كیف نعرّف الدین، فإن نحن حصرنا تعریف الدین فی الأعمال العبادیّة والمسائل التی من هذا القبیل، كان عمل الإعلام فی اجتذاب المخاطبین ونشر المسائل الدینیّة غایة فی الیسر والسهولة ویتحقّق هذا الهدف بمجرّد عرض الأذان، ومراسم العزاء واللطم، وما إلى ذلك.
وتابع سماحته قائلاً: أمّا إذا التُفت إلى الدین بجمیع أبعاده فستصبح مسؤولیّة جمیع المسؤولین فی الحقل الثقافیّ، ونخص بالذکر مسؤولی الإذاعة والتلفزیون، ثقیلة للغایة، إذ لا ینبغی ان تنال البرامج المُعدّة رضا المشاهدین من الناحیة الدنیویّة فحسب، بل یتعیّن السعی لإعداد برامج تؤمّن سعادة الناس الأبدیّة.
ورأى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ للدین بعدین یتمثّلان فی الرؤى والقیم أو الاصول والفروع معرّفاً اصول الدین بجذوره وقال: تمثّل اصول الدین رمزاً لعلم الوجود، وعلم المعرفة، وعلم معرفة الإنسان وإنّ الاختلاف بین الإنسان المتدیّن وغیر المتدیّن یكمن فی هذه الرؤى.
وفی إشارة للعلامة مصباح الیزدیّ إلى الرؤى المطروحة حول معرفة الوجود قال سماحته: وفقاً للرؤیة الاولى فإنّ الوجود منحصر فی المادّیات وهی ترى انّ أیّ إرادة غیر مادیة لیست مؤثّرة فیه، لكنّه حسب الرؤیة الثانیة فإنّ الوجود قائم بغیره وإنّ ثمّة إرادة اخرى هی التی تؤثّر فیه.
وبخصوص الرؤى المتعلّقة بالإنسان أضاف آیة الله مصباح الیزدیّ قائلا: تنظر واحدة من الرؤى إلى الإنسان على أنّه ظاهرة توجَد من نطفة یظهر بعدها إلى الدنیا بعد طیّ مراحل الحیاة الجنینیّة لیعیش عدداً من السنین قبل أن یفنى بالكامل، فی حین أنّ الإنسان وفقاً للرؤیة الدینیّة هو موجود مهمّ وشریف یعیش عمراً لا نهایة له وهو لیس محدوداً بهذه الدنیا.
وفی إشارة إلى بُعد علم المعرفة قال سماحة مصباح الیزدیّ: المسألة الاخرى هی: ماهی السبل المتاحة للإنسان من أجل المعرفة؟ ففی نظر الدین لا تنحصر سبیل المعرفة فی الحواسّ الظاهریّة، بل إنّ العقل والوحی هما سبیلان آخران للمعرفة.
وألمح العلامة مصباح الیزدیّ إلى منطقة القیم وما ینبغی وما لا ینبغی مشیراً إلى المدارس الفكریّة المختلفة فی هذا الخصوص وقال: لم تستطع الرؤیة المادّیة أن تحدّد معیاراً لتشخیص الحسن من القبیح واعتبرت ذلك أمراً اعتباریّاً وجعلیّاً تتحكّم فیه رغبة الناس، بمعنى أنّ الأمر یُعدّ حسناً إذا أراده الناس وسیّئاً إذا لم یرغبوا فیه، فی حین أنّ الدین یَعُدّ الحسن والقبیح أمرین واقعیّین ومن الثوابت.
وأشار عضو مجلس خبراء القیادة إلى الأحكام الدینیّة قائلاً: لا تقتصر الأحكام الدینیّة على الصلاة والصوم بل إنّ جمیع سلوكیّات الإنسان قابلة للتقییم فی إطار الشرع، وإنّ لكلّ فعل اختیاریّ للإنسان حكماً شرعیّاً.
وفی معرض إشارة العلامة مصباح الیزدیّ إلى العلاقة بین الدنیا والآخرة فی نظر الدین قال سماحته: استناداً إلى الآیات والروایات فإنّ حیاة الإنسان الحقیقیّة هی الحیاة الآخرة وما الحیاة الدنیا بالقیاس إلى الآخرة إلاّ موتاً بطیئاً، وإنّ سعادة الإنسان الأبدیّة هی رهن بأعماله التی یأتی بها فی فترة الحیاة الدنیا القصیرة حیث لیس ثمّة مجال للعمل فی الآخرة.
ولدى تأكید آیة الله مصباح الیزدیّ على أنّ المصیر الأبدیّ الذی لا نهایة له إنّما یتحدّد خلال فترة العمر الدنیویّ القصیرة قال سماحته: من خلال هذا التعریف للدین وبالالتفات إلى اصوله وأقسامه المختلفة، سوف لن یرى المسؤولون أنفسهم مسؤولین أمام من یعلوهم من المدراء والرؤساء فحسب، بل إنّهم سیشعرون بالمسؤولیّة تجاه الله تعالى، وسیسعون فی ضوء ذلك إلى إعداد البرامج الكفیلة بتأمین السعادة الاخرویّة لأفراد المجتمع.
وتابع استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة القول: من الجمیل أنّه فی الدین الإسلامیّ المبین الذی یمتاز بالشمولیّة هناك إمكانیّة الجمع بین سعادة الدنیا والآخرة وتأمینهما جنباً إلى جنب.
وأكّد العلامة مصباح الیزدیّ على ضرورة معرفة الدین وتعریفه للآخرین وقال سماحته: لقد جعل الإمام الخمینیّ الراحل (قدّس سرّه) الإسلام محوراً لجمیع خطبه وكلماته، كما أنّ الشهداء ـ وحسبما جاء فی وصایاهم ـ قد قاتلوا ذوداً عن الإسلام وقدّموا أرواحهم رخیصة فی سبیله. إذن فإنّ تبیین خطّ الإمام الخمینیّ (رحمة الله علیه) هو تبیین لخطّ الإسلام. لذا علینا توخّی الحذر والتعرّف على الدین الصحیح بشكل كامل وتعریفه للآخرین، كی لا یُصار بالمغالطات إلى تقدیم شیء آخر للمجتمع بعنوان كونه هو الدین المطلوب.
ونوّه العلامة مصباح الیزدیّ بالمسؤولیّة الثقیلة التی تقع على عاتق مؤسّسة الإذاعة والتلفزیون فی هدایة المجتمع والوقوف بوجه انحرافه، وقال: یتعیّن علینا ـ من خلال مراعاة اصول علم النفس وقواعد التربیة ـ أن نطرح المفاهیم الإسلامیّة الصحیحة والجامعة على الناس بشكل یحفّز لدیهم حسّ المطالبة بالإسلام والسعی إلى إقامة أحكامه وحدوده.

عربية

Source URL: https://mesbahyazdi.ir/node/3437