الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی
الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی (https://mesbahyazdi.ir)

صفحه اصلی > العلامة مصباح الیزدی: لولا حركة الشعب العفویّة هذه والتی تمّت بإرادة من الله لذهبت حصیلة نصف قرن من الجهاد أدراج الریاح

العلامة مصباح الیزدی: لولا حركة الشعب العفویّة هذه والتی تمّت بإرادة من الله لذهبت حصیلة نصف قرن من الجهاد أدراج الریاح

التاريخ : 1391/01/15
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی، فقد قال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی ملتقى «تخلید ملحمة التاسع من دی (30 كانون الأوّل) وتحلیل جذور الفتنة»: عندما أحسّ الشعب فی العام الماضی أنّ ثمّة خطرا جدّیا یتهدّد أساس النظام الإسلامیّ والثورة فقد هبّ بحركة مباركة للغایة، لیصبح هذا الیوم ـ بما لا یقبل الشكّ ـ واحدا من أیّام الله

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی، فقد قال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی ملتقى «تخلید ملحمة التاسع من دی (30 كانون الأوّل) وتحلیل جذور الفتنة»: عندما أحسّ الشعب فی العام الماضی أنّ ثمّة خطرا جدّیا یتهدّد أساس النظام الإسلامیّ والثورة فقد هبّ بحركة مباركة للغایة، لیصبح هذا الیوم ـ بما لا یقبل الشكّ ـ واحدا من أیّام الله.
وقال العلامة مصباح الیزدی مشیراً إلى أنّ التأیید الإلهیّ إنّما یكون فی نصرة الحقّ وتضعیف الباطل: إنّ الاُسلوب التعلیمیّ والتربویّ الذی یتّبعه الباری عزّ وجلّ فی كتابه العزیز هو السعی لتذكیر المخاطب بدور الله تعالى فی كلّ ظاهرة فی الكون، صغیرة كانت أم كبیرة، مسمیّاً إیّاها فعل الله؛ ومن هذا المنطلق فإنّ كلّ نصر وغلبة هی من الله سبحانه، كما أنّ فشل فتنة عام 2009 وفضیحة مثیریها كان من فعل الله أیضاً.
وتابع سماحته قائلاً: بالطبع لا یعنی ذلك أنّه لم یكن للعنصر البشریّ أیّ دور یُذكر، بل الغایة من ذلك هی التأمّل فی أنّه لولا حصول هذه الحركة العظیمة بید الله عزّ وجلّ وبإرادة منه ما الذی كان سیحصل؟ باختصار لولا هذه الحركة لذهبت حصیلة ما یقارب نصف قرن من الجهاد، ومقارعة الظلم، والتضحیات، والدماء المراقة، والشهداء الذین قدّمهم الشعب ـ لذهبت جمیعها أدراج الریاح. بل لو تأمّل المرء بمزید من الدقّة لاستنتج أنّ وضع البلاد كان سینحطّ إلى ما هو أسوأ من وضع ما قبل الثورة.
وأضاف استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة مستشهداً بآیات من الذكر الحكیم: یحبّ الله تعالى أن یربّی الإنسان بشكل یكون التفاته بالدرجة الاُولى إلى الله ومن ثمّ إلى الوسائل التی یهیّئها الله سبحانه.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدی: یأمر القرآن الكریم بطاعة الله سبحانه، والنبیّ الأكرم (صلّى الله علیه وآله) واُولی الأمر، فإن نحن أطعنا هؤلاء صارت السعادة من نصیبنا، وإن خالفناهم أمسینا مستحقین للعذاب.
وقال سماحته مشیراً إلى فتنة العام 2009 وما تحمّله المجتمع بسببها من خسائر وما یتعیّن استلهامه منها من عبر: انّ نشوب هذه الفتنة كان نتیجة بعض نقاط الضعف التی تشكو منها البلاد، ولو أنّنا قمنا سابقاً بتشخیص نقاط الضعف تلك وهرعنا إلى معالجتها ورفعها لما نشبت مثل هذه الفتنة.
وفی معرض إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى ضعف بعض الخواصّ ودورهم فی تمهید الأرضیّة لهذه الفتنة وتوفیر المقدّمات لها قال سماحته: بعض الفئات لم تتقید بواجبها تجاه ولیّ الأمر، وقد ساقوا المسائل بالشكل الذی یتماشى مع مصالحهم الدنیویّة ومصالح عوائلهم ورفقائهم فی الحزب الأمر الذی أدّى إلى نشوب الفتنة. إذن فالدرس الأوّل الذی نستلهمه من هذه الأحداث هو ضرروة معرفة نقاط الضعف.
وتابع سماحته: الدرس الآخر الذی یمكن تعلّمه فی هذا المجال هو مسألة اجتذاب الكوادر وهو ما كان مطروحاً منذ بدایة عهد الثورة، وهو أنّه هل یجب أن تتمتّع الكوادر التی یتمّ تجنیدها لمقارعة الطاغوت بسلامة الفكر والروح، أم إنّه یمكن الائتلاف مع كلّ من یمتاز بروح العمل والمثابرة بحیث یوكَل البحث حول الخلافات الفكریّة إلى ما بعد مرحلة إنجاز العمل؟
واستطرد العلامة مصباح الیزدی قائلاً: كان البعض قبل انتصار الثورة یعتقد بضرورة تشكیل جبهة مناهضة للامبریالیّة یتّحد تحت لوائها كلّ مخالفی نظام الشاه من الشیوعیّین، والمنافقین، والإسلامیّین، ثمّ یصار بعد انتصار الثورة إلى تقاسم السلطة فیما بینهم، كی یتمكّن الجمیع بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم من المشاركة فی هذه الجبهة، فی حین كان یعتقد البعض الآخر أنّ حركتنا هی حركة إسلامیّة وإلهیّة ولابدّ من الاعتماد على العناصر الدینیّة والأشخاص المتدیّنین فیها.
وتابع آیة الله مصباح الیزدی مشیراً إلى دور النمط الفكریّ الأوّل فی أحداث الفتنة الماضیة قائلاً: رؤوس الفتنة ومعظم الذین كان لهم دور فیها كانوا منذ البدایة لا یمتلكون فكراً إسلامیّاً خالصاً، لكنّ بعض الساسة ـ ممّن یمیل إلى تقدیم جانب العمل على الفكر ـ عمدوا إلى استخدام هؤلاء غیر ملتفتین إلى عواقب استخدام أفراد غیر معتقدین بمبانی واُصول الثورة. إذن فالدرس الآخر المستوحى من هذه الفتنة هو ضرورة توخّی الدقّة فی اختیار مَن یشَغل مناصب الدولة.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی: لیس هناك أیّ ضمانة بأنّ هذه الفتنة ستكون الفتنة الأخیرة، بل لعلّ فتنة ستحدث فیما بعد تكون أشدّ خطورة من سابقتها.
وأشار سماحته إلى أنّ العلّة من وراء الفتنة الأخیرة كان الضعف الفكریّ على صعید الدین لاسیّما مسألة ولایة الفقیه، وقال: لازالت هناك نقاط ضعف فی هذا المجال ممّا یوحی بأنّه لو حصلت فتنة اُخرى مستقبلاً فإنّها ستكون فی سیاق الفتنة السابقة. إذن فإنّ من واجبنا أن ندلی بأصواتنا وأن نعهد بمناصب الدولة إلى أشخاص كاملین من الناحیة الفكریّة.
یُذكر أنّ هذا الملتقى كان قد جرى یوم الثلاثین من كانون الأوّل بحضور جمع من علماء وفضلاء وطلاب الحوزة العلمیة بقمّ المقدّسة وذلك فی صالون مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

عربية

Source URL: https://mesbahyazdi.ir/node/3440