الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی
الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی (https://mesbahyazdi.ir)

صفحه اصلی > العلامة مصباح الیزدی: مشكلة الأعداء هی دیننا

العلامة مصباح الیزدی: مشكلة الأعداء هی دیننا

التاريخ : 1391/01/15
أشار عضو مجلس خبراء القیادة مستشهداً بآیات من الذكر الحكیم: مشكلة أعدائنا هی أصل دیننا وإنّ أهدافهم لا تقتصر على المصالح المادّیة

أشار عضو مجلس خبراء القیادة مستشهداً بآیات من الذكر الحكیم: مشكلة أعدائنا هی أصل دیننا وإنّ أهدافهم لا تقتصر على المصالح المادّیة.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی مؤتمر ضمّ جمعیّة خریجیّ هذه المؤسّسة إلى فتنة عام 2009 وقال: لقد انبرى العدید من أصحاب القلم والباحثین إلى تحلیل الأحداث التی تلت انتخابات عام 2009 كی یزیلوا كلّ ما علق فی الإذهان من إبهامات حول هذه القضیّة والواقفین وراءها، على الرغم من أنّه لا زال البعض غیر مصدّق بأنّ الفتنة الأخیرة كان قد تمّ الإعداد والتخطیط لها على نحو متقن منذ مدّة طویلة.
ورأى العلامة مصباح الیزدی أنّ التحلیل العلمیّ للأحداث ورفع ما یكتنفها من إبهامات هی من سمات المجتمع الحیّ والسلیم وقال: على الرغم من أهمّیة مثل هذه النشاطات غیر أنّ ما یحوز أهمّیة اكبر هو توقّع الفتن فی المستقبل، إذ لربّما تنتظرنا فی قادمات الأیّام – وفقاً لقول الإمام الخامنئیّ – فتنة أكبر من تلك.
وتابع آیة الله مصباح الیزدی قائلاً: على الرغم من أنّ الخبراء فی السیاسة هم من یجب أن یخبرنا عن سمات الفتنة القادمة، غیر أنّ لنا فی تعالیم دیننا ما یوجّهنا فی هذا الطریق.
وتابع سماحته قائلاً: ممّا یؤسف له أنّه لا یُنظر إلى الكثیر من الاُمور الدینیّة بعین الجدّیة ولا یقام لها احترام؛ فعلى سبیل المثال عندما كان بعض عظمائنا یحدّثوننا عن عداء الأجانب لنا وأعداء دیننا لم یكن من السهل فهم كلامهم، ذلك أنّنا كنّا نظنّ أنّ العدوّ هو من یرید الاستیلاء على مصادر نفطنا وأسواقنا، وغایة ما فی الأمر أن یجعل من المسلمین تابعین له.
واستطرد سماحته فی القول: فعندما أطلق الإمام الخمینیّ الراحل (رحمة الله علیه) صرخات تحذیره الجدّیة بأنّ الإسلام فی خطر جعلنا نتأمّل بعمق أكبر فی هذه القضیّة ونلتفت إلى أنّ مشكلة العدوّ حقیقةً هی أصل دیننا.
وفی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ تحلیل هذا العداء لا زال مشكلاً وصعباً أضاف متسائلا: ما السرّ الذی یدفع اُمّة معیّنة أن تكون على استعداد - فی سبیل تغییر دین امّة اخرى - لدفع باهض الأثمان بل وأن تقدّم الخسائر أیضاً؟!
وتابع سماحته: على الرغم من كون العناصر المادّیة لها دور فی هذا العداء أیضاً، لكنّ القرآن الكریم یرى أنّ العلّة الأساسیّة من وراء حقد الأعداء هی دین المسلمین.
ولدى بیان آیة الله مصباح الیزدی أنّ فهم حقیقة کون العدوّ مخالفا لأصل دیننا من شأنه أن یفتح الباب للتنبّؤ جیّداً بحوادث المستقبل وما سیأتی من الفتن، أضاف سماحته: منذ أوائل عهد ثورتنا الإسلامیّة بادر الأعداء وعلى رأسهم أمریكا إلى التمحیص عن السبب الذی یجعل جمیع مساعیهم تعطی نتائج معكوسة، ذلك أنّهم لم یكونوا لیصدّقوا سقوط الشاه بهذه السرعة وتأسیس نظام إسلامیّ على ید عالم دینیّ.
وعبر مقارنة الثورة الإسلامیّة فی إیران مع الثورات التی كان بعضها یرفع شعار الدین أیضاً قال سماحة مصباح الیزدی: لكنّ تلك الثورات قد انحرفت على ید الأعداء، وإنّ أمریكا كانت تعتقد بأنّ الثورة الإسلامیّة فی إیران ستؤول أیضاً إلى هذا المصیر.
وقال سماحته مستطرداً: لكنّ الثورة الإسلامیّة الإیرانیّة قد أفشلت جمیع مخطّطاتهم الأمر الذی دفعهم إلى رصد مبالغ طائلة لإقامة بحوث ودراسات حول الثورة، والإسلام، والتشیّع، بل لقد حدّدوا لاُطروحات الطلاب الإیرانیّین فی الجامعات الأمریكیّة مواضیع من قبیل: ولایة الفقیه، والتشیّع، والإمام، وما إلى ذلك، لیس هذا فحسب بل لقد افتُتحت فی إسرائیل مراكز تحت عنوان معرفة التشیّع.
وقال سماحته: عندما انتبهوا من خلال أبحاثهم، المتواصلة إلى الآن، إلى عناصر القوّة فی إیران وهی عاشوراء، والنظریّة المهدویّة، وولایة الفقیه شرعوا منذ ذلك الحین بإطلاق الإهانات للمقدّسات الإسلامیّة وانتهاج عملیّة التخویف من الإسلام ووضعوا محاربة عناصر القوّة تلك فی صلب جدول أعمالهم.
وتابع رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث القول: عندما یشقّ على نفس المشتغلین فی الحقل الدینیّ فهم حقیقة أنّ الأعداء یسعون لضرب أصل دیننا، فكیف نتوقّع من طلبة جامعات هذا العصر أن یقبلوا هذه المسألة بهذه البساطة.
وقال: من المؤسف أنّ هذه النزعة قد وجدت وتجد طریقها حتّى إلى بعض مسؤولینا ممّا دفع البعض منهم إلى التفتیش عن سبیل للتعامل مع العدوّ من أجل رفع عداوته.
واستطرد العلامة مصباح الیزدی قائلاً: هذه النزعات هی التی أسّست للفتنة السابقة، وإذا كان من المتوقّع أن تنشب فتنة اُخرى فإنّها سترتكز على نفس هذا الفكر وهذه الرغبات.
وأكّد سماحة آیة الله مصباح الیزدی على ضرورة الوقوف على منشأ الثورة ومعرفة سبل مواجهة العدوّ وقال: لقد أطلق الإمام الراحل (رحمه الله) صرخته بأنّ الإسلام فی خطر منذ خمسین عاما مضت، وإنّ نهج الإمام لا یحید عن نهج الله ونهج سیّد الشهداء (علیه السلام).
وفی إشارة إلى الوسائل التی یستخدمها العدوّ فی مواجهة الدین قال سماحته: یستخدم العدوّ لمواجهة الدین مفردات من قبیل الحرّیة، والدیمقراطیّة، والتسامح، والتساهل، وما إلى ذلك.
وأكّد سماحة مصباح الیزدی على ضرورة معرفة الدین والاعتقاد به وفداء النفس والنفیس فی سبیله وقال: لا ینبغی الانحراف فی هذا السبیل، فلربّما شغل امرؤ منصباً یبتغی منه خدمة الإسلام لكنّ المادّیات مهّدت، شیئاً فشیئاً، لانحرافه. ولربّما شارك البعض فی هذه الثورة وبذلوا جهوداً جبّارة فی سبیل انتصارها، وزُجّ بهم فی السجون، وتعرّضوا لألوان العذاب، لكنّهم أمسوا هم وعوائلهم بین لیلة وضحاها أصحاب ثروات طائلة فنسوا السبب الذی دفعهم إلى تحمّل كل تلك المحن.
وقال العلامة مصباح الیزدی فی ختام حدیثه: علینا أوّلاً أن نكون نحن من العارفین بالدین والعاملین به، ومن ثّم نحاول تعریفه للآخرین كی یعملوا هم أیضاً به لنسعى بعد ذلك إلى تطبیقه.
یذكر أنّ المؤتمر العشرین لجمعیّات خرّیجی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قد اُقیم فی صالون المؤتمرات فی المؤسّسة یوم الثلاثین من كانون الأول عام 2010م تحت شعار «دراسة فی التیار الثقافیّ للفتنة؛ الماضی والحاضر والمستقبل».

عربية

Source URL: https://mesbahyazdi.ir/node/3441