الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی
الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله الشیخ محمدتقی مصباح یزدی (https://mesbahyazdi.ir)

صفحه اصلی > العلامة مصباح الیزدی: مهمّة الحوزة العلمیّة أصبحت أثقل بكثیر بعد انتصار الثورة

العلامة مصباح الیزدی: مهمّة الحوزة العلمیّة أصبحت أثقل بكثیر بعد انتصار الثورة

التاريخ : 1391/01/15
قال العلامة مصباح الیزدی مشیراً إلى ثقل مسؤولیّة علماء الدین بعد انتصار الثورة وانها اصبحت أضعافاً مضاعفة: لیس ثمّة الیوم من مجال لا تُحَسّ فیه الحاجة إلى علماء الدین، وإنّه انطلاقاً من المتطلّبات المعاصرة فقد اكتسب الكثیر من الواجبات الكفائیّة حكم الواجب العینیّ

قال العلامة مصباح الیزدی مشیراً إلى ثقل مسؤولیّة علماء الدین بعد انتصار الثورة وانها اصبحت أضعافاً مضاعفة: لیس ثمّة الیوم من مجال لا تُحَسّ فیه الحاجة إلى علماء الدین، وإنّه انطلاقاً من المتطلّبات المعاصرة فقد اكتسب الكثیر من الواجبات الكفائیّة حكم الواجب العینیّ.
حسب تقریر الموقع الإعلامی لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فإنّه خلال الاجتماع العمومیّ السابع الذی ضمّ أعضاء جماعة مدرّسی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة وعلماء البلاد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث إلى تحوّلات البلاد فی النصف الثانی القرن الأخیر وإعطائها اُكلها سنة 1979 للمیلاد وقال: كانت بدایة هذه الحركة على ید رجل مجاهد لنفسه من أهل قمّ وكانت دائرتها محصورة فی البدء بتلامذته وأصدقائه لكنّه بعد مضیّ خمس عشرة سنة توسّع نطاقها إلى حدّ تغییر الخارطة السیاسیّة فی البلاد ونحن نشهد الیوم أنّ آثارها فی جمیع أنحاء العالم تتبلور حول نفس هذا المحور.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى أنّ العامل الأقوى وراء هذه التحوّلات كان شخص الإمام الراحل (رحمه الله) قال سماحته: إذا تصوّرنا المسیر التدریجیّ للتحوّل الذی أوجده الإمام الراحل على شكل دوائر متّحدة المركز فستكون الحوزة العلمیّة إحدى تلك الدوائر القریبّة من المركز حیث تمكّنت ـ ببركة ما حصل فیها من تغییر ـ من خلق تحوّل كبیر فی مختلف شرائح المجتمع؛ ‌ای لولا أنّ الإمام قد خلق حالة من التحوّل فی علماء الدین المحیطین به لما كانت تلك الحركة لتثمر.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی: فی تلك المرحلة، حیث إنّ غایة ما كان یحتلّه عالم الدین فی أعین الناس من مكانة هو أنّه رجل ینقل المسائل الشرعیّة ویرتقی المنبر، جرى الحوار والبحث مع بعض الأصدقاء من أجل تقدیم خدمة جدیدة للإسلام كانت حصیلته إصدار مجلة الدین الإسلامی، ومجلة مذهب التشیع السنویّة حیث كان هذان العملان من ثمار التوجیهات الحكیمة والقیادة السدیدة لسماحة الإمام الراحل (رحمة الله علیه)؛ ذلك أنّ إرشادات سماحته كانت تبعث الشعور بالتكلیف لدى علماء الدین.
وقال العلامة مصباح الیزدی مشیراً إلى ازدیاد مسؤولیّة علماء الدین بعد انتصار الثورة بحیث اصبحت أضعافاً مضاعفة: لیس ثمّة الیوم من مجال لا تُحَسّ فیه الحاجة إلى علماء الدین، وإنّه انطلاقاً من المتطلّبات المعاصرة فقد اكتسب الكثیر من الواجبات الكفائیّة حكم الواجب العینیّ.
ونبّه آیة الله مصباح الیزدی إلى قول الشیخ الأنصاریّ بأنّ كلّ مدینة كبیرة تحتاج إلى مائتی مجتهد جامع للشروط على أقلّ تقدیر وقال: ینبغی أن نفكّر جدّیاً فی تنشئة الفقهاء حتّى على مدى عقود من الزمن من أجل مستقبل بلادنا فما بالكم بما یُستحدث للحوزة العلمیّة من مهمّات جدیدة لم نفكّر بها أصلاً.
وتابع سماحته القول: على الرغم من أنّ الحوزة العلمیّة تمثّل مركزاً للتحوّلات الإیجابیّة وأنّ لها بالغ الأثر على العالم بأسره لكنّ مسافة شاسعة تفصلنا عن بلوغ الهدف المثالیّ المنشود، ذلك أنّه فی بلادنا فقط وعلى خلفیّة ما استجدّ من مسؤولیّات بعد استتباب النظام الإسلامیّ فإنّنا بحاجة ماسّة إلى تنشئة كوادر من الفقهاء، بینما لا زلنا نعانی من العجز والشحّة فی عدد علماء الدین فی المراكز التی یُتعارف فیها وجودهم فما بالكم بالمناصب المستحدثة والتی یكون وجود عالم الدین فیها ضروریّاً.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی: كان دور الحوزة فی عهد من العهود تنشئة الوعّاظ وناقلی المسائل الشرعیّة ولم یكن ذلك عسیراً، أمّا الیوم وشبابنا یواجهون سیلاً من الشبهات والأفكار المنحرفة التی تشكّك فی اصول عقائدهم من خلال مغالطات معقّدة فإنّ مهمّتنا ثقیلة للغایة.
وتابع سماحته: وإلى جانب الردّ على الشبهات الدینیّة والعقائدیّة هناك نوع آخر من الشبهات استجدّت فی ظلّ تأسیس الحكومة الدینیّة؛ ‌ای إنّ الارتباط بین الدین والسیاسة فی إطار الحكومة الدینیّة قد طرح نمطاً آخر من الشبهات لابدّ من التصدّی للإجابة علیها.
وفی معرض إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى تكلیف علماء الدین القاضی بتعریف الإسلام إلى العالم قال سماحته: مع أن إیران تُعدّ مهد الإسلام غیر أنّ تكلیفنا لا ینحصر فی العمل فی الداخل بل لابدّ أن یشعّ النور من هذه البقعة إلى أرجاء العالم كافّة.
وأثناء نقله لخواطر عن سفره إلى الأرجنتین وشیلی أضاف العلامة مصباح الیزدی قائلاً: إنّ الأمل الوحید الذی یحدو مسؤولی إحدى جامعاتهم التی تضمّ أربعة آلاف طالب من أجل تنشئة شباب بلدهم هو الإسلام الذی طرحه الإمام الخمینیّ (قدّس سرّه)، إلى درجة إعراب مسؤولی الجامعة عن استعدادهم لأن یضعوا كافّة إمكانیّات الجامعة تحت تصرّفنا لتنفیذ خطط تربویّة، وهذا یدلّ بشکل واضح على نفوذ الإسلام ببركة اسم الإمام الخمینیّ (رحمه الله) إلى تلك الأنحاء. إذن فوظیفتنا لا تقتصر على رقعة جغرافیّة محدودة.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی فی ختام حدیثه على ضرورة التفكیر طویلاً فی حاجة العالم المعاصر إلى الإسلام والسبل العملیّة للوصول إلى ذلك وقال سماحته: لابدّ من طرح هذه الأفكار والسبل فی‌ای مكان یُحتمل فیه تأثیرها كی تتهیّأ الأرضیّة لتطبیقها على أرض الواقع إن شاء الله تعالى.
یُذكر أنّ هذا الاجتماع قد جرى بتاریخ 24 شباط 2011م فی قاعة القدس فی مجمّع الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم العالی.

عربية

Source URL: https://mesbahyazdi.ir/node/3453