قال عضو مجلس خبراء القیادة: كان الأعداء یعلمون بأنّ أهمّ الخطوات فی توعیة الجماهیر على صعید المبانی والاُسس العقائدیّة وإشاعة الثقافة الإسلامیّة كانت تُتّخَذ على ید الشهید المطهّری، ولأجل ذلك استهدفوه.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء جمع رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بجمع من أعضاء التعبئة الجامعیّة لجامعة «شاهد» فی الثانی من أیّار 2011م فی مقرّ المؤسّسة وذلك إحیاءً لذكرى استشهاد الاستاذ الشهید مرتضى المطهّری، فقد طالب سماحة مصباح الیزدی الطلبة الحضور بالمزید من الإفادة من النتاجات العلمیّة لهذا الشهید العظیم.
وتابع سماحته مبیّناً أنّ هناك تحوّلاتٍ قد حصلت على مدى التاریخ فی العالم البشریّ وقد كان لبعض الشخصیّات دور مؤثّر فی حصولها، وأضاف قائلاً: باعتراف الكثیر من الشخصیّات السیاسیّة والاجتماعیّة فإنّ أعظم تحوّل حصل فی المجتمعات البشریّة فی التاریخ المعاصر هو انتصار الثورة الإسلامیّة فی إیران، تلك الثورة التی اُسّست وشُیِّد بنیانُها على أساس قیم حقیقیّة وإلهیّة.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى تنبّؤ الإمام الراحل (رحمه الله) باتّساع رقعة بركات الثورة لتأخذ منحى عالمیّاً قال سماحته: نحن نشهد الآن انتشارَ هذه البركات ونضجَ ثمارِها فی جمیع أنحاء المعمورة.
وعدّ سماحتُه الإمامَ الخمینیّ (رحمة الله علیه) على رأس الشخصیّات ذات الأثر فی قیام الثورة الإسلامیّة فی إیران وقال: إذا أردنا وضع أشخاص آخرین إلى جانب شخصیة الإمام الراحل من حیث التأثیر فی الثورة فلابدّ أن یكون المعیار فی تقییم أثرهم هو مقدار ما قدّموا من خدمات فی سبیل توعیة الجماهیر وما حصل من یقظة إسلامیّة فی المجتمع.
وأوضح رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ اندلاع الثورة الإسلامیّة فی إیران كان قائماً على القیم الإلهیّة ممّا لا مجال لمقارنته مع سائر الثورات التی اندلعت فی العالم، وقال: إنّ أهمّ شعار قامت لأجله باقی الثورات فی العالم هو الحرّیة وقد بُذلت فی هذا السبیل أثمان باهضة إلا أنّ غایة ما حصلوا علیه هی الرفاهیّة المادّیة، لكنّ هذا الشعار لا یعدو كونه جزءاً ضئیلاً بالمقارنة مع ما رفعته الثورة الإسلامیّة من شعارات أصیلة غایتها تحقیق سموّ الإنسان ورفعته فی ظلّ نظام إسلامیّ.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدی: لیس هناك من معنى أو قیمة للحرّیة المطلقة فی المجتمعات البشریّة؛ وفی الحقیقة فإنّ الحرّیة التی تكون ذات قیمة هی تلك التی تحقّق السموّ والتعالی للإنسان وتوصله إلى حیث كماله وسعادته وإلى المقام الذی اختاره الله تعالى له.
وذكر رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ جمیع الثورات رغم اختلافها فی الأهداف كانت تصبو إلى تقدّم الإنسان مادّیاً، وأضاف: لقد تخطّى الهدف الذی قامت من أجله الثورة الإسلامیّة فی إیران الحیاة الدنیویّة، وقد كانت آثارها الاخرویّة أعظم وأعمق من تلك الدنیویّة.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی على أنّ جمیع شرائح المجتمع كان لها الأثر فی انتصار الثورة الإسلامیّة وما تلاه من تقدّم وتطوّر، غیر أنّ تأثیر جمیع الشرائح لم یكن متساویاً، وقال: من أجل أن نكتشف مَن هم الذین كان لهم دور أكبر فی انتصار الثورة فانّ علینا أنّ ننظر أیّ الأشخاص كان له سهم أعظم فی مجال تطوّر الإنسان ورفعته.
واعتبر سماحة مصباح الیزدی الشهیدَ المطهّری من أهمّ الشخصیّات وأكثرها تأثیراً فی هذا المجال حیث كان له – باعتراف الصدیق والعدوّ – بالغ الأثر فی المناخ الفكریّ للثورة، وأضاف: رغم العمر القصیر الذی كان له بعد انتصار الثورة فقد وضع سماحة المطهّری من خلال مؤلّفاته، ولقاءاته، وخطبه، ومحاضراته اللبنات الأساسیّة للمبانی الفكریّة للثورة.
وقال متابعاً: لقد واصل عدد من الأشخاص طریق الشهید المطهّری من بعده، لكنّه كان الرائد على هذا الطریق، فقد كان تلمیذ الإمام الخمینیّ الراحل (قدّس سرّه).
وعبر طرح تساؤل مفاده: لماذا وقع اختیار الأعداء على الشهید المطهری دون غیره؟ قال سماحته: كان الأعداء یعلمون بأنّ أهمّ الخطوات فی توعیة الجماهیر على صعید المبانی والاُسس العقائدیّة وإشاعة الثقافة الإسلامیّة كانت تُتّخَذ على ید الشهید المطهّری، ولأجل ذلك استهدفوه.
وفی ختام حدیثه أوصى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث الطلبة بقراءة كتب الشهید المطهّری، قائلاً لهم: یتعین علیکم ان تقدّروا آثار الشهید المطهّری حقّ قدرها ذلك أنّ قیمة هذه الآثار تفوق قیمة جمیع مناجم الیورانیوم.