حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی ففی لقاء ضمّ سماحة مصباح الیزدی بجمع من أعضاء الحرس الثوریّ من مختلف أنحاء البلاد فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بتاریخ 14 أیلول 2011م قال سماحته بعد تذكیره بنعم الله تعالى وشكر الله علیها: لقد منّ الله علینا من بین الملیارات من سكّان العالم بنعمة معرفة الله، ومعرفة الإسلام، والانتفاع بتعالیم نبیّ الإسلام (صلّى الله علیه وآله)، ومعرفة وحبّ أهل البیت (علیهم السلام) ویتعیّن علینا أن نقدر هذه النعم الإلهیّة حقّ قدرها.
وأضاف سماحته: كما أنّ علینا أن نشكر الله تعالى على كوننا نعیش فی بلد تزیّن باسم الإمام المهدیّ المنتظر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف)، وفی زمن تحقّقت فیه أعظم حادثة فی تاریخ الإسلام والتشیّع على ید الإمام الخمینیّ الراحل (قدّس سرّه) وتوطّد فیه هذا النظام الإسلامیّ وفقاً لتعالیم أهل البیت (علیهم السلام).
وقال سماحة مصباح الیزدی: كما أنّ الله جلّ وعلا قد هیّأ لنا بعد رحیل الإمام الراحل (رحمة الله علیه) قائداً فذّاً مقتدراً لیس له نظیر قد أسهمت تدابیره الحكیمة وما رفده الله به من إلهامات وتأییدات فی حفظ البلاد وكانت سبباً فی تمتّعنا بالمزید من العزّة والشموخ المادّی والمعنویّ بین شعوب العالم.
وأضاف: إننا لنفتخر أن نكون من مواطنی هذا البلد، ومن التابعین لمثل هذا النظام، وهذا القائد.
كما وأشار العلامة مصباح الیزدی إلى ما یتمتّع به المجتمع من عناصر ثقافیّة واجتماعیّة حیث إنّ لها دوراً حیویّاً فی رفد إیران الإسلامیّة بالمزید من الثبات والعزّة وقال: إنّ ثقافة التبعیّة للمجتهد الجامع للشرائط متأصّلة فی قلوب وأرواح أبناء هذا الشعب وقد تجلّت آثارها فی عصر الإمام الراحل (رضوان الله تعالى علیه) فتُوّج اتّباع ذلك الإمام الحكیم وطاعته بتأسیس النظام الإسلامیّ.
وعدّ آیة الله مصباح الیزدی أنّ عنصر القیادة والتبعیّة للولی الفقیه كانا من أهمّ العوامل فی انتصار الجمهوریّة الإسلامیّة وقال: لولا نعمة وجود الولیّ الفقیه وإرشاداته وتوجیهاته الحكیمة لما وُفِّقنا لإدارة المجتمع وتثبیت الجمهوریّة الإسلامیّة، ومع الأسف فإنّ باقی البلدان لم تستطع خلق مثل هذا التحوّل فی مجتمعاتها بسبب افتقادها لنعمة وجود القائد ومراجع الدین.
ورأى سماحته أنّ حبّ الشهادة هو ثانی العناصر الثقافیّة التی یمتاز بها مجتمعنا وقال: لقد تغلغل حبّ الشهادة فی كیان المجتمع ببركة سیّد الشهداء (سلام الله علیه) وقد كانت من أهمّ آثاره النهوض لمقارعة اُولئك الذین یدّعون الإسلام لكنّهم یشمّرون عن سواعدهم من أجل إسقاطه والقضاء علیه.
وقال آیة الله مصباح الیزدی مؤكّداً: إنّ التأسّی بالإمام الحسین (علیه السلام) والاقتداء بحركته هو المیزان الحقّ، فلابدّ أن تكون أنظارنا موجّهة إلى الحقّ، وإنّ الشهادة على طریق الحقّ هی كالشهادة فی واقعة بدرٍ واُحد.
وأضاف عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: إنّ حیاتنا مبنیّة على هذه الاُصول والمبادئ، وما دامت هذه العناصر الثقافیّة موجودة فی ثقافتنا فإنّنا منتصرون وإنّ جمیع مؤامرات أعدائنا وخططهم ستبوء بالفشل.
واستطرد سماحته بالقول: شاهدنا فی السنوات الماضیة كیف حاول البعض تشویه صورة الحرس الثوریّ والتعبویّین (البسیج) لكنّ تأصّل تلك العناصر الثقافیّة، وروح التضحیة فی سبیل الدین، وعشق سیّد الشهداء (علیه السلام)، ونبذ المظاهر الدنیویّة من أجل الدین صارت تسهم یوماً بعد آخر فی تعزیز اقتدار قوّات الحرس الثوریّ والبسیج وترسیخ بنیانهم.
وعبر استشهاده بالآیة المرقّمة 103 من سورة آل عمران قال سماحته: إنّ مناط وحدة المجتمع والاُلفة بین قلوب أفراده هو حبل الله الذی یتعیّن الاعتصام به، وهو ما یتمثّل بسلسلة الولایة والطاعة لله، وللنبیّ، وللأئمّة الأطهار (صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین) وإنّ الحلقة التی توصل بهذه السلسلة فی زمان الغیبة هو الولیّ الفقیه.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی: فمجرّد عنوان «الإیرانیّة» لا یُعَدّ ملاكاً للوحدة، بل المناط هو الإسلام؛ فإنّ كافّة القومیّات والطوائف تتّحد تحت رایة الإسلام، وتسعى من أجل رفعة الإسلام وسموّ إیران.
وقال: كلّما ارتقى مستوى معرفة المجتمع بالإسلام وبثقافته تضاءلت احتمالات وقوعه فی أشراك الشیاطین، واتّسعت خطواته على طریق السموّ والتقدّم، وبما أنّ أفراد المجتمع یختلفون فی مستویات معرفتهم فإنّنا مُجبرون على الإفادة ممّن هم أكثر تخصّصاً فی هذا المجال.
وقال سماحته: لقد تفضّل الله سبحانه وتعالى ومَنّ علینا بأن جمع لنا القیادة السیاسیّة والقیادة الدینیّة والثقافیّة فی شخص واحد.
وأكّد سماحة آیة الله مصباح الیزدی بالقول: إنّ السرّ من وراء استمراریّة المجتمع یكمن فی مسألة الولایة؛ تلك السلسلة التی تبتدئ بالله عزّ وجلّ والمودعة الآن بید الولیّ الفقیه والتی ستتّصل غداً بحلقتها الأصلیّة المتمثّلة بصاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف)، وإنّ قطع أیّ حلقة من هذه السلسلة سوف یُفقِدها فعّالیّتها ویحرمنا من تلك الألطاف الإلهیّة.