تحدید العواطف الاجتماعیة فی القرآن
جعل الله سبحانه العواطف الاجتماعیة تنضبط وتدور حول محور الایمان والتقوى وعلى أساس الدین الإلهی ولم یسمح بتجاوز هذه الحدود. واشتدت معارضة القرآن للعواطف والصداقات التی تتعدى إطار الملاك المذكور ومنع المسلمین منها بتعابیر مشددة فی آیات عدیدة. نذكر هنا اُنموذجا من هذه الآیات، قال تعالى:
(لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ فَلَیْسَ مِنَ اللّهِ فِی شَیْء إِلاّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَى اللّهِ الْمَصِیرُ)([1]).
یمكن القول ان هذه الآیة من أصرح الآیات فی هذا المجال حیث حذرت المؤمنین بلحن شدید من اقامة صداقات مع الكفار. فقد استعمل فی الآیة لفظ (اولیاء) وهو جمع ولی ویشترك فی جذر الاشتقاق مع (الولایة) و(التولی) المستعملین بمعنى الترابط والصداقة والتقارب والتضامن، وكلما تقارب اثنان الى حد التضامن استعمل لفظ (الولایة) بحقهما.
[1]. آل عمران 28.