الأَخلاق فی القرآن(ج3)

الأَخلاق فی القرآن (معارف القرآن 7)ج3

یمثل هذا الكتاب القسم السابع من مجموعة دروس التفسیر الموضوعی للقرآن الكریم، وتم تحقیقها فی ثلاثة مجلّدات بقلم حجة الإِسلام محمد حسین اسكندری. وطبعتها دار النشر التابعة لمؤسسة الإِمام الخُمینی(قدس سره) للتعلیم والبحوث فی ربیع عام 137٦هـ.ش (1٤18هـ/1997م) فی ٥000 نسخة.

وكما ذكرنا سابقاً فان مباحث القسم السادس تُعنى بمعرفة القرآن. وثبت هناك أن أسمى هدف للقرآن الكریم هو التزكیة والرقی الأَخلاقی للإنسان. وقد عُرض هذا الأمر فی هذا الباب بمزید من التفصیل.

عرضَ الأُستاذ فی المباحث الأَخلاقیة للقرآن أیضاً فكرةً جدیدةً للتصنیف الموضوعی للآیات. وعلى هذا الأساس، فبعد طرح المباحث التمهیدیة والفلسفیة فی باب الأَخلاق، أخضع للبحث الأَخلاق الإنسانیة التی یصبو إلیها القرآن، فی ثلاثة أبواب: الأَخلاق الإلهیة، والأَخلاق الفردیة، والأَخلاق الاجتماعیة. وعلى هذا المنوال دُوَّن مجموع مباحث الأَخلاق فی القرآن فی أربعة أبواب: یتناول الباب الأَوّل مفاهیم الأَخلاق ونظرة عامة عنها ـ وهی المباحث التمهیدیة ـ ویُعنى الباب الثانی بالأَخلاق الإلهیة[1]. ویتحدّث الباب الثالث عن الأَخلاق الفردیة وقد تضمّنه المجلد الثانی. وأما الباب الرابع فهو عن الأَخلاق الاجتماعیة وقد تضمّنه المجلّد الثالث من هذا الكتاب.

طُرِحت فی باب المفاهیم والنظرة العامة المباحث التالیة: الأُصول الموضوعة فی علم الأَخلاق (وهی أُصول مثل الاختیار، وقابلیة الإنسان للتأثر بالمؤثرات المختلفة)، وخصائص المفاهیم الأَخلاقیة، والمفاهیم الأَخلاقیة العامّة فی القرآن الكریم؛ وتفاوت النظام الأَخلاقی فی الإِسلام عن النُظم الأَخلاقیة الأُخرى، وأساس القیمة الأَخلاقیة فی الإسلام، والعوامل العامّة للسقوط (كهوى النفس والدنیا والشیطان).

وطُرحت فی باب الأخلاق الإلهیة مباحث جذّابة وذات تأثیر فاعل حول علاقة الإنسان بربّه، وقیمة معرفة الله والسبیل إلى تحصیلها، وموانع المعرفة (النـزعة الحسیّة، التقلید، التعویل على الظن، التعلّق المفرط بالمادّیات)، والانعكاسات النفسیة والسلوكیة لمعرفة الله.

وتضمّن باب الأَخلاق الفردیة (المجلد الثانی من الكتاب) مباحث قیّمة إضافة إلى آراء بدیعة:

معنى علاقة الإنسان بذاته: فی هذا الباب یبدأ الأُستاذ بدراسة ونقد آراء المفكّرین المسلمین فی هذا المجال، نذكر منها على سبیل المثال الآراء التی تعرّف هذه العلاقة بـ"علاقة الروح بالبدن" أو "علاقة الأنا السُفلیة بالأنا العِلویة" أو "علاقة الأنا الفردیة بالأنا الاجتماعیة" ثم یعرض رأیه الذی یعتبر فكرة جدیدة. ویرى الأُستاذ أن المراد من علاقة الإنسان بذاته هی علاقة شؤون وأبعاد النفس الإنسانیة مع بعضها الآخر.

المیول الأساسیة للنفس البشریة: بما ان المفكّرین المسلمین وغیر المسلمین لم یبتّوا بآراء قطعیة فی هذا المضمار، فقد طرح الأُستاذ فكرة مبتكرة شبّه فیها النفس بهرم ذی ثلاثة جوانب، وهذه الجوانب الثلاثة هی: جانب الوعی والمعرفة، وجانب القدرة والاستطاعة (الإِرادة)، وجانب المحبّة (على الأقل حب الذات). ومن المحتمل طبعاً أن تكشف لاحقاً جوانب أُخرى تُضاف إلى هذه الجوانب الثلاثة. ولكل واحد من هذه الجوانب الثلاثة ارتباط أو نسبة مع النفس الإنسانیة وكذلك مع الله تعالى؛ أی انّها تنطوی على حالة انجذاب النفس إلى مبدأ الوجود، وهو ما یمكن إدراكه بشكل افضل فی حالة تكامل النفس. ولهذه الجوانب الثلاثة تأثیر وتأثّر متبادل فیما بینها.

أما قسم الأَخلاق الاجتماعیة (أی المجلّد الثالث من الكتاب) فانَّ أهمّ البحوث التی وردت فیه هی كالآتی:

نظرة عامة حول البحث: رأی القرآن فی الاتجاه الاجتماعی والاتجاه النافر من المجتمع.

معاییر عامّة فی الأَخلاق الاجتماعیة: أهمّ هذه المعاییر عبارة عما یلی: العدل، الإحسان، تقدّم المصالح المعنویة على المنفعة المادّیة.

الأُسرة: علاقة الإنسان مع زوجه وأولاده وأعضاء اسرته.

المجتمع: یناقش هذا البحث مفهوم الولایة من منظور القرآن، والمصادیق الممنوعة للولایة من وجهة نظر القرآن، النبی ابراهیم(علیه السلام) باعتباره مثالاً حسناً للولایة فی الرؤیة القرآنیة.

العدالة والظلم: تُذكر فی هذا الباب نظریات الحقوق الطبیعیة والعقد الاجتماعی فی باب العدالة والظلم، وعرض وإِثبات نظریة القرآن الكریم فی هذا المجال.

بحوث فی باب الإصلاح والإفساد: المعنى والغایة المقصودة من الإصلاحات فی القرآن.

آداب المعاشرة الاجتماعیة فی القرآن

بحث فی الأَخلاق الدولیّة: ویضم موضوعات من قبیل الإحسان إلى غیر المحارب، وحق الدفاع عن الذات الفردیّة والدینیّة ، والجهاد الإبتدائی وشروطه وأهدافه، مع معالجة الشبهات المطروحة فی هذا المجال والرد علیها.

من جملة خصائص هذا الكتاب انه یؤكد على الأدلّة التی یتّفق علیها كلا الفریقین (الشیعة والسنّة)، ویثبت اطروحاته بهذه الأدلّة المشتركة والمقبولة عند جمیع المسلمین.

[1] ـ هذان البابان تضمّنهما المجلّد الأَوّل من هذا الكتاب.