الكتاب بقطع رقعیّ، ورقیّ الغلاف، یقع فی 128 صفحة. طبعته الأولى باللغة الفارسیة كانت فی صیف عام 2007م (138٦هـ.ش)، أمّا الثانیة ففی خریف العام نفسه.
هذا الكتاب یضمّ عدداً من محاضرات وكلمات سماحة آیة الله الشیخ مصباح الیزدیّ حول قوّات التعبئة (أو ما یصطلح علیه بـ »البسیج« باللغة الفارسیة) والفكر التعبویّ والتی ألقاها فی مناسبات مختلفة. سماحته، ومن خلال استعراضه للخصائص التی یذكرها القرآن لقوّات التعبئة والتعبویّین، أشار إلى الرسالة التی تحملها هذه الشجرة الطیّبة. فی القسم الأوّل، الذی خُصّص للتعرّف على مفهوم ومنجزات قوّات التعبئة، یستعین الكتاب بأكثر الألفاظ ملكوتیّة محصیاً سبع خصال أو خصوصیّات لتلك القوّات حسب الرؤیة القرآنیّة الواضحة والتی من جملتها: الاستقامة على طریق الحقّ، والاستغفار، وطلب تثبیت الأقدام والنصرة من الله، والتوكّل على القدرة الإلهیّة، والتواضع مع المؤمنین والشدّة مع العدوّ، والتلاحم مع الولایة.
وفی معرض إشارته إلى خطب الإمام علیّ (علیه السلام)، فی كتاب نهج البلاغة، التی تصف المجاهدین والتعبویّین فی صدر الإسلام، یكشف المؤلّف عن خصوصیّات وسمات التعبویّ الحقّ من وجهة نظر نهج البلاغة. ومن تلك الخصوصیّات التی وردت فی كلام الأمیر (علیه السلام): الوَلَه بالجهاد والشهادة، وتلاوة القرآن وإحكامه، والصیام، وقیام اللیل، وإحیاء السنن الإلهیّة، وتحمّل المسؤولیّة وتشخیص الواجب، واتباع القیادة، وتخلید ذكرى الشهداء.
وفی الختام یشیر الكتاب إلى الدور الفاعل لقوّات التعبئة والفكر التعبویّ فی التطوّرات على الساحة الثقافیّة والسیاسیّة فی إیران، خصوصاً إبّان الثورة الإسلامیّة، وكذلك دورهم الاجتماعیّ. فی هذا القسم من الكتاب، وبعد بیانه لأهمیّة التعرّف على الثقافة الغربیّة وعوامل انحطاطها المتنامی، یشیر سماحة الأستاذ إلى ضرورة مواجهة الغزو الثقافیّ، والحفاظ على الفكر التعبویّ والروحیّة التعبویّة، والوعی السیاسیّ كركائز أساسیّة لضمان بقاء الثورة والقیم الإسلامیّة السامیة.
السیّدان علیرضا تاجیك وحسین أرجینی هما من تولّى مهمّة جمع هذا الكتاب وتحقیقه باللغة الفارسیة، وقد تمّت طباعته ونشره بجهود دار النشر التابعة لمؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والبحث العلمیّ.