ar_akhlag2-ch2_2.htm

نشوء البحث عن الحقیقة فی الإنسان

نشوء البحث عن الحقیقة فی الإنسان

من جهة اُخرى فإنّ الأثر الآخر للالتفات إلى النفس هو البحث وتحصیل مجموعة من العلوم الحصولیة والمعارف الذهنیة الخاصّة، وهی علوم ذات تأثیر إیجابیّ فی حركة الإنسان التكاملیة وتسامیها.

انّ الالتفات إلى النفس یستدعی تفكیر الإنسان بنفسه وبالتالی معرفة النفس الإنسانیة وماهیتها كموجود، من أین أتت؟ وما هو موقعها فی الدنیا؟ وما هو اتجاه حركتها؟ (من أین؟ فی أین؟ إلى أین؟) ومن جهة اُخرى فإنّ إدراك أعماق النفس وزوایاها وتعقیداتها یدفع الإنسان لمعرفتها بعنوان كونها آیة من آیات الله ومظهراً للكثیر من الصفات الإلهیة، وبهذه الرؤیة للنفس ینفتح أمامه میدان جدید للفكر، وینتهی بالتالی بالعلم والمعرفة الحصولیة بشأن الله وأسمائه وصفاته.

أی انّ العلم بالنفس بملاحظة خصوصیة وجودها الإرتباطی سیكون منطَلقاً للارتقاء نحو قِمم المعرفة الإلهیة ومعرفة أسمائه وصفاته. وعلى هذا الأساس سوف تنكشف له العلاقة الوثیقة بین الإنسان المخلوق والمرتبط بالله الخالق الرب والمعتمد له، ومن خلال هذه المعرفة الحصولیة سینال نوعا آخر من المعرفة الإلهیة أی المعرفة الإلهیة الحصولیة، ویمكن القول انّه یحتمل أن تكون الآیات القرآنیة من قبیل:

وَفِی الاَْرْضِ آیَاتٌ لِلْمُوقِنِینَ * وَفِی أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ1.

أو: سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الاْفَاقِ وَفِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ2وآیات مشابهة اُخرى ناظرة إلى هذه المعرفة والمعرفة الإلهیة الحصولیة.

انّ بحث الإنسان عن نفسه بوصفها آیة إلهیة ذو تأثیر فی تحصیل المعارف القیّمة الأخرى.

التأثیر والفائدة الثالثة للالتفات إلى النفس هو سوق الإنسان نحو التفكیر فی منافعه ومصالحه.

الإنسان ـ كما قلنا ـ یلتفت إلى نفسه بدافع من حبّ النفس والذات، وبما انّ حبّ الذات هو الأساس لحدوث وبقاء مصادیق الحبّ الاُخرى كحبّ البقاء وحبّ الكمال وحبّ العلم وحبّ الاقتدار و... كما أشرنا سابقاً، فإنّ الالتفات إلى النفس یكون منشأ للالتفات إلى هذه الأبعاد النفسیة أیضاً، والمبادرة لمعرفة هذه الأبعاد الوجودیة المحبوبة لدیه وتشخیص طریق الوصول إلیها ومن ثمّ السعی لتحصیلها.

وباختصار: انّ الالتفات إلى النفس سیكون نافعا من جهات ثلاث أو یترتّب علیه ثلاثة آثار نافعة:

الأولى: تحصیل المعرفة الحضوریة الواعیة بالنفس، ومن ثَمّ المعرفة الشهودیة والحضوریة الواعیة بالله تعالى.

الثانیة: یكون الالتفات منشأ للمعرفة الحصولیة بالنفس ومبدئها ومنتهاها، ومن خلال ذلك یتوصل إلى المعرفة الإلهیة الحصولیة وسائر المعارف الضروریة.

الثالثة: یستوجب الالتفات اهتمام الإنسان بمعرفة كمالاته ومصالحه وطریقة تحصیلها والسعی نحوها، والتعرّف من جهة اُخرى على عیوبه ونقائصه ومفاسده والحیلولة دون تلوّثُ نفسه وإنحطاطها. وبدیهی أنّ القیمة السامیة لكلّ أثر من هذه الآثار فی ذاتها تثبت أهمّیة الالتفات إلى النفس.

توضیح ذلك: بالتفات الإنسان لنفسه وشؤونها المختلفة یدرك وجود الكثیر من الرغبات والمیول فی النفس والتی تستدعی تلبیة المتطلَّبات الباطنیة نظیر الرغبة فی اقامة العلاقات مع الآخرین وتحصیل الكمال والعلم والقدرة وغیرها، وسیدرك انّ وجود كلّ واحد من هذه المیول الباطنیة سیدفع الإنسان لبذل جهود خاصّة للوصول إلى متعلّقه.

وعلى هذا یدرك الإنسان من جهة أنّه بحاجة إلى أشیاءَ وراء نفسه ولكی یلبّی حاجته لابدّ من تحصیلها، ویدرك من جهة اُخرى انّ مجرّد وجود المیول والرغبات فی النفس لا یكفی بل لابدّ من العمل والسعی لتحصیل ما یرید ویحتاج. إنّه یدرك جیّداً أنّ نجاحه فی رفع هذه الحوائج وإشباع میوله ورغباته رهن عمله بمعونة بعض الأشیاء الخارجیة.

انّ الإنسان وإنْ كان على علم بالحقیقتین المذكورتین الاّ انّه یجهل شیئین آخرین، خاصّةً فی المراحل الأوّلیة: انّه لا یعرف ما هی هذه الأشیاء الخارجیة التی بها یرفع حوائجه. وهكذا یجهل كیفیة استخدامها على فرض معرفتها. فمن اللازم أن یعرف ما هو المؤثّر فی رفع حوائجه، وهكذا طریقة استخدامه لها لكی یكون بالتالی قادرا على رفع حوائجه.

من هنا نقول: انّ حبّ العلم والبحث عن الحقیقة یقوم بدور كبیر فی رفع الحوائج وإشباع سائر الرغبات. حینما یلتفت الإنسان إلى هذه الحقیقة وهی انّ قضاء حوائجه یتوقف على أشیاء یلزمه معرفتها من قبلُ، فسوف یجد البحث عن الحقیقة وحبُّه الفطری للعلم اتجاهَه المحدّد، ویدرك الإنسان الأشیاء التی تجب معرفتها والعلم بها. وسوف یدرك انّ علیه معرفةَ أشیاءَ یستعین بها على رفع حوائجه وتأمین مصالحه الحیویة، وأنّ علیه استخدام القوى العقلیة لمعرفة الأشیاء التی یحتاجها الإنسان ویمكن أن تكون مؤثّرة فی تكامله.

انّ المعارف الضروریة تُكتسب عن طریق القوى الموجودة فی باطن الإنسان، ففیه حبٌّ للمعرفة ووسائلها، سواء أكانت مرتبطة بالنفس أم بالجسم والأعضاء المادیة، فإنّ ید الخالق قد سخّرتْها كلَّها للانسان. والنفس وإنْ أدركتْ أصل وجودها بالعلم الحضوری، الاّ انّ العلم بكیفیة استخدامها والنتائج التی تترتّب علیها یكون من قبیل العلم الإكتسابی. انّنا ندرك وجود العقل الذی نفكّر به من خلال التأمل فی ذواتنا، الاّ انّ المعلومات والإدراكات التی تحصل منه والنتائج التی نتوصل إلیها باستخدام العقل والفكر لیست عین ذواتنا لكی تجدها النفس فی ذاتها بالمشاهدة الحضوریة لها، بل هی جزء من العلوم الإكتسابیة التی تحصل للانسان من خارج ذاته.

انّ دافع تحصیل العلم لیس له جهة محدّدة فی ذاته ولا یشیر إلى متعلّق خاصّ، بل له نسبة متساویة إزاء المعلومات كافة، ویجعل الإنسان توّاقا لتحصیل العلم بشأنها كلّها. ولكنْ بملاحظة الجهات الاُخرى الموجودة فی النفس یجعل الأولویة ـ فی المرحلة الاُولى على الأقل ـ لأشیاء مؤثّرة فی طریق تكامل النفس.

من الجدیر هنا الإشارة إلى هذه الملاحظة وهی انّ الالتفات إلى النفس نظراً لتضمّنها أبعاداً مختلفة یقتضی الالتفات إلى جمیع تلك الأبعاد، فإذا تركَّز التفاتنا على أحد الأبعاد النفسیة فإنّ ذلك سیكون انحرافا عن مسیرة الفطرة لانّ فطرتها لا تقتضی التركیز على أحد الأبعاد والغفلة عن سائرها.

بل تقتضی أن تكون جمیع أبعادها وشؤونها المختلفة موضوعا لحبّها والتفاتها. أمّا الالتفات الناقص واُحادیُّ البعد سیكون منشأ للانحراف وآثار سیئة، وملاحظة بُعد واحد تصبح بدورها عاملاً لاتصاف أعمال الإنسان بالسوء ومنشأ لقیمتها السلبیّة. وكلّما أمعنت النفس الإنسانیة فی هذا الاتجاه فانّها تزداد انحرافا عن المنهج الأساسی للفطرة، فمثلاً لو التفتنا إلى البعد المادی فقط لدى الالتفات إلى النفس وغفلنا عن بُعدها المعنوی فمن الطبیعی أن تتركّز النشاطات العضویة والظاهریة على ذلك البعد المادی أیضاً، وتحل اللذائذ والعلوم والمعارف المادیة والبقاء والكمال المادی محلَّ الأهداف النهائیة المنشودة لنا، وسوف نوجّه مساعینا ونشاطاتنا وننفق أعمارنا فیها. وعلى هذا فلكی نسیر بنحو صحیح فی أعمالنا وسلوكنا لابدّ أن نلاحظ جمیع الأبعاد فی مقام الالتفات إلى النفس، ونلاحظ جمیع الجهات وكافة الشؤون فی أعماق أرواحنا ونفوسنا.

انّ غریزة البحث عن الحقیقة تدفعنا بنحو فطری فی الخطوة الاُولى لمعرفة النفس، وسیتّضح لنا بالتالی ما هو موقعها فی الوجود؟ وهل انّها مستقلة أم مرتبطة؟ فإنْ كانت مرتبطة فبأیّ شیء یكون ارتباطها؟

وعندما تتضح لنا الإجابة عن الأسئلة المذكورة وندرك هذه الحقیقة وهی انّ وجودنا غیر مستقل وغیر قائم بذاته، بل هو مرتبط ومحتاج فسنصل إلى هذه النتیجة عن طریق العقل والفكر، وهی انّ الله سُبحانه هو الذی أوجده ویفیض علیه فی كلّ آن نعمة الوجود العظیمة، وهذا فی ذاته یمثّل أهمَّ وأوثق علاقة نكتشفها بین النفس وبین موجود آخر، لانّ هذه العلاقة هی تلك العلاقة الإشراقیة التی تمثّل أساس الوجود وهویته بكلّ معناها وأبعادها وحیثیاتها وشؤونها. أجل، فی هذا السیاق نكتشف انّ وجود النفس الإنسانیة قائم بالله تعالى، ثمّ نعرف سائر موارد ارتباط النفس كارتباطها بالمجتمع لاستمرار الحیاة الدنیویة وارتباطها بالموجودات المادیة فی تأمین مصالحها، ونعرفها بعنوان كونها واقعة فی هامش ذلك الإرتباط الأصیل أعنی ارتباط وجود الإنسان بالله عزّوجلّ. وعلیه فإنّ حبّ العلم والبحث عن الحقیقة فی الإنسان ینتهی أخیراً إلى معرفة الله سُبحانه الذی هو المصدر لوجود الإنسان.

الفطرة وإدراك الحقیقة

من زاویة اُخرى انّ غریزة البحث عن الحقیقة نظراً لاهتمامها بادراك الواقع فانّها فی مقام تحصیل العلم تقتضی اكتساب علم یرشد الإنسان إلى الواقع الحقیقی بوضوح. انّ مقتضى البحث عن الحقیقة فی الإنسان لیس مجرّد حصول الاعتقاد، بل ما یُشبع فطرته الإنسانیة وحبَّه للبحث عن الحقیقة هو تحصیل العلم المطابق للواقع والوصول إلى مرحلة الیقین والابتعاد عن الجهل والشك والظنّ. وعلیه فإنّ الإكتفاء بالظنّ والوهم سیكون انحرافا عن مسیرة غریزة البحث عن الحقیقة. وعلى هذا فإذا عجز عن مشاهدة الحقائق بالعلم الحضوری فانّه یجب علیه ـ على الأقل ـ أن یدرك الحقائق بالعلم الحصولی القطعی. فمن الضروری أخلاقیا السعی لتحصیل العلم الیقینی والكشف الصحیح عن الواقع، ویكون الإكتفاء بأقلّ من ذلك مع إمكان المعرفة الیقینیة ذا قیمة سلبیّة، وإذا كان للغفلة وعدم الالتفات للذات فی المرحلة السابقة قیمة سلبیّة فسیكون البقاء على الشك والتردید فی هذه المرحلة والإكتفاء بالظنّ والوهم والتمسك بالعقائد الخاطئة والجهل المركّب من الأمور المذمومة، وتتّصف بالقیمة الأخلاقیة السلبیّة.

القرآن وغریزة البحث عن الحقیقة

فی هذا المجال تدل الآیات القرآنیة بوضوح وتؤكّد فی موارد كثیرة على الیقین والقیمة الإیجابیة لأهل الیقین، وهم الذین یبحثون عن الیقین ولا یكتفون بالظنّ.

قال تعالى فی الآیات الاُولى من سورة البقرة: الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَیْبَ فِیهِ هُدىً لِلْمُتَّقِینَ...... وَالَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالاْخِرَةِ هُمْ یُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ3.

تؤكّد هذه الآیات على صفة الیقین بالآخرة كصفة بارزة تشیر إلى الهدایة إلى الطریق الصحیح، وأنّها المنشأ لفلاح الإنسان.

قال سُبحانه فی آیة أخرى:

وَفِی الاَْرْضِ آیَاتٌ لِلْمُوقِنِینَ * وَفِی أنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ4.

هاتان الآیتان تفصحان عن هذه الحقیقة وهی أنّ الطریق مفتوح أمام الطالب، ومجال المعرفة الإلهیة متوفّر لمن یبحث عن الیقین. إذنْ كلّ مَن لم یصل إلى الحقیقة فإنّ التقصیر منه، لانّه كما قال الأدباء: (انّ كلّ ورقة من أوراق الشجرة الخضراء فی منظار النبیه دفتر لمعرفة الخالق).

أجل، انّ طرق معرفة الله والآیات الإلهیة خارجَ النفس وداخلَها كثیرة لاتحصى. جاء فی آیة أخرى:

یُدَبِّرُ الاَْمْرَ یُفَصِّلُ الاْیَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ5.

فالآیة الشریفة تعتبر البحث عن الیقین هدفاً سامیا لتدبیر النظام الكونی وبسط الآیات الإلهیة، وتطرحه بلحن الرجاء والأمل فی تحقّقه كأمر مطلوب ومراد فی إطار هذا النظام.

وهكذا فی آیات مختلفة كقوله تعالى: قَدْ بَیَّنَّا الاْیَاتِ لِقَوْم یُوقِنُونَ6. ذكر أهل الیقین بتعابیر مختلفة وبذلك یذكّر بمقامهم السامی وقربهم.

وهناك آیات كثیرة اُخرى ترغّب الإنسان بتعابیر مختلفة من قبیل: التعقل والتدبر والتفكّر للكشف عن الحقیقة والإدراك الواقعی للموجودات، وقد ذكرناها سابقاً فی بعض المناسبات ولا نعیدها هنا.

وفی بعض الآیات ذمّ الله عزّوجلّ الذین لم یستخدموا قواهم المدركة التی أنعم الله بها علیهم بصورة صحیحة لكی یكتشفوا الواقعیات كما هی علیه، وأخبر عن العقاب الألیم الذی ینتظر هؤلاء، نشیر هنا إلى إحداها حیث قال تعالى:

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیراً مِنْ الْجِنِّ وَالاِْنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ یَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْیُنٌ لاَ یُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ یَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالاَْنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ7. هذه الآیة وإنْ أشرنا إلیها فی الماضی الاّ انّ مصبّ اهتمامنا هناك أنّ الآیة تعتبر الغفلة أساساً للشقاء، فی حین نستشهد بها هنا لبیان هذه النكتة، وهی أنّ سبب سقوط هؤلاء یكمن فی عدم استخدامهم العقل كما ینبغی، فلم یكتشفوا به واقع الأشیاء. فمن الواضح أنّ كلّ انسان یدرك ببصره وسمعه وقلبه بعض الأشیاء، وله رؤیة وتفسیر للكون والإنسان سواء أصاب فی ادراكه وتفسیره أم أخطأ، ولیس مقصود الآیة قطعاً أنّهم لا یدركون به شیئاً ولیس لهم أىّ إدراك عن العالم، فإنّ هناك أشیاء كثیرة تشغل فكر الإنسان وقواه المدركة، وحتّى الحیوانات تدرك بسمعها وبصرها وحواسها بعض الأشیاء. وقد كان للكفار والمشركین المذمومین أیضاً أفكار وعقائد یلتزمون بها وإنْ لم یذعنوا لأقوال أنبیاء الله الحقّة والآیات الإلهیة، وعلیه لیست الآیة بصدد انكار أساس الإدراك والفهم والبصر والسمع لدیهم، بل انّهم بلحاظ اعتقادهم بمجموعة من الأوهام والخرافات والعقائد المشوبة بالشرك، ولكونهم یعیشون الجهل المركّب أو الظنّ الباطل أو الشك والتردید فإنّ الآیة آنفة الذكر تهدّدهم بسب فقدانهم الإدراكَ الصحیح والمطابق للواقع والتفسیر المعقول، وعدمِ استخدام قواهم المدركة بصورة صحیحة ودقیقة، وتعتبر هذه الخصلة مصداقاً ولوناً من الغفلة.

انّ غیر الغافلین یسعون لنیل المعرفة الصحیحة عن طریق العقل والفكر وبمعونة أبصارهم وأسماعهم، لانّ الرؤیة الصحیحة والتفسیر الصحیح للكون والإنسان سیكون الأساس للحیاة السعیدة والسلوك الناجح، وتتوقف علیه دنیا الإنسان وآخرته ومستقبله ومصیره. ومن یغفل عن هذه الأمور الحساسة والأساسیة فهو غافل فی الواقع عن مستقبله ومصیره والوجهة الصحیحة للحیاة.

وتحذّرنا مجموعة من الآیات القرآنیة وبتعابیر مختلفة من الاتّباع والإستناد إلى غیر العلم، كالآیة القائلة:

وَلاَ تَقْفُ مَا لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُول8.

أو القائلة:

وَیَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَمْ یُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَیْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ9.

أو القائلة:

افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً لِیُضِلَّ النَّاسَ بِغَیْرِ عِلْم10.

أو القائلة:

إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ یُغْنِی مِنْ الْحَقِّ شَیْئ11.

أو:

وَمِنْ النَّاسِ مَنْ یُجَادِلُ فِی اللهِ بِغَیْرِ عِلْم12.

وآیات اُخرى كثیرة تؤكّد على نفس الموضوع.

فلیس من الصحیح أن یكتفی الإنسان بعقائد ظنّیة فی مقام معرفة الحقائق. انّ الإكتفاء بالظنّ وعدم اتّباع العلم والیقین طریق خطیر، وصحّته غیر مضمونة. إذا حصلنا على عقیدة ورؤیة غیر مطابقة للواقع فانّنا لا نتكامل من خلالها، ولیس هذا فحسبُ بل انّها سوف تضلّنا.

انّ من یبنی أساس منهجه وسلوكه فی الحیاة على الظنّ هو كمن یبنی بیته على حافة هی على وشك الانهیار وبتعبیر القرآن: (على شفا جرف هار) فبناؤه فی هذه الحالة فاقد للقاعدة والأساس، وسرعان ما ینهار ویسقط فی جهنم فَانْهَارَ بِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ13.

وعلیه فإنّ المرحلة الثانیة من مراحل تكامل الإنسان بعد مرحلة الیقظة أو الانتباه من الغفلة هو أن یستخدم الإنسان عقله بنحو صحیح ویكتشف الواقع بدقة كما هو علیه ویصل إلى الحقائق.

فی هذه المرحلة تكون الفضیلة الأخلاقیة عبارة عن الاهتمام بتحصیل العلم الیقینی، وسیكون ما یقابله وهو البقاء على حالة الشك والتردید أو الإكتفاء بالظنّ عملاً غیر صالح، وكما ذكرنا آنفا انّه مذموم فی القرآن جدّاً.

ومن الواضح أنّ الجهل فی البدایة أمر طبیعی لكلّ انسان فإنّه فی ما عدا العلوم الفطریة المحدودة التی یعلمها فی البدایة بشكل نصف واع وغیر كامل یكون جاهلاً بالقضایا الأخرى، الاّ انّ الله تعالى قد منحه القابلیة والقدرة على إنقاذ نفسه من هذا الجهل والظلام والدخول فی ساحة النور.

وحیث إنّ الجهل الابتدائی أمر غیر اختیاری فلا یمكن أن یكون منشأ للمدح والذمّ، ولا ینبغی ملامة الإنسان ومؤاخذته على أنّه وُلد من البدایة جاهلا؟ وهنا قد یثار هذا السؤال: إذنْ لماذا یذمّ القرآن الإنسان على جهله؟

ونقول فی الإجابة: انّ أساس الجهل الابتدائی وإنْ كان غیر اختیاری الاّ انّه مع توفّر القابلیة على تحصیل العلم فی الإنسان فإنّ البقاء أو الخروج من الجهل سیكون فی اختیار الإنسان. وذمّ الإنسان فی القرآن لیس لجهله الابتدائی القهری، بل بلحاظ بقائه فی الجهل إذ انّه ـ مع توفّر القدرة والقابلیة على الخروج منه ـ أمر مذموم، ویصحّ توبیخه على إهماله وتهاونه، وترك تفكیره وسعیه للخروج من الظلام الفكری. وعلى الإنسان بحكم فطرته أن یسعى سعیه ویستغلّ قدراته واستعداداته ولا یستقر حتّى یكتشف الحقیقة، خاصّةً فی القضایا المصیریة. لقد أعلن القرآن ذمّ الذین یتهربون من أداء واجباتهم بذریعة عدم العلم والیقین بالآخرة، ولا یتابعون إدراك الحقائق ولا یهتمّون بالقیام بواجباتهم . كانوا عندما یقال لهم: لماذا لا تؤمنون بالمعاد؟ یقولون: لسنا على یقین من المعاد، إذنْ لا نؤمن به. والقرآن یذمّهم على قولهم هذا.

وَإِذَا قِیلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَیْبَ فِیهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِی مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَ َمَا نَحْنُ بِمُسْتَیْقِنِینَ14.

صحیح انّ على الإنسان أن یعمل بكلّ ما یتیقّن به، الاّ انّ ذلك لا یعنی أن یبقى على حالة الشك والتردید إزاء ما لا یتیقّن به أو یكتفی بالظنّ، بل من واجبات الإنسان أن یبادر لتحصیل الیقین ویخرج من حالة الشك والریب.

انّ الله سُبحانه قد زوّد الإنسان من جهة بقوة الإدراك والعقل والفكر، ومن جهة اُخرى أنزل إلیه آیاته البیّنات وقدّم له دلائل واضحة یكون بها قادراً على الوصول إلى الیقین.

بناء على ذلك حینما یستنكر القرآن العمل بالظنّ فإنّ مفهومه هو: اطلبوا العلم الیقینی، ولیس معناه اكتفوا عملیّاً بما تعلمونه بالفعل، ولیس علیكم مسؤولیة غیر ذلك.

آفات وموانع البحث عن الحقیقة

كما قلنا سابقاً انّ أهمَّ الآفات والموانع فی طریق طلب العلم الیقینی هی الآفات النفسیة التی تصدّ الإنسان عن البحث عن الحقیقة والوصول إلى العلم الیقینی. فمن كان متّبعا لهواه لا یودّ كشف الواقع ویستنكف عن السعی نحو الحقیقة وتحصیل العلم الیقینی، لأنّه یحتمل وقوع مشكلة تصدّه عن الوصول إلى رغباته.

لدى التحلیل لهذه الحالة نصل إلى انّ مثل هذا الإنسان لم یعرف ـ فی الواقع ـ نفسه بنحو كامل، لظنّه بأنّ تمام حقیقته ووجوده یكمن فی جسمه، فیلخّص حیاته فی هذه الحیاة الدنیویة وغایتها فی الوصول إلى رغباته النفسیة. ویركّز جلّ اهتمامه على الأمور المادیة وینسى سائر أبعاده الوجودیة. انّه یطلب علما یكون فی خدمة أهواء نفسه ویشبع میوله المادیة فقط، ولا یتحمّل أتعاب طلب العلم الذی لا یخدم هواه، لیس هذا فحسب، بل ینكر كلّ علم یعارض مقتضیات أهواء نفسه. یقول تعالى فی آیة قرآنیة:

وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَیْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّ15.

انّ دافع حبّ التسلط والعدوان على الآخرین یسبّب عدم طلب العلم الیقینی وانكاره حتّى لو توفّرت أسبابه. وعلیه فإنّ أهواء النفس من الآفات التی تصدّ الإنسان عن البحث عن الحقیقة وطلب العلم الیقینی.

الآفة الاُخرى لطلب العلم الیقینی هو (التقلید). انّ فطرة الإنسان تقتضی اختیار العلم الذی یوصله إلى الواقع، فإذا اكتفى بتقلید الآخرین فی الفكر والسلوك وأذعن بصورة عمیاء لعقائد أسلافه وآبائه وأجداده دون ملاحظة انطباقها على الواقع وعدمه فانّه یكون قد سلك ضد فطرته. ولقد ذمّ القرآن بشدة التقلیدَ الأعمى، كما یرى انّ من الخطأ اتّباع الهوى والإعراض عن إدراك الحقائق. وبما انّنا قد تحدّثنا بالتفصیل فی هذا المجال سابقاً نكتفی هنا بهذه الخلاصة، ومن یروم التفصیل فلیراجع البحوث السابقة.

الآفة أو الرذیلة الاُخرى هی أن یترك الإنسان المعلومات التی تنفع دنیاه أو آخرته ویطلب ما لا ینفعه لدنیاه وآخرته. فی هذه الحالة یكون فعله لغواً، والآیات التی تذمّ اللغو تشمل هذا الفعل أیضاً فانّه مصداق للأفعال اللغویة.

الحدود الأخلاقیة للتجسس والبحث

استند القرآن الكریم فیما یرتبط بطلب العلم إلى ملاحظة لطیفة ودقیقة وینفعنا الالتفات إلیها.

انّ العلم وإنْ كان فی ذاته ذا قیمة سامیة ولكنْ فی تقییم العلم ینبغی أن لا نكتفی بقیمته الذاتیة ونغفل عن العوامل والقیم الأخرى. فمن العوامل التی یمكن أن تؤثّر على قیمة العلم أو لها التأثیر البالغ على رفعة شأنه أو الحطّ منه هو متعلّقه أعنی (المعلوم). انّ بعض الأمور لا تترتّب علیها فائدة، لیس هذا فحسبُ بل یكون العلم بها ضارا، أی تكون القیمة السلبیّة للأمر المعلوم بمستوى لا یكون قابلا للقیاس إلى القیمة الذاتیة للعلم، ولا یسلب العلم كلّ قیمته الإیجابیة فحسبُ، بل انّ مثل هذه العلوم یكون شراً وسیئا وضاراً فی حیاة الإنسان، وأقلّ أضراره هو أن یعقّد الأمر على الإنسان.

صحیح انّ الإنسان یهوى إدراك كلّ شیء بدافع من حس البحث عن الحقیقة والتجسس ولكنْ علیه أن ینتبه انّ معرفة كلّ شیء لا تكون فی صالحه، بل انّ إدراك بعض القضایا یضره ویستتبع ندمه.

انّ الرغبة فی المعرفة كأیّ رغبة اُخرى لا حدّ لها فی ذاتها وتشمل دائرة واسعة، والإنسان یودّ إدراك كلّ شیء الاّ انّ الطریق الفطری لكلّ رغبة ومنها الرغبة فی المعرفة هو أن تجد وجهتها الصحیحة مع الالتفات إلى سائر الأبعاد الوجودیة للانسان والمیول والرغبات التی أودعها الله سُبحانه فی ذاته، وینبغی القول انّ رغبات الإنسان تتوازن فیما بینها فی المنهج الفطری. والسبب فی هذا التوازن الذی یجعل كلّ الرغبات فی طریق الكمال الإنسانی وفی الصراط المستقیم ـ حسب الاصطلاح القرآنی ـ هو حبّ الكمال الإنسانی، فنظراً لحبّ الإنسان الفطری لكماله الشامل فلابدّ أن تقع جهوده العلمیة وكلّ مساعیه الاُخرى فی هذا الطریق.

انّ البحث عن الحقیقة رغبة فطریة وهكذا طلب الالتذاذ، ولكنْ كما انّ اللذائذ یجب أن تكون بنحو لا یضر بأبعاد النفس الأخرى، فإذا استتبعت آلاماً أكبر وحرمت الإنسان من بلوغ بعض الكمالات النفسیة والإنسانیة فانّها لا تكون مرغوبة، فكذلك تحصیل العلم فیما لو زاحم الكمالات الإنسانیة الاُخرى، كالعلوم المحرمة شرعا فإنّ قیمة مثل هذا العلم تكون سلبیّة.

یوجد فی الإنسان ـ مثلاً ـ روح الإستطلاع والتجسس وفق طبیعته الأوّلیة ویرغب فی الاطلاع على حیاة الآخرین الخاصّة، الاّ انّ هذا الاطّلاع لیس غیر نافع له فحسبُ بل یستتبع بعض الأضرار، وإذا شاع ذلك بین الناس فسوف تحدث مشكلات فی الحیاة الاجتماعیة. وعلیه لا تكون العلوم التی تحصل عن طریق التجسس على أسرار حیاة الآخرین نافعة لنا، فلابدّ أن نحدّد رغبة البحث عن الحقیقة فی ذواتنا تجاه هذه الأسرار.

والقرآن الكریم یصدّنا عن هذا النوع من البحث والتجسس على أسرار الآخرین ویعدّه من الرذائل الأخلاقیة ویقول:

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِیراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْض16.

أجل، عدّت الآیة المذكورة هذا النوع من التجسس على خصوصیات حیاة الآخرین ـ إلى جانب الغیبة وسوء الظنّ ـ من الرذائل الأخلاقیة، انّ الفحص والبحث عن الحقیقة وإنْ كان قیّما فی ذاته الاّ انّه فی هذه الموارد لا یفقد قیمته فحسبُ، بل بسبب ما یترتّب علیه من فساد سیكون ذا قیمة سلبیّة أیضاً ویكون منهیّاً عنه ومحرّماً إلهیّاً.

النموذج الثانی الذی استند إلیه القرآن الكریم ویُعدّ من روائع التعلیمات القرآنیة ویعتبر نوعاً آخر من التحدید لحس الاطلاع هو ما جاء فی هذه الآیة القائلة:

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْیَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِینَ یُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِیمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِینَ17.

أجل لو سألتم الرسول(صلى الله علیه وآله وسلم) حینما ینزل القرآن فانّه سیجیبكم ولكنّ ذلك لا یكون فی صالحكم. فمن أنزل الیكم القرآن هو الأعرف بما ینبغی أن یعلّمكم، فلا تسألوا لانّ جوابه سیكون ضاراً بكم.

السؤال طریق لتحصیل العلم وتلقّی المعلومات، ونظراً إلى انّه لیس كلّ علم نافعا فلا یكون كلّ سؤال صحیحا وفی محله أیضاً، والقیمة الإیجابیة أو السلبیّة لكلّ علم تسری إلى الأسئلة التابعة له أیضاً. ومن هنا فإنّ القرآن یأمر بالسؤال عما لا نعلم فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ18 ویمنعنا من السؤال فی بعض الموارد، كالسؤال عما یكون العلم به محرّما أو یخلق مشكلة للانسان ویجعل تكلیفه شاقّا ولا یطاق، ویمكن أن یكون سبباً لكفره وإلحاده. من هنا یأمر المؤمنین فی عدد من الآیات بقوله: لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْیَاءَ19. أو وَلاَ تَجَسَّسُوا وهو ما أشرنا إلیه آنفاً.

یحكی القرآن قصة بنی إسرائیل الذین عقّدوا الأمور على أنفسهم باسئلتهم التافهة من موسى(علیه السلام) وهذا هو أقلّ ضرر یترتّب على اسئلة بنی اسرائیل، وعلى هذا ینبغی أن نراعی حدود السؤال والإستطلاع لكی لا نواجه العواقب السیئة.


1 الذاریات 20 و 21.

2 فصلت 53.

3 البقرة 1 ـ 5.

4 الذاریات 20 و 21.

5 الرعد 2.

6 البقرة 118.

7 الأعراف 179.

8 الإسراء 36.

9 الحج 71.

10 الأنعام 144.

11 النجم 28.

12 الحج 8.

13 التوبة 109.

14 الجاثیة 32.

15 النمل 14.

16 الحجرات 12.

17 المائدة 101 و 102.

18 النحل 43.

19 المائدة 101.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...