الترسیخ التدریجی للأسرة
بناء على ذلك یولی الاسلام اهتماماً بالغا لترسیخ أساس الاُسرة، ویتابع هذا الهدف السامی فی آدابه وتعالیمه خطوة خطوة، فهو یدعو قبل كل شیء الى سیادة العواطف والمودة على العلاقات الاُسریة، والحیلولة ـ قدر المستطاع ـ دون نشوء ارضیة الاختلاف فی الاُسرة إذ انّ أجواءها لیست أجواء الاختلاف والنزاع.
ویدعو الزوجین فی المرحلة الثانیة ـ حالة وقوع الاختلاف ـ الى التشاور والتدبر فی المصلحة كی یعالجا المشكلة بأنفسهما ولا یسمحا باتّساع رقعة الاختلاف الى خارج نطاق الاُسرة.
وفی المرحلة الثالثة بعد عدم التوافق والعجز عن رفع الاختلاف بأنفسهما لعدم اكتفاء أحدها بحقه، حقا أو لظن الآخر، وعناده وانفراده فی السلوك یدعو الاسلام الطرفَ الآخر الى اللین والتنازل عن حقه كی یبقى أساس الاُسرة ثابتا.
وفی المرحلة الرابعة وفی حالة عدم التوافق بینهما یجب علیهما رفع الاختلاف بالتحاكم الى الآخرین وتوسیطهم، والهدف من جمیع هذه التعالیم هو السعی لاستقرار الاُسرة.