الطلاق أو تفكك الاُسرة
فی المرحلة الأخیرة لو بلغ الأمر بالزوجین الى عدم التصالح بینهما أبداً فتح الله سبحانه باب الطلاق، أی انفصال الزوجین كطریق نهائی للحل.
لقد جعل الله عزّ وجلّ الطلاق للذین لا یجدون طریقا لمواصلة حیاتهم المشتركة وحل مشكلاتهم واختلافاتهم، بحیث أصبحت أجواء الاُسرة لا تطاق، وباستمرارها تكون حیاة الانسان مرّة وصعبة.
انّ الطلاق مبغوض ومرجوح شرعاً لایتمّ اللجوء الیه الا فی موارد الضرورة، وعلیه لا ینبغی صیرورته لعبة بید أهل الاهواء والذوّاقین والبعیدین عن العواطف الانسانیة، أو تبدیله الى وسیلة لزعزعة كیان الاُسرة.
الاُسرة شجرة مقدسة ینبغی أن نسعى ـ قدر المستطاع ـ للحفاظ علیها حتى تثمر وتقدم للمجتمع أبناء صالحین وناضجین. من هنا لا یمكن القضاء على هذا الكیان بالطلاق إلاّ فی حالة واحدة هی حالة فقدان اوضاعه الطبیعیة والاعتیادیة وتبدله الى كیان فاسد یعرّض نفوس الزوجة والزوج والأبناء الى الأذى والعذاب.
على الزوجة والزوج إذنْ مراقبة سلوكهما كی لا یستغلا الاحكام الإلهیة ولا یغمطا حقوقهما المتبادلة أبداً.