ar_akhlag3-ch6_1.htm

مفهوم الاصلاح والافساد ومشتقاتهما

مفهوم الاصلاح والافساد ومشتقاتهما

الإصلاح والافساد من المفاهیم القیمیة العامة أیضا، ویلزم أن نقوم ببحث لغوی عن مفهوم هذین اللفظین، ثم نبیّن استعمالاتهما فی القرآن الكریم، ونشیر أخیراً الى اقسام الإصلاح والافساد فی المجتمع.

الإصلاح والافساد مشتقّان من الصلاح والفساد، ویستعملان فی موارد یحصل فیها الموجود على كماله اللائق بنوعه وما یُتوقّع منه الحصول علیه أو فقدانه.

كل موجود فی هذا العالم ممّا هو فی طریق الحركة والتكامل یمكنه أن یحصل على كمالات تتناسب مع نوعه فی ظروف خاصة، فاذا حاز على ذلك الكمال انتزع من هذه الحالة مفهوم الصلاح، وان حالت عوامل دون وصوله الى كماله اللائق به أو جعل استمرار ذلك الكمال بعد نیله أمراً غیر ممكن انتزع منه مفهوم الفساد. لاحظوا مثلاً شجرة مثمرة ینبغی أن تقدم فاكهتها فی فصل معین، ویتوقع تقدیمها ذلك الثمر فی هذا الفصل، فاذا لم تتعرض هذه الشجرة الى آفة واینعت تلك الفاكهة المتوقعة فی وقتها المناسب انتزع مفهوم الصلاح من حالة الشجرة هذه، ومفهوم الإصلاح من البستانی الذی غرس الشجرة حتى اثمرت، واذا أصیبت الشجرة بآفة وفقدت الثمرة حالتها الطبیعیة وجودتها الأصیلة، وبكلمة واحدة لم یتحقق الكمال المتوخى من تلك الشجرة انتزع من هذه الحالة مفهوم الفساد ونقول: ان هذه الشجرة أو ثمرها قد فسد. فاذا وُجد نقص فی ثمر الشجرة ولم یحظَ بجودته المتوخاة وحالته الأصیلة فی الفصل المناسب أو فسد ثمرها ففی هذه الموارد یصدق فساد الشجرة أو فساد الثمر.

ان حقیقة الفساد إذنْ هی عدم بلوغ الموجود كماله المتوقع فی الظروف المناسبة، أو فقده للجودة أو الكمال المتوقع بقاؤه ودوامه. ولفظ (الإصلاح) طبعا مشتق من الصلاح ومعناه الضیق یعنی ازالة الفساد، ویستعمل فی موضع یكون الشیء قد فسد سابقاً ثم ازیل عنه الفساد والعیب، كتصحیح ساعة عاطلة، ولكنه فی معنى أوسع یشمل الموارد التی لیس فیها فساد سابق كی یزال ویتم اصلاحه بل هناك مؤهلات یتم تنمیتها لتصل الى الفعلیة، ورعایة الشیء الموجود المؤهل لنیل كمال ما بنحو ینال به ذلك الكمال، ولا یتوقف وینحرف عن التحرك نحو الكمال، بل یكون له نمو طبیعی.

قد یقال: كیف یصدق لفظ الإصلاح فی حالة عدم وجود فساد سابق؟ ینبغی القول فی الجواب: ان اطلاق لفظ الإصلاح فی هذه الموارد هو من باب المثل الشهیر: «ضیّق فم الركیّة» أی ضیّق فتحة البئر، فلا یعنی احفر بئراً واسع الفتحة اولاً ثم ضیّقها، بل المراد: اجعل فتحة البئر ضیقة من البدایة. والإصلاح لا یستلزم حتما وجود فساد سابق ثم ازالة ذلك الفساد، بل انّ العمل الذی ینوی الانسان انجازه بنحو صحیح ومناسب یقال: اصلح ذلك العمل، واذا قام بتربیة موجود بنحو جید وصحیح وأوصله الى مستواه المناسب وحال دون فساده من البدایة یقال: لقد اصلحه.

ینبغی القول ان الافساد أیضاً یستعمل فیما یقابل الإصلاح وبنحو یتناسب مع معنیین فی موردین: الاول فی موارد یصل الشیء فیها الى كماله المتوخى ولكن یسلب منه ذلك الكمال ویصبح فاسدا. الثانی فی المورد الذی یُهمل فیه رعایة الشیء بنحو لا یصل فیه الى كماله اساساً بسبب الرعایة الخاطئة.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...