الاستهزاء والسخریة
من العوامل التی تهدّد شخصیة أعضاء المجتمع هو الاستهزاء بالآخرین، فبعض الناس یحقّرون الآخرین بالسخریة والاستهزاء لتحطیم شخصیتهم من خلال ذلك، ویعتبر هذا من الأسالیب الشیطانیة الشائعة الموجودة فی كل المجتمعات.
هذه الفئة من المعتدین حینما یلاحظون عدم وجود من یماشی طبیعتهم، أو من الممكن ان یضایقهم فی المال أو المنصب أو سائر شؤون الحیاة فلكی لا یسمحوا له ان یحقق تقدما وینال مكانة اجتماعیة یبدأون بالاستهزاء به وتحطیم شخصیته بالسخریة والتحقیر.
كان هذا الأمر شائعا بین جمیع الشعوب حتى انهم كانوا یحاربون الانبیاء(علیهم السلام)بهذا الاسلوب. فعندما یُبعث نبی بین قوم كان أحد ردود الفعل لدى الاقوام كافة هو الاستهزاء به كی لا یحظى بمكانة اجتماعیة ولا یصغی الناس إلى أقواله.
بدیهی ان الاستهزاء بالانبیاء(علیهم السلام) من أسوء انواع الاستهزاء لان وجود الانبیاء من اعظم النعم الالهیة، فتحقیر شخصیتهم والاستهزاء بهم كفران بأعظم النعم الالهیة واعظم خیانة بحق المجتمع، وفی مستوى ادنى فان الاستهزاء بصورة عامة بحق أی انسان له قیمة سلبیة. وطبعا كلما كانت شخصیة الانسان اكثر احتراما وانفع وارفع عند الله فان الاستهزاء به یكون اكثر ضرراً وذا قیمة سلبیة اكبر.
على أی حال فان كل عضو من أعضاء المجتمع له موقعه ویجب الانتفاع منه فی سبیل توفیر المصالح والمنافع الاسلامیه، وتحقیره یسبب عدم انجاز عمله النافع للمجتمع بصورة صحیحة ولا یستفاد منه الفائدة المتوخاة. وواضح ان هذا الامر یضر بالمجتمع اضافة الى احتمال ترك آثار سیئة فی نفوس الافراد واثارة روح الانتقام والرد المقابل فی الطرف الآخر، اذ انّ الناس لیسوا كالنبی(صلى الله علیه وآله وسلم)والامام المعصوم(علیه السلام)لیبدوا حلماً بذلك المقدار وعدم الاكتراث بالاستهزاء والتحقیر.
وقد یعرّضهم ذلك الى الغم والحزن الشدید والآلام النفسیة الشدیدة فلا یفقدون موقعهم الاجتماعی فحسب بل یسقطون فی حیاتهم الفردیة أیضاً.