الحركة الاستكمالیّة و عواملها و شرائطها
إنّ التكامل و الحركة الاستكمالیّة لموجود مّا عبارة عن التغییرات التدریجیّة التی تحصل فیه و التی تنتج أن یصل استعداده للوصول إلى صفة وجودیة (هی الكمال) إلى المرحلة الفعلیة. و هذه التغییرات تحصل بواسطة القوى المودعة فی خلقة الموجود القابل للكمال مع الاستفادة من الشرائط و الإمكانات الخارجیّة.
فبذرة الحنطة عندما تستقرّ تحت التراب و یتوفر لها الماء و الهواء و الحرارة و النور و الشرائط الأخرى، تنفلق ثم تبرز ساقاً و أوراقاً و سنابل مما ینتج حصول ما یقارب 700 بذرة أخرى، و هذه التغییرات التی تحدث منذ البدء فی بذرة الحنطة إلى حصول البذرات الـ 700 تسمى اصطلاحا بـ(الحركات الاستكمالیة) و كما تسمى القوى التی كانت كامنةً فی البذرة و التی استطاعت بواسطتها جذب المواد اللازمة و نفی المواد المضرة و تحویل العناصر المجتذبة عبر تفاعلات خاصة إلى بذرات مشابهة لها تسمى بـ(عوامل للتكامل)، فی حین یسمى الماء و الهواء و اللوازم الخارجیة الأخرى بـ(شرائط التكامل).
و من البدیهی فإن معرفة میزان التكامل و بعبارة أخرى سعة الدائرة الوجودیة و حوزة كمالات موجود مّا و كذلك عوامل و شروط التكامل یمكن أن تتم عادة عبر التجربة، و إن لم یكن من الممكن نفی وجود سبیل آخر لمثل هذه المعرفة.