أسئلةٌ وردودٌ
«الجزء الأول»
«ولایةُ الفقیه، خبراء القیادة (1)»
الاستاذ العلامة محمدتقی مصباح الیزدی
المترجم: ماجد الخاقانی
اسئلة وردود/الجزء الاول
مقدمة المترجم
مقدمة المترجم
وسط خضّم التجاذبات الدولیة ودوامة الحرب الباردة; وتوزُّع مراكز الاستقطاب الدولی الى كتلة شرقیة واخرى غربیة، ومن بین ركام النظریات والایدیولوجیات السیاسیة والاجتماعیة السائدة فی العالم، انبثق النظام الإسلامی فی إیران، محمَّلا بالكثیر من المفاهیم والنظریات الغائبة، أو التی قُدّر لها أنْ تغیبَ عن مسرح الحیاة; أطلَّ على البشریة وعالم السیاسة فی العصر الحدیث بنظریة، أُجبرت على أن تقبع فی غیاهب التاریخ.
إنها نظریة ولایة الفقیه، التی ربما تبدو لقوم من الناس أنها بدعة جاء بها الإمام الخمینی(رحمه الله); ما سبقه بها من أحد، فی حین أنها من مسلّمات الفقه الشیعی الإسلامی ومبادئه; بما تمثِّله من سیادة الإسلام وتطبیق أحكامه وتعالیمه.
على مدى عقدین وبضع سنین من الزمن; استطاع النظام الإسلامی تجاوز عقبات جمّة، ومنعطفات خطیرة، وهو یشق طریقه نحو تثبیت مؤسساته الدستوریة وتركیز موقعه، بین سائر الأنظمة فی العالم، مثبِّتاً بذاك حداثة نظریته وقابلیتها، على حلحلة ما تنوء به البشریة من أوزار، كبلتها بها الشیوعیة والرأسمالیة، اللتان أثقلتا كاهل الإنسانیة بالحروب وضروب الاستغلال.
وبغیة توفیر الفرصة على القارئ والمثقف العربی فی محاولته الاطلاع على مجمل التساؤلات والاستفسارات التی تدور فی أذهان الاصدقاء; یتوخَّون ورائها الإحاطة بتفاصیل هذا النظام وحیثیاته، والشبهات والشكوك التی یثیرها الأعداء یرومون من ورائها التشكیك بمصداقیة النظام وشرعیته وكیانه، والرد علیها جمیعاً; جاءت الترجمة العربیة للردود التی قدَّمها أحد رجال الثورة والحوزة، هو الاستاذ العلاّمة محمدتقی مصباح الیزدی، فی إطار هذا الكتاب الذی یعدّ خطوة جادة فی طریق الذود عن حیاض الثورة الإسلامیة وقیمها ورسالتها، والله الموفق.
ماجد الخاقانی
1 شوال 1422 هـ.ق
المقدمة
المقدمة
التعقّل هو المیزة الأساسیة للإنسان; والانتفاع من إشراقات العقل، یمثل الضمانة لشق طریق الحیاة المحفوف بالظلمات والمخاطر. والإسلام بدوره إنما یشید البنیة الأصلیة لنظافة الفكر على أساس التعقل الذی یزین البشر. وكلا الأمرین یحفّز الباحثین الدینیین على تلقّی النتاجات الفكریة بصدر رحب بغیة تنظیم البحوث الاستدلالیة.
إن ولایة الفقیه بما تمثِّله من دعامة أساسیة للنظام السیاسی فی الإسلام، ومركز الثقل فی الحكومة الدینیة بوسعها أن تتحول الى موضوع مناسب، یدخل بوتقة النقد والتداول، وتغدو مثاراً للتساؤلات بل والشبهات أحیاناً.
وفی مثل هذه الأجواء من الطبیعی أن تتحول الأسئلة والاستفسارات الى قناعات خاطئة، ومن ثم تؤول الى وقوع انحراف، یطال العقائد الدینیة إن هی لم تعثر على الإجابة الناجعة. من هنا یتحتم على مفكری الإسلام ولغرض ترصین المرتكزات الفكریة لنظریة ولایة الفقیه; الانكباب على دراستها ورفد البحوث الجاریة بشأنها.
وفی هذا الصدد، فقد كانت للاستاذ العلاّمة سماحة آیة الله مصباح الیزدی «دام ظله» جلسات مع طلبة الحوزة والجامعیین، أجاب خلالها عن الأسئلة التی طرحوها. وللمزید من الفائدة فقد تم جمعها وتقدیمها للراغبین.
مؤسسة الإمام الخمینی(رحمه الله) للتعلیم والبحث / اصدارات