سؤال: ما المراد من الحكومة الولائیة؟
جوابه: من الواضح بین أوساطنا ما تعنیه تعابیر مثل «الحكومة الإسلامیة» أو «الحكومة الولائیة» لأننا مسلمون، ونعتقد أن الحكم من حیث المبدأ إنما هو للّه سبحانه، وما علینا إلاّ البحث عمّن نصبه الباری تعالى حاكماً علینا.
من البدیهی أن حكمة الله ومنذ بدء الخلیقة اقتضت أن یصطفی فی كل عصر أفضل البشریة ویتخذه نبیاً، ویوحی الیه بالتشریعات التی من بینها الحكومة التی تتفق مع حاجات البشریة، والأنبیاء بدورهم قد بذلوا جهودهم فی هذا السبیل، وعملوا من أجل هدایة البشر عن طریق التعالیم الإلهیة، وتوعیتهم بمسؤولیاتهم على الصعیدین الفردی والاجتماعی، وبكافة الأبعاد العبادیة والأخلاقیة والسیاسیة; كی ینالوا السعادة والكمال من خلال العمل بتكالیفهم، والانصیاع لعبودیة الله، وهذا ما لا یتیسر إلا فی ظلّ المجتمع التوحیدی.
لا شك فی أن الغایة من بعثة الأنبیاء لیست سوى تطبیق الإرادة التشریعیة الالهیة فیما یتعلق بسلوكیات البشر، فی ظل النظام الدینی; وتعتبر مرحلة الصدر الأول فی الإسلام وسیرة النبی الأكرم(صلى الله علیه وآله)شاهداً على أن الحكم منحصر فی الله سبحانه، وأن اختیار الحاكم والولی على المسلمین إنما یتم من قبله تعالى، وهو الذی یعیّن النبی والإمام وسائر القادة الربانیین، وما على الناس إلاّ الامتثال لقیادتهم بعد مرحلة التشخیص.
الحكومة حق إلهی
إن الولایة والحكم وفقاً للتصور الآنف الذكر إنما هی لله سبحانه، والإیمان بذلك ینشأ من الرؤیة التوحیدیة للكون، حیث إن الكون بأجمعه وعالم الوجود بأسره ـ بموجب الرؤیة الإسلامیة للكون ـ إنما هو ملك لله سبحانه، ولا یجوز التصرف به إلاّ بإذن منه تعالى، والإنسان لا یمتلك حق التصرف حتى فی نفسه دون إذن من الله سبحانه، ناهیك عن التصرف بالآخرین، وعلیه فإن المنصوبین من قبل الله تعالى وحدهم الذین یمتلكون الحق فی الحكم، وهم الأنبیاء والأئمة وذلك لتمتعهم بإذن مباشر منه تعالى فی الولایة على الخلق.
وفی عصر الغیبة; یتم اختیار نوّاب الإمام صاحب الزمان (عج) للولایة، وفق شروط معینة، وبصورة غیر مباشرة من قبل الله تعالى وما على الناس إلاّ التعرف علیهم أو اكتشافهم، واتباعهم لتحكیم الإسلام.
وبناءً على ذلك فإن الحكومة فی النظام الإسلامی إنما هی للّه، وللمنصوبین من قبله بصورة مباشرة أو غیر مباشرة، وتلك ما یعبّر عنها بالحكومة الولائیة.
* * * * *