ar_porsesh2-ch1_2.htm

سؤال: كیف یُمكن تفسیر نظریة ولایة الفقیه لغیر المسلمین؟

جوابه: كما هو واضح من السؤال فان من السهل توضیح ولایة الفقیه للمسلمین المؤمنین بعقائد الاسلام وقیمه، ولكن اذا ما اردنا تفسیر هذه النظریة لغیر المسلمین، فان ذلك یختلف عن الحالة السابقة.

بعد انتصار الثورة اصبحت قضایا الثورة الاسلامیة موضع اهتمام واسع فی وسائل الإعلام العالمیة، ومما اختص به النظام الاسلامی هی ولایة الفقیه، وحیث ان الاعداء قد ادركوا اهمیة هذه القضیة فقد بذلوا جهوداً كبیرة لتضلیل الافكار ازاءها، وكل مَنْ یتأمل قلیلا فی كتاباتهم واقوالهم فی هذا المجال یجدها تعج بضروب التُهم والاساءات.

وفی ضوء محاولات الاعداء لتشویه هذه القضیة المهمّة من ناحیة، ونظراً للرغبة الجادة لدى الباحثین عن الحقیقة فی البلدان غیر الاسلامیة للكشف عن هذا الامر المهم وفهمه من ناحیة اخرى، یتعین على المبلغین المسلمین تقدیم تفسیر مقنع لنظریة ولایة الفقیه، وذلك بغیة التصدی للدعایات المسمومة التی یبثها الاعداء، إرواء عطش التوّاقین للحقیقة أیضاً. وغایتنا هنا بیان تفسیر مبسط لهذه النظریة.

شرط الاسلام

بوسعنا القول لكل انسان ـ مسلماً كان أم غیر مسلم ـ اننا أناسٌ نؤمن بدین مُعین، وهذا الدین یطرح امامنا مجموعة من العقائد والقیم، ونحن نعتقد ان الاسلام لا یطرح طائفة من العبادات فقط وانما هو دین شامل، له احكامه وقوانینه فیما یرتبط بالقضاء بین الناس، وكیفیة التعامل مع المجرمین والمنحرفین، وانجاز المعاملات، وطبیعة التعامل مع غیر المسلمین، وآداب التعلیم والتعلّم. وبناءً على هذا من
الضروری لنا امتثال القوانین الدینیة فی كافة المجالات. والقوانین المعتبرة والمفروضة التطبیق هی التی تتصل بالمصادر الدینیة سواء مباشرة أو بصورة غیر مباشرة، فعلى سبیل المثال لو اراد المسلم اضافة طعام جدید الى برنامجه الغذائی فلابد أولا ان یتأكّد من حلّیته أو حرمته. فالمسلم الحقیقی مَنْ یلتزم بحكم الشرع وقانونه فی كل عمل، وكلما تضاءل هذا الالتزام یكون قد ابتعد عن دائرة الاسلام الحقیقی بنفس ذلك المقدار.

مواصفات الولی الفقیه

1ـ بما انه یتعین على مَنْ یتزعم الحكومة ان یتمیز عن الآخرین فی محافظته على قوانینها ویسعى وراء تطبیقها تطبیقاً تاماً، فلابد ان یتوفر على معرفة تامة بالقوانین. وفی ظل النظام الاسلامی حیث إن اغلبیة الامة تتبع القوانین الاسلامیة، یجب على من یقف على رأس النظام ان یكون فقیهاً جامعاً للشروط، ای ان تصل معرفته بمصادر القانون الاسلامی الى مستوىً یمكّنه من الاجتهاد بالقوانین والاحكام لا أن یكون عارفاً بالقوانین الاسلامیة فقط، فلرُبما یكون غیر المجتهد عارفاً بالقوانین، ولكن بما ان معرفته هذه جاءت عن طریق التقلید فلا یسعه ان یصبح حاكماً شرعیاً.

2ـ من ناحیة اخرى یجب ان یتحلى الحاكم والزعیم الاسلامی بما یكفی من التقوى لیثق المواطنون بافعاله وقراراته ویعلموا بان ایة خیانة سوف لن تحصل اطلاقاً.

3ـ یجب ان یتوفر الحاكم الاسلامی على قابلیة اداریة عالیة ـ وهذا الشرط ضروری بالطبع لكل حاكم اسلامی كان أم غیر اسلامی ـ لیتسنى له قیادة المجتمع باتجاه اهدافه المقدسة السامیة.

ویبدو ان نظریة ولایة الفقیه تغدو نظریة مقبولة وسهلة فی حالة القبول بالمقدمات الآنفة الذكر، بیدَ ان هنالك اناساً یتناولون بحث ولایة الفقیه دون بیان هذه المقدمات. فتكون النتیجة بقاء هذه النظریة یلفّها الغموض، أو انها تُصوَّر بصور خاطئة.

* * * * *


بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...