ar_porsesh5-ch3_1.htm

مهر المرأة

سؤال: لماذا جُعل المهر للمرأة فی الزواج؟ ألا یعنی دفع المهر والأُجرة عند الزواج أنه متاجرة بالمرأة وامتهانها؟

جوابه: لقد وضع الاسلام بعض الحقوق الاقتصادیة للمرأة والغرض منها قیام كیان الأسرة واستمراره1 منها:

أ ـ وجوب المهر فی الزواج.

ب ـ وجوب نفقة المرأة على الرجل.

ج ـ یجوز لها المطالبة بالأجر فی مقابل الإرضاع والحضانة وإدارة شؤون البیت.

د ـ وجوب الإنفاق على المرأة خلال أیام عدّة الطلاق.

وبالرغم من تصور بعض المخالفین الذین یفسرون دفع المهر بأنه متاجرة بالبنت وبالمرأة ویستهجنونه، فان القرآن الكریم یُصرُّ على ان یدفع الرجل المهر لزوجته وإن كان ضئیلاً وهذه المسألة من مسلّمات فقهنا.

إذا لم یُذكر المهر فی عقد الزواج إن كان النكاح دائمیاً یترتب على الرجل مَهر المثل2، وإذا كان النكاح مؤقتاً یبطل من الأساس3، كما
أنّ تحدید المهر وذكره فی عقد النكاح واجب فی فقه أهل السنة أیضاً، وبمقدور الزوجة أن تهب مهرها لزوجها بعد إتمام عقد النكاح، كما یُمكن للمرأة أن تهب مالاً للرجل منذ البدایة لیجعله مهراً للزواج بها.

یقول القرآن الكریم بهذا الصدد:

«وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْء مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً»4.

أمّا استرداد الرجل مهر وصداق زوجته بالتحایل والقوة فانّه عمل ینهى عنه القرآن بشدة:

«وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْج مَكانَ زَوْج وَآتَیْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَیْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِیناً * وَكَیْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْض وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِیثاقاً غَلِیظاً»5.

لا یخفى أن الطلاق إذا ما وقع قبل الزواج فان على الزوج تسدید نصف المهر فقط.6

یمكننا القول فی بیان وتوجیه هذا الحق الاقتصادی للمرأة: ان تخصیص هذا الامتیاز المالی للمرأة یأتی أولاً: لتحملها الصعاب والمشقات فی قیامها بالواجبات والمهام الأسریة الواجبة والمستحبة. وثانیاً: ان أموراً من قبیل الحمل والولادة والرضاعة والحضانة ورعایة الاولاد تحول دون امكانیة قیامها بالاعمال الاقتصادیة، من هنا فقد خصص المهر للمرأة كی تتلقى أجر جهودها الى حدّ ما، ولئلا تكون أعمالها خالیة من النفع الاقتصادی تماماً.

* * * * *




1. راجع: كراس الحقوق والسیاسة فی القرآن، محمدتقی مصباح الیزدی، الدرس: 211 وهو باللغة الفارسیة.

2. مهر المثل، هو المهر الذی یخصصه العرف لمثل هذا الزواج من حیث وضع الأسرة وشأنها.

3. راجع: الرسائل العملیة للمراجع العظام، أحكام النكاح، وكذلك: سورة البقرة: 229، سورة النساء: 19، 24، 25، سورة المائدة: 5، سورة الأحزاب: 50، سورة الممتحنة: 10.

4. سورة النساء: 4.

5. النساء: 20 ـ 21.

6. راجع: الرسائل العملیة، أحكام النكاح والمهر، وكذلك: البقرة: 237.

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...