العلامة مصباح الیزدیّ: رسالة الثورة الإسلامیّة لا تقتصر على الرقیّ على صعید المادّیات

وحسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار آیة الله مصباح الیزدیّ فقد رأى رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی قمّ المقدّسة، لدى لقائه جمعاً من أعضاء مركز الطلبة النخب، رأى أنّ جمیع ما شهدته البلاد من تطوّرات إنّما هو رهن بجهود الإمام الخمینیّ الراحل (ره) ودماء الشهداء وأضاف: إنّ التكلیف المناط بنا هو الحفاظ على منجزات الثورة وأن لا نتهاون فی هذا السبیل، وإنّ الله قد وعد أنّه سیزید النعم فی حال شكرها.
وقال العلامة مصباح الیزدیّ: شكر النعمة یكمن فی التعرّف على النواقص والسعی لرفعها.
وفی إشارة إلى التطوّرات التی شهدتها البلاد على مختلف الصعد قال سماحته: إنّ أشكال التقدّم التی شهدتها بلادنا غیر قابلة للتصدیق بل إنّ البعض كان قبل تحقّق هذه التطوّرات یعتقد أنّ الغرب یسبقنا فی التقنیة إلى درجة لا یمكننا معها اللحاق به بأیّ حال من الاحوال وأنّ السبیل الوحید لبلوغنا قمم التطوّر هو التعامل معه.
ونوّه آیة الله مصباح الیزدیّ إلى تسمیة هذا العام بعام الهمّة المضاعفة والعمل المضاعف وقال: لقد وصل الشعب الإیرانیّ إلى النموّ الاجتماعیّ الكافی لفهم كم هو میدان العمل واسع.
وتابع العلامة مصباح الیزدیّ قائلاً: عندما نقول: مضاعفة العمل فإنّ ذلك لا یعنی مجرّد زیادته بل یعنی زیادته أضعافاً مضاعفة؛ ذلك أنّ الطاقات الإنسانیّة لا تقف عند حدّ معیّن من جهة وأنّ الألطاف الإلهیّة غیر محدودة من جهة اخرى، كما أنّ بركات الثورة قد مهّدت الأرضیّة لأن یسیر الناس فی هذا الاتّجاه بسرعة أكبر.
وأشار آیة الله مصباح الیزدیّ إلى أنّه لابدّ من تشخیص النواقص كی نتمكّن من التطوّر بشكل متناسب فی كافّة المیادین وأضاف: كما أنّه یتعیّن لبدن الإنسان أن ینمو بانسجام فیما بین أعضائه فإنّه لابدّ لأعضاء بدن المجتمع أن تنمو بشكل متناغم، ومن أجل بلوغ هذا الهدف یجب التعرّف على كافّة أعضاء بدن المجتمع وتشخیص نواقصها.
ومن خلال التأكید على أنّ هناك غفلة عن الكثیر من النواقص تابع سماحة مصباح الیزدیّ: لعلّ بعض الكبار لا یطرحون النواقص؛ ذلك أنّ طرحها قد یؤدّی إلى یأس أفراد المجتمع بل والإخلال فی بعض الامور الاخرى.
ولدى إشارة آیة الله مصباح الیزدیّ إلى أنواع العجز التی تشكوا منها البلاد على صعید الطاقات البشریّة المُنتِجة قال سماحته: لو أنّنا اجتهدنا عبر توظیف جمیع الطاقات فهو غیر كاف أیضاً؛ لأنّه یتحتّم علینا تأمین احتیاجات الحاضر من جانب والسعی لسدّ النواقص الحاصلة نتیجة التخلّفات المضاعفة التی تراكمت من الماضی من جانب آخر؛ إذن علینا تشخیص احتیاجاتنا ثمّ تکریس جمیع طاقاتنا فی سبیل تلبیة تلك الاحتیاجات.
وفی معرض إشارة استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة إلى الهدف من حیاة الناس قال سماحته: إنّ رسالة الثورة الإسلامیّة لا تقتصر على الرقیّ على صعید المادّیات؛ إذ لو كان الأمر كذلك فإنّها لاتكون قد قدّمت شیئاً جدیداً؛ لأنّ ذلك هو عین الشیء الذی ابتدأت به الكثیر من الدول قبلنا بل ولعلّها سبقتنا فیه أحیاناً.
ولدى بیان عضو مجلس خبراء القیادة أنّ الهدف الأساسیّ للثورة هو إحیاء الإسلام والمُثل الدینیّة وباختصار إحیاء الدین، قال سماحته: علینا أن نبیّن هذا الهدف ونوضّحه وأن یكون لدینا من أجل بلوغه خطّة و منهاج مدروسان بدقّة.
واعتبر العلامة مصباح الیزدیّ أنّ التقدّم فی العلوم التكنولوجیة هی الأداة والوسیلة التی توصلنا إلى هذا الهدف السامی وقال: عندما نعثر على الطریق الموصلة إلى القرب الإلهیّ فسنعرف حینها لذّة السعادة؛ وإلا فسنبقى مشغولین بالدنیا ولهوها.