ar_akhlag3-ch11_4.htm

الافتراء على الله

الافتراء على الله

ان اسوء انواع الكذب هو الكذب على الله ورسوله(صلى الله علیه وآله وسلم)، لأن المهم هنا هو مصلحة الانسان والمجتمع ومصیرهما، والذین یكذبون فی هذا المجال یلحقون أفدح الأضرار بالمجتمع ومصلحة اُناس آخرین. قال تعالى فی القرآن:

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللّهِ كَذِباً)([1]).

ان قبح الافتراء على الله ورسوله هو بدرجة بحیث یبطل صوم الصائم فی شهر رمضان فیما لو ارتكب هذا الكذب.

وهكذا قلب اقوال الانبیاء واولیاء الله المحقة وخلطها بالكلام الباطل أو تحریف اللفظ أو معناه فانه یعدّ نوعاً من الافتراء على الله. لقد ذم القرآن الذین یرتكبون هذه الاعمال بشدة، قال تعالى:

(إِنَّما یَفْتَرِی الْكَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیات اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ)([2]).

أی ان اسوء الكذب هو ما حصل نتیجةً لفقدان الایمان. قال تعالى فی آیة اُخرى:

(إِنَّما یَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَ الْفَحْشاءِ وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ)([3]).

بناء على ذلك فانّ القیمة السلبیة لا تنحصر فی إلقاء الانسان كلاماً یعلم انه غیر واقعی، بل حتى لو نسب قولاً الى الله جهلا وبدون علم ویقین فانه یُعدّ مرتكبا للقبیح أیضاً.



[1]. الانعام 144.

[2]. النحل 105.

[3]. البقرة 169.