ar_akhlag3-ch11_8.htm

مراتب الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر

تتعلق إحدى المسائل المشار إلیها بمراتب الامر بالمعروف واقسامه، فقد ورد فی بعض الروایات بأن للأمر بالمعروف والنهی عن المنكر درجات ومراتبَ مختلفة.

المرتبة الاُولى تبدأ من القلب، فعلى كل انسان اذا لاحظ ارتكابا للمنكر أو تركاً للمعروف ان یستنكر ذلك فی قلبه، وهذا هو مقتضى ایمانه. ان آثار الاستنكار والكراهة القلبیة تظهر على وجه الانسان، أی انّ المؤمن حینما یرى عملا منكراً أو تركاً للمعروف فانه ینزعج قلبیاً ویعبس وجهه. وقد عبّر عن هذه الحالة بـ (اكفهرار الوجه) فی الروایات، كما جاء فیها بان من لا یعبس وجهه عند مشاهدة المنكر وترك المعروف یغیّر وجهه نار جهنم.

المرتبة الثانیة ترتبط بلسانه، ای ان المؤمن لابد ان یظهر تألّمه لمرتكب المنكر وتارك المعروف فینهى ذاك عن المنكر ویأمر هذا بالمعروف، أو ینصحهما ویعظهما أو یرشدهما ویهدیهما، ویسوقهما فی كل الاحوال نحو الطریق الصحیح.

المرتبة الثالثة ترتبط بالعمل، حیث یقوم المؤمن بالمنع من ارتكاب المنكر عملیا وبالقوة. وقد ورد هذا المضمون فی الكثیر من الروایات وتطرح بشأنه بحوث واسئلة من قبیل:

هل المراتب الثلاث: القلبیة واللسانیة والعملیة واجبة على جمیع المكلفین، أو ان بعضها كالمرتبة العملیة ومنع المنكر بالقوة یرتبط بالحكومة ویختص بالسلطة الحاكمة، ولا ینبغی للناس العادیین استخدام القوة والشدة للصد عن المنكرات؟

یمكن القول: ان الامر بالمعروف والنهی عن المنكر اذا أدى عملیاً الى الاخلال بالنظام الاجتماعی فالواجب هو العمل بهما باذن مسؤولی الدولة الاسلامیة، وان كان الحاكم العادل غیر مبسوط الید فلابدّ من استئذان الفقیه الجامع للشروط والعالم بمصلحة المجتمع.