ar_akhlag3-ch13_1.htm

مقدمة

مقدمة

الفصل الأخیر من البحوث الأخلاقیة یتعلّق ببحث القیم الأخلاقیة فی العلاقات الدولیة. والمراد هو: كیف تكون علاقة المجتمعات الاسلامیة مع المجتمعات الاُخرى التی لا تؤمن بالعقیدة الاسلامیة وقیمها؟

اما البحث فی كیفیة العلاقة بین المجتمعات الاسلامیة فلا ضرورة له، اذ انّ العقیدة تمثل إطاراً للمجتمع الاسلامی ثغراً لبلاده، فیشكّل جمیع المسلمین مجتمعاً واحداً، وعلى هذا فإنّ البحث یكون بلا موضوع.

والذی یحتاج إلى البحث هو كیف یكون تعامل المسلمین مع غیر المسلمین؟ وللاجابة عن هذا السؤال یجب القول: لهذه المسألة ابعاد مختلفة، كأن یقال: ما هی اصناف المجتمعات غیر الاسلامیة؟ وما هی الاحكام الفقهیة والسیاسیة الاسلامیة ازاء كل مجتمع منها؟ ومثل هذه البحوث تطرح فی المباحث الحقوقیة فی الاسلام.

تصنیف الكفار

نقول هنا باختصار وبصورة عامة: لا تخرج المجتمعات غیر الاسلامیة عن أحد صنفین: الاول: المجتمعات غیر المسلمة ولكنها تحترم حقوق المسلمین، الثانی: المجتمعات التی لا تحترم حقوق المجتمع الاسلامی، بل تتعارض معه وتخطّط للقضاء على النظام والدین الاسلامی.

الصنف الاول یسمى بـ (الكفار غیر المحاربین) والصنف الثانی: هم (الكفار المحاربون). الصنف الاول یحترم حقوق المسلمین بشكل أو بآخر كالكفار الذمیین أو المعاهدین، الذین یمكن دراسة علاقاتهم مع المسلمین وفق المعاییر العامة التی تناولناها فی القیم الاجتماعیة تحت احد عنوانی العدل أو الاحسان.