ar_akhlag3-ch13_7.htm

التدخل فی شؤون الآخرین

التدخل فی شؤون الآخرین

ان أهمَّ تدخُّل فی الشؤون الفردیة او الاجتماعیة للآخرین هو التدخل الفكری والارشادی. اذا وجد فی مجتمع ما فكر خاطىء فعلى المجتمع الاسلامی هدایة ذلك المجتمع وتعریفه بالرؤیة الاسلامیة الصحیحة، والسعی لجعله یقر بالدین الحق، فاذا أراد مجتمع ما معارضةَ الاسلام بسوء اختیاره ولم یستعدّ حتى لسماع دعوة الاسلام فلیس لهذا المجتمع قیمة فی الرؤیة الاسلامیة.

فی الاسلام تكون القیمة للفرد والمجتمع الذی یسیر فی طریق التكامل. وقد اعتبر القرآن بعض الناس من زمرة الحیوانات بل وأحطَّ منها، والكفار والمنكرون لله من بنی الانسان هم أرذل واسوء الدوابّ فی الارض. لیس للانسان مجرداً عن الفكر والاعتقاد قیمة فی النظام القیمی للاسلام، ویعتبر حیوانا ذا رجلین، ویحظى بالقیمة الاسلامیة حینما یمتلك الرؤیة الكونیة والفكریة الصحیحة، أی الاسلام والایمان بالله، أی فی حالة ارتباطه بخالق الكون فی العقیدة والقیم. ان منح الحقوق لأناس فاقدین لهذه القیم واحترامهم هو بأمل ان یمیلوا تدریجیا الى الاسلام. فاذا فُقد الامل فی الفرد أو المجتمع الكافر بالله وغیر المسلم فلیست له أیة قیمة لدى الله والمسلمین، وقد ینزل الله عذابه ویهلك هذا المجتمع أو یأمر المسلمین بقتاله، وهذا نوع آخر من العذاب الالهی كما قال تعالى فی القرآن:

(قاتِلُوهُمْ یُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَیْدِیكُمْ)([1]).

على الانسان ان یطیع الاوامر الالهیة من ناحیة عبودیته لله ولتحقیق الهدف من التشریع الالهی. وعلى المجتمع الاسلامی هدایة المجتمعات الاُخرى نحو الحق، واذا وجدت قوى تمنع من ذلك فانه یجب علیه ازالتها عن طریق تكامل بنی الانسان، واذا اظهروا العناد فعلى المجتمع الاسلامی قتالهم. انّ الجهاد الابتدائی فی الاسلام حق، وقد وقع فی صدر الاسلام، وسیقع بصورة اكمل فی عصر ظهور ولی العصر(علیه السلام).



[1]. التوبة 14.