ar_akhlag3-ch13_8.htm

اهداف وخصائص الجهاد الابتدائی

لیس الهدف من الجهاد الابتدائی هو تسلط مجتمع على مجتمع آخر أو توسعة الرقعة الجغرافیة لذلك المجتمع، ولیس طلب الاقتدار واستثمار المصالح الاقتصادیة والمعادن وثروات الآخرین، ولیس هو الاستثمار والاستعمار والاستغلال، بل هدفه الأساسی هو ان یصبح الناس جمیعاً عابدین لله ویعرفون الحق ویعملون به. وفی المجتمعات التی تعارض الاسلام والدین والارشاد والهدایة یقوم قادة المجتمع أو طبقة خاصة بدفع الناس نحو المعارضة لكی لا یخضعوا للحق ولا یسلموا للدین الحق. ان هؤلاء لا یسمحون ببلوغ صوت العدالة الاسلامیة الى أسماع الناس، والاسلام طبعا یقاتل هؤلاء ویفتح الطریق للآخرین كی یتعرفوا على حقیقة الاسلام.

انّ النظام القیمی فی الاسلام یختلف بصورة عامة وبنحو اساسی مع النظام القیمی السائد فی العالم والذی یدعو الى اخلاق بلا دین وبعید عن الله عز وجل. اننا ندعو الى اخلاق فی ظل الدین والاعتقاد بالله ونعتقد انّ الهدف من الخلق هو الذی یشكّل الدعامة للقضایا الأخلاقیة. ففی اعتقادنا ان هذه القیم الأخلاقیة تنشأ من تلك الجذور العقائدیة.

فی نظامنا القیمی بخصائصه التی ذكرناها یكون الجهاد الابتدائی مبرّراً تماما، وان لم یمكن تبریره فی إطار النظام القیمی السائد فی العالم، إذ انّنا غیر ملزمین برعایة مبادئ النظم كافة، بل لنا مبادؤنا الأخلاقیة الخاصة المنسجمة مع الرؤیة الكونیة والفكریة للاسلام ولا تتناقض معها أبداً.

بناء على ذلك فانّ الهدف الأساسی من الجهاد الابتدائی هو هدایة الناس وایقاظهم، وفی ضوء هذا الهدف الأصیل تتحدد صورة الحرب وطریقة تعامل المسلمین ومجاهدی الاسلام مع مقاتلی العدوّ فی المراحل المختلفة.