ar_akhlag3-ch3_19.htm

اخلاق المرأة فی الاُسرة

اخلاق المرأة فی الاُسرة

فی القرآن ثلاثة ارشادات مهمة للمرأة:

الارشاد الأول هو الالتزام بالحجاب وقد ورد ذلك فی عدة آیات نذكرها هنا، قال تعالى:

(وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُیُوبِهِنَّ وَ لا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِی إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِی أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَیْمانُهُنَّ أَوِ التّابِعِینَ غَیْرِ أُولِی الإِْرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِینَ لَمْ یَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا یَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِیُعْلَمَ ما یُخْفِینَ مِنْ زِینَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِیعاً أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)([1]).

(یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لأَِزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِینَ یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِنْ جَلاَبِیبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ یُعْرَفْنَ فَلا یُؤْذَیْنَ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِیماً)([2]).

(وَ إِذا سَأَلُْتمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجاب ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ)([3]).

نزلت هذه الآیة فی نساء النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) ولكن یمكن الاستفادة من الآیة السابقة لها انّ الحكم بوجوب الحجاب لا یختص بنساء النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) بل هو مشترك بین جمیع المسلمات، كما یمكن تعمیم عبارة (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) التی تبین علة هذا الحكم على جمیع النساء، وبالتالی فانّ الآیة المذكورة ألزمت الرجال المسلمین أیضاً باحترام حجاب النساء الاجنبیات كافة.

الارشاد الثانی هو الحد من مخالطتهن للرجال الاجانب. ولا مؤاخذة قانونیة طبعاً اذا ارادت المرأة الملتزمة بحدود الحجاب الاسلامی الذهاب الى السوق ما لم تنجرّ الى الفساد والفحشاء، ولكن یجب على المرأة المسلمة اخلاقیا الابتعاد عن الرجل الاجنبی والسعی فی انحصار عملها فی نطاق البیت.

وقد تطرأ ظروف خاصة وتقتضی المصلحة الاجتماعیة والسیاسیة مشاركة النساء فی التجمعات العامة، فیلزم هنا أیضاً فصل تجمع النساء عن الرجال قدر الامكان، فانّ اختلاط المرأة مع الرجل الاجنبی، سیّما اذا كانت متزیّنة، ذو قیمة اخلاقیة سلبیة من وجهة نظر الاسلام، قال تعالى بهذا الشأن:

(وَ قَرْنَ فِی بُیُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِیَّةِ الأُْولى)([4]).

الارشاد الثالث هو الالتزام بالحیاء، ویعنی ان ینأى الانسان بنفسه عن مواطن التلوث بالمعاصی خشیة التلوث بها. وعلیه لا یمكن اعتبار أی ضعف فی الحیاة أو النفس حیاء. یقول القرآن فی قصة ابنتی شعیب(علیه السلام):

(فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی عَلَى اسْتِحْیاء)([5]).

یستفاد من هذه الآیة انّ الحیاء للمرأة ذو قیمة اخلاقیة خاصة.

الارشاد الرابع هو التزامهن بالوقار والحشمة حین التحدث مع الرجال، وان لا یكون لحن كلامهن مثیراً لاهوائهم، قال تعالى بهذا الشأن:

(فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَیَطْمَعَ الَّذِی فِی قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)([6]).

وهذا الارشاد موجّه الى نساء النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) طبعاً ولكن من المسلّم به انه ارشاد اخلاقی ویعتبر الالتزام به راجحاً اخلاقیا بالنسبة لكل امرأة مسلمة.





[1]. النور 31.

[2]. الاحزاب 59.

[3]. الاحزاب 53.

[4]. الاحزاب 33.

[5]. القصص 25.

[6]. الاحزاب 32.