لفظ القسط
فی الكثیر من الآیات استُعمل لفظ القسط بدلا من العدل ونشیر هنا الى بعضها:
قال تعالى عن ضرورة الإصلاح بین فئتین متنازعتین من المسلمین:
(فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ)([1]).
وقد أمر سبحانه فی آیة اُخرى بالحكم بالعدل بقوله:
(وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ)([2]).
ومع ملاحظة استعمال لفظ العدل فی آیة اُخرى كهذه الآیة:
(وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)([3]).
یمكن القول ان هذا التشابه بین لفظی العدل والقسط فی موارد الاستعمال یدل على وحدة معناهما. فی بعض الآیات المتعلقة بالشهادة هناك دعوة لرعایة العدل والقسط، قال تعالى:
(یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلّهِ)([4]).
وقال عزّ وجلّ فی آیة اُخرى:
(یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِینَ لِلّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ)([5]).
وقال سبحانه بنحو مطلق فی آیة اُخرى:
(قُلْ أَمَرَ رَبِّی بِالْقِسْطِ)([6]).
یلاحظ ان نظیر الآیات التی تأمر بالعدل بنحو مطلق([7]) قد أمر فی هذه الآیة بالقسط مطلقا. وورد مایشبه هذه الآیة من جهة اطلاق القسط حیث قال فی آیة اُخرى:
(وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِیزانَ لِیَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ)([8]).
واخیراً فان الله سبحانه قد دعا الى رعایة القسط مع الیتامى فی الآیتین: (3 و 127 ـ آل عمران) وفی الكیل والوزن فی الشؤون الاقتصادیة فی الآیات (152 ـ آل عمران و 85 ـ هود وآیة 9ـ الرحمن) واستعمل (القسط) فی الآیة (47 ـ الانبیاء) والآیة (4 ـ یونس) فی مورد حساب الاعمال وأجر الاعمال الصالحة یوم القیامة لا حاجة الى ذكرها.
[1]. الحجرات 9.
[2]. المائدة 42.
[3]. النساء 58.
[4]. النساء 135.
[5]. المائدة 8.
[6]. الاعراف 29.
[7]. (إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإِْحْسانِ) النحل 90 و(وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَیْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) النساء 58.
[8]. الحدید 25.