ar_akhlag3-ch6_3.htm

تبویب آیات الإصلاح

تبویب آیات الإصلاح

ان مجموعة من آیات القرآن الكریم اشارت الى مطلق الإصلاح من قبیل:

(فَمَنْ آمَنَ وَ أَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ)([1]).

(فَمَنِ اتَّقى وَ أَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ)([2]).

(وَ ما كانَ رَبُّكَ لِیُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْم وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ)([3]).

(إِنّا لا نُضِیعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِینَ)([4]).

وهناك عدد من الآیات وان بدت مطلقة ظاهراً ولكن بعد ملاحظة القرائن المقالیة یتّضح أنها لیست مطلقة، بل انها تقصد موارد خاصة مثل قوله تعالى:

(إِلاَّ الَّذِینَ تابُوا وَ أَصْلَحُوا وَ بَیَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَیْهِمْ)([5]).

ان هذه الآیة المطلقة ظاهراً بسبب مجیئها عقیب آیة الكتمان القائلة «إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَیَّنّاهُ لِلنّاسِ فِی الْكِتابِ أُولئِكَ یَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَ یَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ»تحمل على هذا المورد ولفظ «بیّنوا» هو قرینة اُخرى تدل على هذا الامر، كما انّ قوله تعالى: «إِلاَّ الَّذِینَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا»([6]) یُحمل على مورد خاص وهو قذف النساء العفیفات الوارد ذكره فی الآیة السابقة على هذه الآیة.

وكقوله تعالى:

(فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَ أَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ یَتُوبُ عَلَیْهِ)([7]).

هذه الآیة مطلقة ظاهراً أیضا ولكن باعتبار ذكر حكم السارق فی الآیة السابقة فانها تتعلق بمورد السرقة.

وغیر الآیات المذكورة هناك آیات كثیرة اُخرى لا تكون مطلقة بل تتعلق بموارد خاصة من قبیل:

1 ـ الآیات التی تقصد التوبة من المعصیة وجبرها:

(مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَة ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ)([8]).

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِینَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَة ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِیمٌ)([9]).

2 ـ الآیات الناظرة إلى الإصلاح الاجتماعی:

(وَ قالَ مُوسى لأَِخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ)([10]).

(وَ ما أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِیدُ إِلاَّ الإِْصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)([11]).

3 ـ الآیات التی تقصد نوعا خاصا من الإصلاح الاجتماعی:

(فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ)([12]).

هذه الآیة التی جاءت عقیب الآیة (وَ جَزاءُ سَیِّئَة سَیِّئَةٌ مِثْلُها) تقصد العفو والصفح عن الزلة التی ارتكبها شخص آخر بحق الانسان.

(وَ بُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِی ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً)([13]).

انّ المقصود فی هذه الآیة والآیتان (35 و 128 ـ النساء) هو التصالح بین الزوجین.

4 ـ الآیات التی تقصد اصلاح ذات البین والتصالح بین فئتین متخاصمتین من الناس.

(وَ تُصْلِحُوا بَیْنَ النّاسِ)([14]).

(أَوْ إِصْلاح بَیْنَ النّاسِ)([15]).

(وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَیْنِكُمْ)([16]).

(وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما)([17]).

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْكُمْ)([18]).

5 ـ والمقصود فی أحد الموارد هو اصلاح اموال الیتامى.

(وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الْیَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَیْرٌ)([19]).



[1]. الانعام 48.

[2]. الاعراف 35.

[3]. هود 117.

[4]. الاعراف 170.

[5]. البقرة 160.

[6]. النور 5.

[7]. المائدة 39.

[8]. الانعام 54.

[9]. النحل 119.

[10]. الاعراف 142.

[11]. هود 88.

[12]. الشورى 40.

[13]. البقرة 228.

[14]. البقرة 224.

[15]. النساء 114.

[16]. الانفال 1.

[17]. الحجرات 9.

[18]. الحجرات 10.

[19]. البقرة 220.