ar_akhlag3-ch8_18.htm

الرؤیة القرآنیة

الرؤیة القرآنیة

فی القرآن الكریم آیات التفتت الى هذه الجزئیات وخططت لمعالجتها. فالقرآن الكریم یحكی عن بعض اهل الكتاب امنیتهم فی ان یكون المؤمنون كفاراً ویقول الى جانب ذلك: انّ العلة فی هذه الامنیة والرغبة هو حسدهم للمؤمنین.

(وَدَّ كَثِیرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ یَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِیمانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)([1])

اولئك لم یؤمنوا مع انهم عرفوا سابقاً حقانیة نبی الاسلام وضلالهم، وكانوا یعرفون النبی(صلى الله علیه وآله وسلم)جیداً ولكنهم لم یخضعوا لقوله الحق، ویحسدون المؤمنین الذین كانوا فی مسیرة صحیحة وتستحكم شوكتهم یوما بعد آخر، ویتمنَّون لو یصبح المؤمنون كفاراً ویسعون لإرجاعهم الى جماعة الكفار.

هذه الحقائق لیست من قبیل التحلیلات المرتجلة والتعلیلات المتخیَّلة، بل یصرح القرآن بانّ العلة لمحاولات أهل الكتاب لأجل ردّ المؤمنین الى الكفر كانت هی الحسد ولیس إرشاد المؤمنین وهدایتهم الى الحق ـ حسب زعمهم ـ لانهم ادركوا انّ الحق مع الاسلام والمؤمنین وانهم على ضلال. وبالنسبة للمؤمنین تظهر مراتب ضعیفة من هذا النوع من الحسد أیضا، ویمكن ان یحسد افراد مؤمنون من لهم ایمان اقوى وتقوى ابرز وبالتالی لهم موقع اجتماعی افضل، وبملاحظة موقعهم السامی فی المجتمع یتمنون ـ بدلا من السعی لتقویة ایمانهم ونیل كمالات اكبر لانفسهم ـ أن یصبح ایمان اولئك ضعیفا ویسقطون من كمالهم وموقعهم الاجتماعی.



[1]. البقرة 109.