ar_porsesh4-ch0.htm



اسئلةٌ وردودٌ

«الجزء الرابع»

«الحریة والتعددیة»

الاستاذ العلامة محمدتقی مصباح الیزدی

المترجم: ماجد الخاقانی



اسئلة وردود/الجزء الرابع  

المقدمة

المقدمة

الحریة أحد التطلعات المقدسة والسامیة بالنسبة للافراد والمجتمعات الانسانیة على امتداد التاریخ البشری، ویحظى دعاة التحرر بشأن واحترام متمیزین بین جمیع الاقوام والامم، ویوضعون فی عداد العظماء وممن یستحقون التمجید.

لقد كانت الحریة تتراءى أمام اعین الناس مهمة ومصیریة بحیث اصبحوا على استعداد لتجرع الآلام والشدائد المضنیة والتضحیة بالارواح والاموال وبوجودهم كلِّه من اجل نیلها، وقد ضحى مئات الآلاف بل الملایین من البشر بانفسهم على مذبحها، فلیس عبثاً عندما ظهرت فكرة اللیبرالیة فی مقطع من التاریخ انها انتشرت بسرعة فی جمیع ارجاء العالم وحصلت على انصار كثیرین بحیث ان من البلدان بشخصیاتها وعلمائها تعتبر اللیبرالیة احد الاصول المسلَّم بها واللاعودة عنها لنظامها وفكرها وتتباهى بها.

ولكن ما هی الحریة؟ وای مفهوم تتضمن على وجه الدقة؟ وما هی مبادئ اللیبرالیة ومعالمها؟ وهل الانسان موجود حرٌّ ومختار أم مجبر
ومقهور؟ وما هی العلاقة بین الدین والحریة؟ هل ان الحریة تقیّد الدین أم العكس أم لیس الاثنین؟ وكیف تُعرَّف وتُحدد حریة التعبیر عن الرأی باعتبارها من المصادیق المهمة للحریة لاسیما فی المجتمعات المدنیة المعاصرة؟ وما هو التوجه الاسلامی فی مجال حریة التعبیر عن الرأی وحریة الصحافة؟ وقد تولى الفصل الاول من هذا الكراس الاجابة على هذه الاسئلة ومجموعة اخرى من الاسئلة فی هذا المجال.

المصطلح الآخر الذی أخذ بالرواج وكثیراً ما یتردد على الالسن فی مجتمعنا فی هذه الأیام لاسیما داخل المحافل العلمیة وكثُرت المحاضرات والمقالات فی الدفاع عنه أو نقده هو مصطلح التعددیة([1])، وهذا المفهوم یشیر الى الفكر الذی على اساسه یُعتبر التكثر والتعدد مقبولا ومحبباً فی مجالات شتى من قبیل الاقتصاد والسیاسة والثقافة والفكر والدین وغیرها.

والتعددیة اضحت الیوم كاللیبرالیة مظهر التنوّر الفكری والتمدّن والتألق العلمی، ویوصم المخالفون لها بالتحجر والتعصب والعوز المنطقی والعنف وصفات اخرى مماثلة لها. ویختص الفصل الثانی من هذا الكراس بالاجابة على الاسئلة فیما یخص هذا الموضوع ساعیاً لبیان ابعاد من الابحاث ذات الصلة به.

لقد جُمعت هذه الاسئلة والردود من محاضرات متعددة القاها العلامة الحكیم سماحة آیة الله مصباح الیزدی فی حشود الجامعیین والحوزویین وفی مختلف طبقات الجماهیر احیاناً، وهذا الكراس یمثل فی الواقع استمراراً لثلاثة اجزاء سبقته: صدر الاول وهو یحمل موضوعی «النظام السیاسی فی الاسلام» و«ولایة الفقیه»، والثانی بموضوعی «ولایة الفقیه» و«مجلس الخبراء» والثالث بموضوعی «الدین والمفاهیم الحدیثة» و«الرقابة الاستصوابیة»، وها هو الجزء الرابع یُقدم للراغبین وهو یحمل موضوعی «الحریة» و«التعددیة».

وفی الختام نرى لزاماً ان نقدم الشكر لحجة الاسلام حمید كریمی وحجة الاسلام محمدمهدی نادری اللذین نهضا بمهمة إعداد وتدوین هذا الجزء من الاسئلة والردود.

مؤسسة الامام الخمینی(رحمه الله) للتعلیم والبحث




1. Pluralism.