ar_porsesh4-ch2_4.htm

هل هناك أكثر من صراط مستقیم؟

سؤال: هل من الصواب القول بوجود اكثر من صراط مستقیم فی إطار الإسلام؟

جوابه: كما نوهنا لدى الإجابة عن السؤال السابق، فإن الإعتقاد بأكثر من صراط مستقیم وفقاً لما تفسره التعددیة بوجود حقائق متعددة ومختلفة للمسألة الواحدة، مما لا یمكن القبول به بأی حال.

أما فی ضوء تفسیر التعددیة لوجود حقیقة واحدة لیست بمتناول البشر، فإن الإعتقاد بأكثر من صراط مستقیم فی هذا الإفتراض أیضاً باطل على نحو العموم، ولكن بالإمكان القبول وبذلك فی إطار دائرة ضیقة جداً فقط، وهی ما عبّر عنه المفسرون فی كتبهم بـ «السبل» ولیس كثرة الصراط، فالصراط إنما یعنی جادة كبرى لا تتعدى الواحدة وتثبت بالیقینیات. ففی بعض الموارد هنالك طرق فرعیة ربما تعتریها المنعطفات التی لا تلحق الضرر بأصل الدین وان القبول بهذه الطرق لا یعنی تعدد «الصراط المستقیم» لذلك فقد أشار الله سبحانه وتعالى فی القرآن الكریم إلى «صراط» واحد، فیما أشار إلى «سبل» متعددة، إذ یقول: «وَأَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ»1، والصراط المستقیم هو الأصل طبعاً وإلى جانبه تمتد منه سبل متعددة وهذا مما یمكن قبوله فعلى سبیل المثال یقول تعالى: «وَالَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا»2، ففی هذه الآیة هنالك سبل یمكن الاعتراف بها وهی بمثابة فروع للجادة الكبرى المتمثلة بالصراط المستقیم.

* * * * *




1. الانعام: 153.

2. العنكبوت: 69.