ar_porsesh4-ch2_5.htm

دوافع الترویج لفكرة التعددیة الدینیة فی مجتمعنا

سؤال: ما هی دوافع الترویج لفكرة التعددیة الدینیة فی مجتمعنا؟

جوابه: منذ مدة یجری الترویج فی الصحافة والنشرات والمحاضرات ومن قبل بعض المشبوهین لفكرة التعددیة فی الأدیان، ویتم التأكید على أن للإسلام محاسنه وكذلك للمسیحیة وسائر الأدیان محاسنها أیضاً. وینبغی النظر إلى عقائد الآخرین بعین الإحترام والرأفة والتسامح، وكما نحب أن یحترم الآخرون عقیدتنا وندعوهم لدیننا یتعین علینا أن نمنح الآخرین حقهم فی أن یعتبروا أنفسهم على حق ویدعوا لدینهم، ومعتقدهم هذا یحظى بالإحترام والإعتبار.

ربما تكون دوافع الترویج لمثل هذه الموضوعات والأفكار فی مجتمعنا ما یلی:

أ ـ الحیلولة دون تصدیر الثقافة الإسلامیة والثوریة: إذا ما كانت الموضوعات والأدیان والمعتقدات بأجمعها صحیحة، فلا ضرورة إذن لدعوة الآخرین للإسلام، فإذا كان منطق المسیحی صحیحاً ایضاً فما الضرورة فی أن یعتنق المسیحی الإسلام؟ واذا ما كان المادیون على حق فی منطقهم الذی یتفق مع اذواقهم فما الداعی فی أن یدعوهم الربانیون إلى الله؟ ولماذا یدعو الموحد المشرك إلى التوحید؟... الخ، وبالنتیجة یظل الفكر الثوری والإسلامی قابعاً فی دائرة معینة ویفقد زهوه ونشاطه ودعوته ویصبح عقیماً.

ب ـ تمهید السبیل لتغلغل الأفكار والمعتقدات والقیم المادیة والغربیة فی مجتمعنا: فحینما یفتقد دیننا وثقافتنا وقیمنا صفة الإطلاق ولا نعتبر الإسلام هو الدین الحق الوحید، فلا محالة أن یُفْسَح المجال أمام سائر الأدیان والمذاهب; فإذا ما كانت سائر الفِرق والمذاهب حقةً أیضاً فلماذا لا نتبع الآخرین فی میولهم واذواقهم وخصالهم وقیمهم؟

إن نتیجة الأمرین الآنفی الذكر هی زوال الحمیة والغیرة الدینیة، وإذا ما تزعزعت الحمیة والغیرة الدینیة التی تقف بوجه تغلغل الأفكار الضالة والخاطئة وترسخت روح التسامح والتساهل واللامبالاة ازاء المعتقدات والمقدسات والقیم فی أوساط الشباب وأبناء المجتمع إذ ذاك یبلغ أعداء الإسلام والنظام مرامهم، وذلك لفسح المجال أمام نفوذ وإملاء القیم المادیة والغربیة وتمهید الأرضیة لعودة هیمنة الكفر والإستكبار العالمیّ.

* * * * *