ar_porsesh5-ch3_3.htm

شرط تعدد الزوجات فی الاسلام

فی نظر الاسلام ان بإمكان الرجل الزواج بأكثر من واحدة حینما یرى فی نفسه القدرة على تطبیق العدالة بینهن. یقول القرآن الكریم:

«فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً...»1.

لا شك فی أن المراد من العدل فی الآیة الكریمة هو العدالة فی مقام العمل ـ أی عدم الاجحاف وظلم النساء فیما یخص الحقوق الزوجیة والأسریة ـ وإلاّ فان المودة والحب الباطنی والقلبی لا یمكن السیطرة علیها بشكل كامل. وبتعبیر آخر ان الرجل المتعدد الزوجات مكلفٌ بإلتزام العدالة بین زوجاته، فمثلاً علیه ان یوفر الطعام والملبس والسكن لهنَّ على حدّ سواء، وإن كان یحب احداهنّ أكثر قلبیاً بسبب جمالها وكمالها الظاهری أو الباطنی.

بناءً على هذا ان الله سبحانه وتعالى لم یكلّف الرجل ولم یطالبه بان یساوی بین زوجاته فی المحبة، وفی نفس الوقت لم یسمح له بان یمارس الظلم بحق الزوجة التی یولیها حباً أقل فی مقام العمل وفی مجال الحقوق الأُسریة والزوجیة ویهملها ولا یعتنی بها وكأنها إمرأة بلا رجل.

ورد فی الآیة 129 من سورة النساء:

«وَلَنْ تَسْتَطِیعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَیْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِیلُوا كُلَّ الْمَیْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ» من خلال هذا الشرط المهم جداً سعى الاسلام للحد من ظلم الزوجة.

وهنالك أمور أخرى حول الزواج المؤقت وتعدد الزوجات من الناحیة الفقهیة وردت فی الرسائل العملیة للمراجع العظام ولا حاجة لذكرها هنا.

* * * * *




1. النساء: 3.