العلامة مصباح الیزدیّ: نحن محتاجون إلى الفلسفة فی إثبات الدین وفی الردّ على الشبهات معاً

قال عضو مجلس خبراء القیادة: بالنظر لما یعیشه عالم الیوم من تشوّش الأخلاق وافتقادها إلى الاُسس، فإنّنا بحاجة إلى فلسفة الأخلاق كی یرسّخ قواعد القیم والمُثُل ونرجع النتائج والمعلولات إلى اُصولها وعللها، فإذا مُنع البحث الفلسفی فكیف یتسنّى الوقوف بوجه هذه الحالة والردّ على الشبهات؟

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، تطرّق رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی كلمته التی ألقاها فی «ملتقى الدین والفلسفة» إلى تبیین معنى لفظتی الفلسفة والدین، وقال: إنّ كلاًّ من الفلسفة والدین یُعدّان من جملة المشترکات اللفظیة وإنّ لهما معانی عدیدة.
وفی معرض إشارة العلامة مصباح الیزدیّ إلى أنّ معظم الاختلافات فی العلوم، لاسیّما العلوم الانتزاعیّة التی لیس لها مصداق خارجیّ، یعود إلى المغالطة فی المشتركات اللفظیّة، قال سماحته: منذ قدیم الزمان هناك من یعتقد بأنّ العلاقة بین الدین والفلسفة هی علاقة تباین، فی حین أنّ هذه الفكرة ربّما تكون ناشئة عن تلك المغالطات فی الاشتراك اللفظیّ.
وقال عضو مجلس خبراء القیادة: إذا صادف أن قدّم البعض فی مجال الفلسفة بحوثاً مخالفة للكتاب والسنّة، فإنّ لدینا فی الفقه أیضاً ما یشبه هذه الظاهرة، لكنّ هذا لن یشكّل ذریعة لإزاحة علم الفقه جانباً. فمثلاً قد یعتقد فقیه بحرمة صلاة الجمعة، ویرى آخر وجوبها، ومن المسلّم أنّ أحد هذین الرأیین لابدّ أن یكون مخالفاً للكتاب والسنّة.
واستطرد آیة الله مصباح الیزدیّ الى القول: إنّ قوام الفلسفة هو فی طریقتها ومنهجها العقلیّ، فإنّ إثبات قضیّة والاستدلال علیها بالعقل هو بحث فلسفیّ، كما هو الحال فی إثبات وجود الله باتّباع الطریق العقلیّ، فهو من البحوث الفلسفیّة أیضاً، سواء قلنا بجواز الفلسفة أو بحرمتها. من هنا إذا قام أحدهم بإثبات وجود الله تعالى أو استدلّ على عدم وجوده من خلال الطریق العقلیّ، فالبحثان فلسفیّان أیضاً لكنّ هذا لا یعنی أنّ كلا البحثین صحیح.
وتابع سماحة العلامة الیزدیّ القول: إذا أخطأ أحدهم الفهم فی النهج الفلسفیّ فانّ ذلك لایدلّ على نقص أو انحراف فی علم الفلسفة، ذلك أنّ اتّخاذ النهج التعقّلی هو أمر یُعدّ على جانب من القدر والقیمة وهو من ممیّزات الإنسان ولا ینبغی سدّ بابه بأیّ حال من الأحوال، لكنّه یتعیّن التصدّی للاستدلالات العقلیّة بالنسبة للذی قلّما یقع فی الخطأ ومَن یمتاز بالدقّة العالیة فی الاستدلال.
وفی إشارة إلى الوضع الأخلاقیّ الذی یسود العالم قال سماحة العلاّمة مصباح الیزدیّ: بالنظر لما یعیشه عالم الیوم من تشوّش الأخلاق وافتقادها إلى الاُسس فإنّنا بحاجة إلى فلسفة الأخلاق كی نرسّخ قواعد القیم والمُثُل ونُرجع النتائج والمعلولات إلى اُصولها وعللها، فإذا مُنع البحث الفلسفیّ فكیف یتسنّى الوقوف بوجه هذه الحالة والردّ على الشبهات؟
واستطرد العالم والفیلسوف آیة الله مصباح الیزدیّ فی بحثه قائلاً: لا یمكن القول: إنّ فی أیدینا القرآن الكریم ویكفینا العمل بما جاء به من دون الحاجة إلى الاستدلالات العقلیّة لإثبات القیم، ذلك أنّنا لا نستطیع الإجابة على شبهات مَن لا یقبل بالقرآن الكریم ولیس هو بمُسلم أصلاً، والحال أنّ الردّ على الشبهات هی رسالتنا، ونحن مسؤولون تجاه هذه الرسالة.
وتابع سماحته: إنّ نشر الدین لا یقتصر على إثباته، بل لابدّ لتحقّق هذا الغرض من نفی الشرك ودفع الشبهات أیضاً، وحتّى القرآن الكریم فإنّه قبل أن یكون فی مقام إثبات التوحید، فإنّه یتولّى دفع الشرك والشبهات أیضاً.
 

آخرین محتوای سایت

تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
کتاب صوتی «بدرود بهار» منتشر شد.
در واپسین روزهای ماه مبارک رمضان، کتاب صوتی «بدرود بهار» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله...