آیة الله مصباح الیزدیّ: فهم القرآن الكریم هو العروة الوثقى التی لن نضلّ إن تمسّكنا بها

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی قمّ المقدّسة فی ملتقى تبیین ضرورة دروس معارف القرآن الكریم ـ أشار إلى زیارة قائد الثورة المعظّم (مدّ ظلّه) إلى محافظة قمّ وقال: لقد حظی أهالی قمّ وطلبة العلوم الدینیّة فیها فی زیارة سماحته إلى هذه المحافظة بعنایات بقیّة الله الأعظم (عجّل الله تعالى فرجه الشریف).
ولدى بیان الدافع من وراء تصنیف كتب دروس معارف القرآن الكریم التی تُدرَّس فی الوقت الحاضر فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قال العلامة مصباح الیزدیّ: لقد خطّط عدد من النخب فی عقد الخمسینات من القرن المیلادیّ المنصرم من أمثال الشهید البهشتیّ، وربّانی الشیرازیّ، والقدّوسی فی مدرسة الحقّانی من أجل سد النقص تدریجیّاً لِما تعانیه الحوزة العلمیّة من العجز فیما یتّصل بمتطلّبات المجتمع. وقد دُعیتُ شخصیّاً حینها لتدریس التفسیر. لكنّنی اكتشفت بعد مضیّ بضع سنوات أنّنا إذا أردنا الاستمرار فی تدریس التفسیر بالطریقة التقلیدیّة الدارجة فسیستمرّ تفسیر القرآن كلّه أكثر من عشرین سنة من دون التطرّق إلاّ إلى مختارات من التفاسیر ونظریّات المفسّرین فقط، وهی وإن كانت مفیدة إلاّ أنّها لا یمكنها تلبیة حاجة المجتمع والردّ على شبهات العصر.
وتابع استاذ تفسیر القرآن الكریم قائلاً: فكان ذلك سبباً لأن تطرق بالی فكرة تبویب مباحث القرآن فی قالب موضوعیّ تُبحث تحت كلّ موضوع منها بضع آیات. بالطبع كانت ضوابط التقسیم مختلفة، وقد نُظّمت وطُبعت فی النهایة فی تلك الأقسام التسعة الموجودة حالیّاً.
وأكّد العلامة مصباح الیزدیّ على أنّ الفهم الصحیح للقرآن الكریم هو العروة الوثقى التی لن نضلّ إن تمسّكنا بها وقال: لكنّ هذه الطریقة فی التبویب لا تشتمل على حصر عقلیّ ولیس لأحد أن یدّعی أنّها منَزّهة عن النقص.
وفی إشارة لسماحته إلى بعض الأسئلة المطروحة حول تلك الدروس والكتب المرتبطة بها أضاف: فی هذه الكتب لم تتمّ الإفادة من الأحادیث إلا قلیلاً، ذلك أنّ الاستشهاد بالروایات سیفتح الباب لطرح مباحث حول أسنادها ودلالاتها، فی حین أنّه لا یمكن الإشكال على القرآن من حیث السند، وإذا كانت الدلالات هی ممّا یجلب الاطمئنان وقد بُیّنت بطریقة عقلائیّة من خلال الالتفات إلى القرائن اللفظیّة والمقامیّة، فإنّها ستكون محطّ قبول الجمیع، ثمّ إنّ إدخال الروایات فی البحث سیجعل من حجم المباحث شیئا ضخماً جدّاً الأمر الذی یُخرجها عن إمكانیّة تنفیذها كمنهج دراسیّ.
واستطرد العلامة الیزدیّ فی كلامه قائلاً: كما أنّ هناك تجربة للمرحوم العلامة الطباطبائیّ (قدّس سرّه) فی تصنیفه لتفسیره النفیس «المیزان» ألا وهی فصل البحث الروائیّ عن المباحث العقلیّة والقرآنیّة المحضة وهو العامل الذی جعل من هذا التفسیر محطّ اهتمام المسلمین من أهل السنّة أیضاً.
وفی معرض إشارته إلى أنّ هذا الكتاب، وعلى رغم الجهود التی یبذلها بعض الأصدقاء، لم یتمّ طبعه لحدّ الآن ككتاب منهجیّ، قال سماحته: من ناحیةٍ فإنّه لیس ثمّة من شكّ فی أنّ هذه الكتب لا تخلو من نقص، ومن ناحیة اُخرى فإنّ الخوض فی المسائل القرآنیّة هو من الأولویّات، ولعلّ بإمكان البعض أن یطرح تلك المباحث بشكل أدقّ وأفضل وأكثر فائدة.
وأكّد فی نهایة حدیثه على أهمّیة القرآن الكریم وأضاف: إنّ أفضل ما أعرفه وأکثر الاشیاء فائدة بالنسبة لطلبة العلوم الدینیّة فی هذا العصر هو دراسة معارف القرآن الكریم.
یُذكر أنّ هذا الملتقى قد عُقد یوم 25 تشرین الأوّل 2010م فی صالون مؤتمرات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.