فی عصمة و علم السیدة فاطمة الزهراء (س)

پرسش: 

سماحة آیة الله الشیخ محمد تقی مصباح الیزدی (دام ظله) .
السلام علیكم و رحمة الله و بركاته .
تقبل الله أعمالنا و أعمالكم فی هذا الشهر الكریم .
یحتج بعض المخالفین فی مسألة العصمة و علم المعصومین بأن السیدة الطاهرة فاطمة الزهراء (علیها السلام) قد عاتبت أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) : ( یا ابن أبی طالب، ما اشتملت شیمة الجنین، وقعدت حجرة الظنین ،نقضتَ قادمة الأجدل، فخانك ریش الأعزل ... ) ، ألیس هذا استنقاص فی مقام إمامة أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب ؟ و إن لم یكن استنقاص فلماذا احتجت علیه و هی العالمة المعصومة ؟
فما هو الرد علی ذلك ؟
حفظكم الله و سدد خطاكم و السلام علیكم و رحمة الله و بركاته .

پاسخ:

بعد ما ثبتت أعلى مراتب العصمة (الممكنة للمخلوقات) لأهل البیت ـ سلام الله علیهم أجمعین ـ فلابد من تفسیر المتشابهات فی ضوء المحكمات، بالضبط كما یتعیّن تفسیر متشابهات القرآن بإرجاعها إلى محكماته. بالإلتفات إلى هذه المقدّمة نقول: إنّ إحدى فنون البلاغة هی المدح فی صیغة العتاب. فمثلاً یقول المادح فی مدحه لمحبوبه: إنّ للسخاء حداً، أو إنّ للعطف حداً، فلماذا كلّ هذا العطاء والعطف منك؟! مثلما خاطب الباری تعالى نبیّه الكریم ـ صلى الله علیه وآله ـ قائلا: (عََفا اللهُ عَنكَ لِمَ أذِنتَ لَهُم) التوبة/42؛ أو (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفسَكَ عَلَى آثَارِهِم إنْ لَم یُؤمِنُوا بِهَذا الحَدِیثِ أَسَفاً) كهف/6. وفی العبارة التی نقلتَها عن الزهراء ـ سلام الله علیها ـ وكأنَها أرادت أن تقول لأمیرالمؤمنین ـ علیه السلام ـ : إنّ للصبر حدوداً، فعلامَ كل هذا الصبر؟! وهذا الأسلوب فی البیان لیس فیه إنقاص من قدر ومنزلة أمیرالمؤمنین ـ علیه السلام ـ ، ولا هو فی عداد العتاب ولا حتى اعتراضاً.