إنّ سماحة قائد الثورة المعظّم هو نموذج وامتداد لشخصیّة الأئمّة (علیهم السلام) فی الأبعاد كافّة

قال سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: إنّ سماحة قائد الثورة المعظّم هو نموذج وامتداد لشخصیّة الأئمّة (علیهم السلام) فی الأبعاد كافّة بحیث لا یمكن مقارنته مع زعماء سائر دول العالم.
ولدى لقائه بجمع من معلّمی ومدرّسی مدینة مشهد المقدّسة أشار اُستاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ إلى ما مارسه الیزیدیّون فی هذا العصر من هتك للحرمات فی عاشوراء الإمام الحسین (علیه السلام) قائلاً: إنّ الأعمال التی مارسها یزیدیّو هذا العصر فی یوم عاشوراء الحسین فی ایران قد ضاعف من ثقل مصاب عاشوراء على الشیعة.
وعدّ آیة الله مصباح الیزدی أنّ المعرفة والدافع هما ركنان لسلوك الإنسان وأضاف: فیما إذا ضعُف أحد هذین الركنین فإنّه لن یصدر من الإنسان فعل مُستساغ وذو قیمة.
واعتبر سماحته أنّ سعی المرء للتحلّی بالوعی وبناء النفس من أجل المیل إلى العمل الحَسَن هو السبیل للوصول إلى السعادة وقال: حتّى فی الدین الإسلامیّ فإنّه قد تمّ التأكید على عامِلَی المعرفة والمحبّة؛ ابتداءً من المسائل العقائدیّة ووصولاً إلى القضایا الحكومیّة.
ولدى استعراضه لآیات من الذكر الحكیم اعتبر عضو مجلس خبراء القیادة أنّ المحبّة الحقیقیّة هی محبّة الله تعالى وقال: حبّ الأشخاص الآخرین لابدّ أن یكون فی سبیل الله وفی ضوء محبّته هو عزّ وجلّ.
ومتابعةً لحدیثه أشار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ إلى أنّ المعنى اللغوی للفظة «الولایة» هو الارتباط وتكوین العلاقة، وأضاف: إنّ الولایة هی أهمّ أركان الدین الإسلامیّ. واستطرد قائلاً: وفقاً للنظریّة الإسلامیّة فإنّ العلاقة التی تربط الإنسان بقائد المجتمع هی علاقة ولائیّة؛ أی إنّ العلاقة بین القائد والرعیّة لا تتمثّل بالرابطة الجافّة بین الحاكم والمحكوم؛ بل هی علاقة مشوبة بالمحبّة.
وفی معرض إشارة سماحته إلى أنّه فی زمان غیبة الإمام المعصوم فإنّه یُعهد بقیادة الحكومة إلى أشبه الناس بالمعصوم من حیث العلم، والتقوى، والقدرة على الإدارة أضاف: على طول التاریخ لم تُقَم حكومة إسلامیّة فی أیّ من بلدان العالم، لكنّها اُقیمت فی إیران على ید الإمام الخمینیّ (رحمه الله).
وأكّد رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث على أنّ سماحة آیة الله الخامنئیّ هو النسخة البدیلة للإمام الراحل وتابع قائلاً: إنّ قائد الثورة المعظّم هو نموذج وامتداد لشخصیّة الأئمّة (علیهم السلام) فی كافّة الأبعاد.
ونوّه سماحة الیزدی إلى أنّه لا یوجد من هو أنسب من آیة الله الخامنئیّ لقیادة الحكومة الإسلامیّة مؤكّداً على ضرورة المطالعة حول شخصیّته، وحیاته، وتقواه، وعلمه، وإدارته وقال: إنّه من غیر الممكن مقارنة سماحة قائد الثورة مع أیٍّ من زعماء دول العالم الاُخرى.
واسترسل سماحة آیة الله الیزدیّ قائلاً: إنّ جهود الأنبیاء والأئمّة (علیهم السلام) وجهود الإمام الخمینیّ (ره) وسماحة قائد الثورة المعظّم التی هی استمرار لنهجهم (علیهم السلام) هی من أجل تطبیق دین الله تعالى، الذی یمثّل الدین الإسلامیّ أكمل مراحله وإنّ أكثر المصادر أصالة للتعرّف علیه هو القرآن الكریم.
وأضاف سماحته: ما من عامل یمكنه أن یماثل قصّة كربلاء فی تقویة العواطف الدینیّة فهذه القصّة أثارت حتّى عواطف المشركین؛ إلاّ أنّ الإحاطة بالبُعد المعرفِیّ لواقعة كربلاء لیس مضموناً وإنّ لبعض الأشخاص قراءات وتفسیرات جدیدة مغلوطة لهذه الواقعة؛ بالضبط كما أنّه توجد تفاسیر شتّى غیرواقعیة بالنسبة للقرآن الكریم.
واستطرد سماحته قائلاً: حتّى فی زمان ظهور ولیّ العصر (عجّل الله تعالى فَرَجه) فإنّه ستكون هناك تفاسیر مختلفة للقرآن الكریم، حیث من أكبر مصائب الإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فَرَجه) حینذاك ستتمثّل فی وجود علماء لهم استنباطات من القرآن الكریم تغایر تفسیر نفس الإمام (عجّل الله تعالى فَرَجه).
وقد جرى هذا اللقاء یوم الأربعاء الموافق 2009/12/30م.