آیة الله مصباح الیزدیّ: الثورة الإسلامیّة؛ هذه النعمة العظیمة التی مُنحت لإیران لم تُمنح لأیّ اُمّة اُخرى

آیة الله مصباح الیزدیّ: الثورة الإسلامیّة؛ هذه النعمة العظیمة التی مُنحت لإیران لم تُمنح لأیّ اُمّة اُخرى
قال سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ فی إشارة منه إلى النعمة العظیمة المتمثّلة بالثورة الإسلامیّة فی دولة إیران: إنّ هذه لنعمة عظیمة وهی لم تُمنح لحدّ الآن لأیّ بلد غیر إیران.
وفی اجتماع عُقد لتكریم الباحثین المتمیّزین لمركز دائرة المعارف للعلوم العقلیّة الإسلامیّة تناول استاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ المقدّسة موضوع شكر النعم الإلهیّة قائلاً: من جملة السبل التی یتّبعها الباری عزّ وجلّ لهدایة الناس هی التذكیر بشكر النعم كی یحصل القرب من الله عن طریق الشكر.
ولدى الإستشهاد بالآیة الكریمة: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِیدَنَّكُمْ» قال سماحته: فی هذه الآیة یَعِد الله تعالى بشكل صریح مستخدماً أشدّ التأكید بأنّه فی حال شكر النعمة فإنّه عزّ وجلّ سیمنّ على عباده الشاكرین بنعمة إضافیّة والله لا یخلف المیعاد أبداً.
ثمّ بیّن مراحل شكر الله سبحانه وتعالى وقال: إنّ المرحلة الأولى لشكر نعم الله تعالى هی الالتفات إلى أصل وجود النعم؛ إذ أنّ الكثیر من نعم الله موجودة من دون أن یلتفت إلیها أحد.
واعتبر عضو مجلس خبراء القیادة أنّ الإیمان بكون النعمة إلهیّة یشكّل المرحلة الثانیة لشكر النعم وأضاف: على الإنسان أن یؤمن بأنّ جمیع النعم هی فی الواقع من جانب الله تعالى، فلا یعتبرنّ النعم من الامور العادیّة، ولیعلم أنّ النعم كلّها قد وُهبت للإنسان بإرادة الله عزّ وجلّ وعِلمه وأنّ الإنسان ینتفع بالنعمة ما دام الله یرید ذلك.
كما وعدّ آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ وجود الدافع إلى الشكر یمثّل المرحلة الثالثة له وقال: الإنسان بفطرته یمیل إلى شكر من أحسن إلیه وعلینا جمیعاً أن نقوّی هذا الدافع فی أنفسنا.
ولدى الإشارة إلى آلاء الله الجمّة قال العلامة مصباح الیزدیّ: حتّى التوفیق إلى شكر النعم الإلهیّة هو بحدّ ذاته نعمة من الله علینا ولهذا فإنّه ما من أحد باستطاعته أن یشكر ولو نعمة واحدة من نعم الله التی لا تحصى ولا تُعدّ.
واعتبر رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث أنّ نعمة الثورة الإسلامیّة هی واحدة من النعم العظیمة وقال: هذه النعمة العظیمة المعطاة للشعب الإیرانیّ لم تُعط إلى الآن لأیّ امّة اخرى، بل ولم یحصل ذلك حتّى فی عهد الأنبیاء؛ وهذا یوجب علینا شكر هذه النعمة العظیمة وتقدیرها حقّ قدرها.
وتابع سماحته ذاكراً نماذج من ثمار هذه الثورة وأضاف: إنّ ممّا یفتخر به داعیة الدین هو نجاحه فی أن یجعل ولو مذنباً واحداً یؤوب إلى الله؛ لكنّ الثورة الإسلامیّة التی آتت اُكلها ببركة تضحیات الإمام الراحل (ره) والامّة الإسلامیّة، لم تمهّد الأرضیّة لهدایة الكثیر من الناس فحسب بل لقد أدّت إلى انتشال البعض من قعر جهنّم وإیصالهم إلى مشارف العرش.
واسترجع آیة الله مصباح الیزدیّ بعض ذكریات الماضی وقال: فی الماضی حتّى لم یكن من السهل الحصول على بعض الكتب التی كانت محطّ حاجة وكان لابدّ من استنساخ النسخ الخطیّة؛ أمّا الیوم فمع وجود أرقى الإمكانیّات فقد تهیّأت تسهیلات كبیرة من أجل التحقیق والبحث والدراسة ولابدّ من شكر هذه النعمة. وأضاف عضو مجلس خبراء القیادة قائلاً: شكر هذه النعمة یكمن فی الإفادة من هذه الإمكانیّات على أتمّ وجه فی سبیل كمال البشر.
وبالاستشهاد بحدیث شریف قال سماحته: إنّ كلّ خطوة تُتّخذ ـ بدافع إلهیّ وبنیّة إیصال المجتمع الإسلامیّ إلى الكمال ـ من أجل إثبات حقّ أو إبطال شبهة فهی عبادة یُثاب علیها المرء جزیل الثواب.
وقد تمّ فی هذه المراسم التی حضرها باحثون من مركز دائرة المعارف للعلوم العقلیّة الإسلامیّة وعوائلهم تكریم الباحثین المتمیّزین للمركز المذكور. وقد اُجریت المراسم المذكورة فی یوم الخمیس الموافق 2010/01/21م فی قاعة المؤتمرات التابعة لمؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.