آیة الله مصباح الیزدیّ: لقد أحسست بالحقارة أمام إیمان السیّد حسن نصر الله

لدى إشارة اُستاذ الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة إلى الإیمان المتین للسیّد حسن نصر الله وإخلاصه للولیّ الفقیه ذكر أنّ هاتین الخصوصیّتین البارزتین هما أهمّ معالم هذه الشخصیّة.
وخلال مراسم تكریم قادة شهداء حزب الله لبنان قال العلامة مصباح الیزدیّ لدى تجلیله لذكرى هؤلاء الشهداء العظام: إنّنی لم أرَ نظیراً لهؤلاء الشهداء بعد شهداء كربلاء؛ وذلك أنّ هؤلاء الأعزّاء هم نماذج فی العلم، والتقوى، والفضیلة، والجهاد، والتضحیة، والإیثار وهم مدعاة لفخر البشریّة.
وقال سماحته مستشهداً بآیات من القرآن الكریم: الشهداء هم أحبّاء الله وهذه هی نعمة عظیمة لیس للجمیع نیلها.
ولدى إشارته إلى عظمة صمود حزب الله وشجاعته وتضحیاته تطرّق لبعض ذكریاته عند لقائه بالسیّد حسن نصر الله فقال: إنّ كلّ من یدرك مكانة حزب الله والدور الذی كان یضطلع به ذلك المجاهد العظیم >عماد مغنیة< فیه یدرك أنّ فقدانه هو مصیبة كبرى بالنسبة لحزب الله؛ من هذا المنطلق فإنّنی عندما أزمعت على التشرّف بلقاء السیّد حسن نصر الله فقد أعددت نفسی كی أعزّیه بتلك الفاجعة الجلل. لكن عندما حانت لحظة اللقاء وإذا بی أمام رجل ملؤه النشاط والحیویّة لا یرى فی هذه الحادثة إلاّ موهبة إلهیّة مفعمة بالحكم الجمّة. إنّ صلابته فی مواجهة تلك الحادثة قد جعلتنی ـ أنا الذی قضّیت أكثر من ستّین عاماً فی الحوزة العلمیّة طلباً لعلوم أهل البیت (علیهم السلام) ـ اُحسّ بالحقارة أمام إیمان هذا الرجل.
واعتبر سماحته أنّ الخصوصیّة الاُخرى التی یمتاز بها السیّد حسن نصر الله هی إخلاصه الخاصّ للولیّ الفقیه وأضاف: على الرغم من أنّه شخصیّة عالمیّة لكنّه فی مقابل ولیّ الأمر یتصرّف كجندیّ بین یدی قائده مسلّماً لأوامره، وكما یقول السیّد نفسه فهو لیس فقط مطیعاً لأوامر القائد، بل إنّه یبادر إلى إنجاز حتّى ما یحتمل أنّه سیكون مدعاةً لرضى وسرور الولیّ الفقیه.
وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مخاطباً السیّد حسن نصر الله: السلام علیك یا ابن أمیرالمؤمنین (عیله السلام)؛ نصرك الله نصراً عزیزاً.
وقال سماحته فی جانب آخر من حدیثه مستنداً إلى آیة من القرآن الكریم: إنّ الذین وطّدوا علاقة عبودیّتهم مع الله، وصمدوا وقاوموا فی سبیله فإنّ الله بدوره سینصرهم.
وفی إشارة لسماحته إلى الضغوط التی تمارسها أمریكا والاستكبار العالمیّ قال: المؤمنون، ومن خلال الاتّكال على الألطاف الإلهیّة، یستقیمون فی مقابل ضغوط العدوّ وتهدیداته. لیس هذا فحسب بل إنّ إیمانهم یزداد أیضاً والمصداق البارز لذلك هو حزب الله فی لبنان وقائده العظیم حیث على الرغم من إحاطة أمریكا وحلفائها ببلادهم واستخدامهم لكافّة السبل والوسائل للضغط علیهم، فإنّهم یُسطّرون أروع أشكال التضحیة والفداء مع اتّصافهم بالرصانة والهدوء.
ولدى استعراضه لآیات من الذكر الحكیم نزلت فی واقعة بدر الكبرى أضاف: إذا توفّر عند المؤمنین عاملان هما الصبر والمقاومة من جهة، ومراعاة تقوى الله تعالى من جهة اُخرى، فإنّ الله سینصرهم حتّى عبر إنزال الملائكة؛ وقد تجلّت للعیان بوضوح تامّ نماذج بارزة من الإمدادات الإلهیّة فی حرب الثلاثة والثلاثین یوماً فی لبنان.
وتابع العلامة مصباح الیزدیّ القول: على اُولئك الذین یثیرون الصخب والضجّة ویعربدون فی أطراف العالم وأكنافه من أجل السیطرة على المؤمنین، علیهم أن یعلموا أنّ ظاهر الأمر فقط هو أنّهم یواجهون بضعة نفر من شباب حزب الله العاشقین لسیّدالشهداء (علیه السلام)، لكنّهم فی الحقیقة یقفون فی مواجهة مع الله عزّ وجلّ.
وفی الختام أكّد سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: إذا توجّهت قلوب المؤمنین إلى الله تعالى ولم تتعلّق بأیّ أحد آخر غیره عزّ وجلّ فتشملها عنایات الباری المنّان، وحینئذ لن تستطیع أیّ قوّة فی العالم أن تواجهها.