آیة الله مصباح الیزدیّ: إنّ أهمّ تكلیف الیوم هو معرفة العدوّ وتعریف الشعب به

قال استاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ المقدّسة: إنّ أهم التكالیف التی تقع على عاتقنا جمیعاً الیوم هی معرفة العدوّ وتعریف الشعب به ومحاربة الأفكار الباطلة.
واعتبر سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ لدى لقائه جمعاً من مسؤولی وزارة الدفاع أنّ العیش فی ظلّ النظام الإسلامیّ وتحت قیادة قائد مدبّر هو من النعم الإلهیّة العظیمة وقال: لا یمكن مقارنة قائد الثورة الإسلامیّة المعظّم بأیّ زعیم من زعماء العالم.
وعدّ عضو مجلس خبراء القیادة أنّ حفظ النظام الإسلامیّ هو مهمّة الجمیع وأضاف: الیوم وبعد أن منّ الله علینا بنعمة الثورة الإسلامیّة فقد وضع فی أعناقنا تكلیفاً أیضاً ألا وهو الحفاظ على هذا النظام وصیانته، وإنّ على كلّ فرد أن یبذل جهده فی هذا المضمار على قدر ما اوتی من طاقة ووسع.
وأضاف سماحته: ومع أنّه لیس بمقدور كلّ أحد منّا الحفاظ على هذا النظام بمفرده، لكنّه إذا أدّى كلّ شخص تكلیفه فإنّ المحصّلة ستكون حفظ النظام ورفد اقتداره، وكلّ من یبذل مجهوداً فی هذا الطریق یكون قد ضمن سعادته فی الدنیا والآخرة.
وفی إشارة للعلامة مصباح الیزدیّ إلى أنّ المجتمع تلمّ به أحیاناً ظروف معیّنة تحتّم على أفراده بذل مجهود یفوق التكلیف العادیّ المناط بهم عدّ سماحته سنوات الدفاع المقدّس الثمانیة مثالاً على هذه الظروف وقال: فی زمان الحرب تكاتف أبناء الشعب وبذلوا منتهى ما اُوتوا من وسع فی سبیل حفظ النظام الإسلامیّ؛ إلّا انّ هذه الظروف لا تكون دائماً فی البعد العسكریّ؛ بل من الممكن أیضاً أن تتولّد مثل هذه الظروف فی المیادین الفكریّة أو الثقافیّة أو الاقتصادیّة.
ولدى استعراضه للظروف الثقافیّة الراهنة قال سماحته: لقد تحدّث قائد الثورة المعظّم فی السنوات الماضیة عن الغزو الثقافیّ، والغارة الثقافیّة، و«الناتو» الثقافیّ ممّا یشیر إلى مدى عمق بصیرته فی هذا المجال.
وأضاف رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قائلاً: إنّ الحرب الثقافیّة التی تُشنّ الیوم من قبل المستعمرین فی بلدان شتّى من العالم تحت عنوان الثورة المخملیّة وبشكل هادئ وناعم، قد بدأت بمقدّمات طویلة الأمد وهی تمضی فی غایة الهدوء بحیث لا تُثار أیّ حفیظة تجاهها؛ إلاّ أنّها فی الوقت ذاته توجّه للمجتمع ضربة مفاجئة ومهلكة.
وقال: فی الحرب الثقافیّة یتوغّل العدوّ باسلوب معقّد وعلى كافّة المستویات والصعد وإنّ الأشخاص السذّج یقعون قبل غیرهم فی هذا الفخّ؛ إلاّ أنّ الاستعمار فی هذه الحرب یتصرّف على نحو ینخدع فیه حتّى الأذكیاء والواعون من الناس. كما أنّ فقدان الحمیّة الدینیّة یسلب من الشخص القدرة على الثبات والصمود أمام كید العدوّ حتّى بعد التفاته إلى وقوعه فی الفخّ الذی نصبه له.
ونوّه آیة الله مصباح الیزدیّ إلى التمهیدات التی قام بها العالم الغربیّ خلال السنوات الماضیة من أجل تحقیق أهدافه المتمثّلة فی الإطاحة بهذا النظام بشكل ناعم متابعاً القول: لقد اتّخذ الغرب الحمیّة الدینیّة لأفراد الشعب غرضاً له فی سبیل تحقیق أهدافه وقام بمساعدة بعض المسؤولین والمتصدّین للحقل الثقافیّ فی حینه ببثّ مسألة التساهل والتسامح فی المجتمع واضعاً إیّاها فی مقابل العنف، لأنّه طالما تمتعتّ الجماهیر بالغیرة والحمیّة الدینیّة فإنّه لن تكون مؤامرة الإطاحة بالنظام أمراً عملیّاً.
وأضاف سماحته: لقد قام مسؤولو الحقل الثقافیّ فی تلك الفترة ومن خلال مغالطاتهم بطرح الدین الإسلامیّ على أنّه دین تساهل وتسامح وقاموا بإشاعة عدم الغیرة على الدین بین أفراد الشعب وقد وقفوا ـ بذریعة مكافحة العنف ـ أمام كلّ مَن خالفهم ووقف ضدّهم.
وتابع العلامة مصباح الیزدیّ مستعرضاً الأحداث التی شهدتها البلاد فی الشهور الأخیرة وقال: الحوادث التی تشهدها البلاد الیوم تنبع من هذا النمط من الفكر، وعندما كان قائد الثورة المعظّم، بما یمتلكه من تدبیر وبصیرة، ینوّه بخطر الغزو الثقافیّ فإنّه كان یستشرف هذه الأحداث؛ والحال أنّ البعض لا زال حتّى هذه اللحظة غیر قادر على إدراك هذه الحقیقة.
ولدى التأكید على أنّ عنایة صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه) ودماء الشهداء هما الدعامة المحكمة للنظام الإسلامیّ قال سماحته: مع ذلك لا ینبغی أن نغفل، ویتعیّن علینا أن نكون یقظین، وأن نعدّ أنفسنا لمواجهة الخطر من خلال معرفته والإلمام به. وأضاف: كما أنّه ینبغی امتلاك الأسلحة المناسبة لمواجهة الهجوم العسكریّ فإنّه لابدّ من مواجهة الهجوم الفكریّ والثقافیّ بسلاح الفكر والمبادرة إلى فضح مخطّطات العدوّ وتبیین الحقائق بالفكر الصحیح للوقوف أمام الأفكار المنحرفة.
ورأى آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ أهمّ التكالیف على عاتقنا الیوم هی معرفة العدوّ وتعریف أفراد الشعب به وقال: من أجل تحقّق هذا الهدف فإنّه لابدّ من البصیرة واتّباع القائد.
وانتقد سماحته بعض المشكّكین بتدبیر قائد الثورة وفراسته قائلاً: لقد أثبت القائد المعظّم تدبیره وفراسته للجمیع على مدى السنوات الطویلة الماضیة.
وأكّد العلاّمة مصباح الیزدیّ مجدّداً على ضرورة مجابهة الأفكار المنحرفة وأضاف: إنّ التكلیف العامّ المناط بكلّ فرد الیوم یتخطّى التعاریف التی یضعها له العمل والمنصب، وإنّه یتعیّن على كلّ فرد وبقدر ما اُوتی من وسع أن ینبری لتوضیح الحقائق لمواجهة الحرب الناعمة ومؤامرات الإطاحة بالنظام.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد جرى فی قاعة المؤتمرات التابعة لمؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.