آیة الله مصباح الیزدیّ: قائد الثورة المعظّم هو مَظهر الإمام المعصوم فی هذا العصر

فی معرض إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى ما یتّصف به قائد الثورة من طهارة، وخلوص، وعطف، وتسامح، وتضحیة، وصبر، واستقامة، وتدبیر حكیم قال سماحته: فی عصر غیبة الإمام المعصوم لابدّ لمن یتصدّى لمسند الحكومة أن یكون مظهراً للإمام المعصوم.
وحسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ بیّن سماحته لدى لقائه بجمع من طلبة جامعات محافظة لرستان أنّ محبّة أنبیاء الله (علیهم السلام) وولایتهم هما من النعم التی منّ الله تعالى بها على بعض عباده وأضاف: بالطبع إنّ الله لا یبخل فی إعطاء هذه النعمة للعباد إلاّ أنّ مقتضیات الظروف الاجتماعیّة وسوء استغلال البعض من المتحیّنین للفرص كان العائق أمام معرفة جمیع الناس للإسلام ولأهل البیت (علیهم السلام).
وعدّ سماحة مصباح الیزدیّ أنّ محبّة أهل البیت (علیهم السلام) هی أكبر النعم الإلهیّة بعد معرفة الله تعالى وقال: إنّ الإفادة من نعمة محبّة أهل البیت لا یقتصر على زمان حیاتهم وحضورهم (علیهم السلام)، بل حتّى فی فترة غیابهم (علیهم السلام) فإنّ الباری عزّ وجلّ قد وضع البدائل للناس من أجل أن یستفیدوا من الناحیتین المعنویّة والمادیّة.
وذكر آیة الله مصباح الیزدیّ أنّ إمكانیّة التوسّل بأهل البیت (علیهم السلام) فی كلّ زمان ومكان هی البدیل لهذا الحرمان المعنویّ وأضاف: إنّ بركات الأئمّة (علیهم السلام) لا تقتصر على التكامل المعنویّ، بل إنّ من أهمّ بركاتهم هی مسألة إدارة شؤون المجتمع وقد وضع الله سبحانه وتعالى من أجل جبر هذا الحرمان أیضاً بدیلاً تحت عنوان «ولایة الفقیه».
ونوّه اُستاذ الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة إلى أنّ غیبة الإمام صاحب الزمان (عجّل لله تعالى فرَجه الشریف) نابعة من عدم أهلیّتنا نحن وتابع قائلاً: إلاّ أنّ الله بلطفه وكرمه اصطفى من بین المتتلمذین والمتربّین فی مدرسة أهل البیت (علیهم السلام) أشبه الناس بالمعصوم لمنصب إدارة المجتمع وقیادته.
واستطرد عضو مجلس خبراء القیادة فی حدیثه مبیّناً معنى الشرك بالله وقال: إذا امتثل المرء لأوامر مَن یمثّل الله تعالى فی الأرض فإنّه فی الحقیقة قد امتثل لأمر الله عزّ وجلّ ولیس هذا بشرك، بل إنّ الإنسان سوف یُبتلى بالشرك فی حال عدم امتثاله لأمر مَن یمثّل الله جلّ وعلا.
ولدى تأكید سماحة مصباح الیزدیّ على أنّ الولیّ الفقیه هو ـ فی الحقیقة ـ الممثّل لله تعالى فی الأرض أضاف سماحته: إنّه من هذا المنطلق كان الإمام الراحل (رحمه الله) یعتبر الحكومة المنبثقة من أصوات الشعب من دون التنصیب من قِبل الولیّ الفقیه حكومة طاغوت؛ یعنی أنّ أصوات الشعب لا تمتلك الحجّیة لمنح المشروعیّة للحكومة، بل إنّ النصب من قِبل الولیّ الفقیه هو الذی من شأنه أن یكون حجّة على الجمیع.
وأحصى العلامة مصباح الیزدیّ، من خلال إعطاء النماذج، بعض سمات سماحة آیة الله الخامنئیّ (أدام الله ظلّه) وقال: فی العالم هناك الكثیر ممّن تزلّ أقدامهم وتظهر علیهم إشكالات إداریّة وأخلاقیّة جمّة إذا استلموا شبه مسؤولیّة فقط لبضع سنین، فی حین أنّه قد مضت ثلاثون عاماً وقائد الثورة المعظّم یتنقّل من منصب إلى آخر فی هیكلیّة النظام الإسلامیّ ولم تبرز علیه أی نقطة ضعف، وهذا الأمر لا نجد له نظیراً فی العالم.
وفی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى ما یتّصف به قائد الثورة من طهارة، وخلوص، وعطف، وتسامح، وتضحیة، وصبر، واستقامة، وتدبیر حكیم قال سماحته: فی عصر غیبة الإمام المعصوم لابدّ لمن یتصدّى لمسند الحكومة أن یكون مظهراً للإمام المعصوم.
واستأنف سماحته مضیفاً: هذه الخصوصیّات لقائد الثورة المعظّم هی التی غرست محبّته فی قلوب المؤمنین إلى حدّ استعدادهم لأن یبذلوا مهَجَهم فی الذود عنه.
وفی الختام أشار آیة الله مصباح الیزدیّ إلى ضرورة شكر نعمة ولایة الفقیه وشخْص الولیّ الفقیه وقال: إنّ شكر هذه النعمة یكمن فی الدفاع عن نظریّة ولایة الفقیه، ومعرفة أعداء الولیّ الفقیه، وإعداد النفس لمواجهتهم.