آیة الله مصباح الیزدیّ: لقد عرف آیة الله بهجت الهدف من الخلقة وكیفیّة الوصول إلى ذلك الهدف

فی إشارة لآیة الله مصباح الیزدیّ إلى عبادات سماحة آیة الله العظمى بهجت وبكائه فی الصلوات قال سماحته: مع أنّه كان یبكی فی الصلاة لكنّه كان یستشعر فیها من اللذّة بحیث كان یقول: «لو أنّ سلاطین الأرض أدركوا ما فی الصلاة من لذّة لتركوا عروشهم من أجل إدراكها».
وخلال مراسم إحیاء الذكرى السنویّة لرحیل آیة الله العظمى بهجت ـ رضوان الله تعالى علیه ـ قال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث مشیراً إلى فضائل هذا العالم الربّانی: آیة الله بهجت كان شخصاً عرف من أجل أیّ شیء خُلِق فسار فی هذا الدرب.
وتابع العلامة مصباح الیزدیّ طارحاً السؤال التالی: نحن نعلم أنّ الإنسان خُلق لهدف معیّن ویتحتّم علیه حثّ الخُطى نحو هذا الهدف اختیاراً، لكن ما هو هذا الهدف؟ وكیف یمكن بلوغه؟
وذكر آیة الله مصباح الیزدی آیات من الذكر الحكیم وأردف قائلاً: القرآن الكریم یحدّد تارةً عبادة العباد كهدف للخلقة، وحیناً اختبارهم وامتحانهم، وطوراً بلوغ الرحمة الإلهیّة، ومن خلال الجمع بین تلك الآیات نصل إلى نتیجة هی أنّها جمیعاً تبیّن أمراً واحداً وأنّ كلّ واحدة منها مقدّمة للاُخرى، وهو أنّه لیس للباری تعالى هدف سوى إفاضة الفیض وإبلاغ الرحمة وإنّ العبادة هی السبیل الوحید للوصول إلى الرحمة الإلهیّة الخاصّة التی هی أسمى أشكال الرحمة وما من موجود آخر یستحقّ الوصول إلى تلك الرحمة.
وعبر طرحه لسؤال مفاده: أیّ رحمة هذه لا تُنال إلى بالعبادة؟ قال سماحة مصباح الیزدیّ: هذه المسألة هی على جانب من التعقید ولا ینبغی أن نتوقّع من عقولنا إدراكها لكنّنا نفهم من خلال الآیات والروایات أنّ لهذه الرحمة عنوان عامّ یدعى «القرب إلى الله» ومن هذا المنطلق یقال فی الثقافة الإسلامیّة إنّه لابدّ من الإتیان بالعمل «قربةً إلى الله تعالى».
ولدى بیانه أنّنا لا نعرف حقیقة القرب إلى الله جیّداً ولا نفهم من هذه الألفاظ إلاّ معانی مبهمة أضاف سماحة مصباح الیزدیّ: جاء فی روایات لیست بالقلیلة أنّ العبد یتقرّب إلى خالقه بالنوافل والمستحبّات حتّى یكون محبوب الله تعالى فیصبح الله عینه وسمعه ویده.
وعبر إشارة اُستاذ الأخلاق إلى أنّه حتّى هذه المفاهیم عصیّة على أفهامنا قال سماحته: كما أنّ الطفل الذی لم یبلغ الحلم لا یدرك معنى اللذّة الجنسیّة، فإنّ هناك من المقامات ما لا یمكن توضیحه إلا بالتشبیه واستخدام الألفاظ الكلّیة كالقرب الإلهیّ لكنّه لیس للإنسان فهم حقیقتها إلا ببلوغها.
واستطرد سماحته مشیراً إلى الحالات الخاصّة التی كانت تنتاب الأئمّة الأطهار (علیهم السلام) وأضاف: كان الأئمّة الطاهرین (علیهم السلام) وسیدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله علیها) یمتقع لونهم أثناء العبادة. إنّنا لا ندرك جیّداً ما هی أسباب هذه الحالات، بید أننا نشاهد نماذج منها عند أولیاء الله.
وفی معرض إشارة آیة الله مصباح الیزدیّ إلى عبادات سماحة آیة الله العظمى بهجت وبكائه فی الصلوات قال سماحته: مع أنّ سماحته كان یبكی فی الصلاة بشدّة لكنّه كان یستشعر فیها من اللذّة بحیث كان یقول: "لو أنّ سلاطین الأرض أدركوا ما فی الصلاة من لذّة لتركوا عروشهم من أجل إدراكها".
ولدى تأكیده على قضیّة أنّ آیة لله بهجت قد فهم العلّة من وراء خلقته وعرف الطریق التی یتحتّم سلوكها للوصول إلى الهدف قال آیة الله مصباح الیزدیّ: الإنسان هو خلیفة الله، لكنّ هذه الخلافة لا تُنال بالمطعم والمشرب وتأمین الحیاة الوادعة المرفّهة، بل هی مقام لا یُبلَغ إلا بالعبادة.
وتابع اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة قائلاً: الوصول إلى مقام القرب الإلهیّ هو الهدف من وراء الخلقة، وهو ـ فی الحقیقة ـ الهدف من خلقة أمثال هؤلاء الأشخاص أمّا باقی الناس فهم متطفّلون علیهم.