العلامة مصباح الیزدیّ: أعظم النعم بعد معرفة الله هی نعمة ولایة أهل البیت (علیهم السلام)

فی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ المودّة تكون من طرفین قال سماحته: كما أنّنا نحبّ علیّاً (علیه السلام) فإنّه یتعیّن علینا أن نقوم بما یجعل علیّاً (علیه السلام) یحبّناً أیضاً

فی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ المودّة تكون من طرفین قال سماحته: كما أنّنا نحبّ علیّاً (علیه السلام) فإنّه یتعیّن علینا أن نقوم بما یجعل علیّاً (علیه السلام) یحبّناً أیضاً؛ وإلاّ فإنّ إظهار المودّة الظاهریّة غیر كاف، هذا وإن كان ما فی قلوبنا من محبّة یشكّل امتیازاً عظیماً فی مقابل مَن لا یمتلك مثلها فی قلبه.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ، فقد عدّ عضو مجلس خبراء القیادة لدى لقائه بجمع من طلبة ومدرّسی مدرسة «رُشد» العلمیّة أنّ أعظم النعم الإلهیّة هی معرفة الله ثمّ تلیها نعمة ولایة أهل البیت (علیهم السلام) وقال: شكر هذه النعمة یقتضی منّا الدعاء بالخیر لجمیع العلماء والمدرّسین والسلف الذین كان لهم الأثر فی تعرّفنا على آل بیت الرسالة وأن نسأل المولى العلیّ القدیر لهم علوّ الدرجات.
وعبر بیانه أنّ لنعمة الولایة مراتب متعدّدة، أضاف سماحته: على الرغم من أنّ إدراك حقیقة الولایة أمر غایة فی الصعوبة وغیر ممكن، لكن مجرّد مودّتنا لأهل البیت (علیهم السلام) واعتقادنا ولو إجمالاً بأنّ مقامهم عند الله عزّ وجلّ مقام رفیع یحتّم علینا أداء شكر هذه النعمة كی ننال بذلك مراتبها الأكمل.
واستشهاداً بروایات عن أهل البیت (علیهم السلام) قال سماحة الیزدیّ: إنّ مجرّد ادّعاء محبّة أهل البیت (علیهم السلام) غیر كاف، بل هم وسائل لمعرفة الله تعالى.
وبإشارة من العلامة الیزدیّ إلى حدیث عن الإمام الرضا (علیه السلام) قال سماحته: بعد أن نُصّب الإمام الرضا (علیه السلام) كولیّ عهد للمأمون أتاه جماعة من الشیعة یریدون لقاءه، فكان الإمام (علیه السلام) یرفض لقاءهم خلال ایام متتالیة بسبب ادّعائهم التشیّع كذباً، فتكرّر تردّدهم علیه لبضعة أیّام حتّى قالوا: إنّنا من محبّیك وموالیك، فقبل الإمام لقاءهم.
وتابع سماحته: على الرغم من أنّ محبّی أهل البیت (علیهم السلام) یقال لهم عرفاً «شیعة» وأنّه كان بإمكان الإمام الرضا (علیه السلام) التسامح فی قبول التشیّع منهم، لكنّه لم یقبل بذلك وبقوا لأیّام متتالیة ینتظرون لقاءه؛ وهذه القصّة تبیّن أنّ الأسالیب التربویّة تحتّم أحیاناً إلفات الأذهان إلى اُمور قد لا یُلتَفت إلیها فی الظروف العادیّة.
واستطرد آیة الله الیزدیّ قائلاً: عندما یرى الإمام (علیه السلام) أفراداً یتمتّعون بالاستعداد لبلوغ مقامات أسمى لكنّهم قانعون بالحال الذی هم علیه، فإنّه یحثّهم عبر سلوكه هذا على بلوغ درجات أرفع وأعلى. فلعلّه لو استقبلهم یومیّاً وأعطاهم دروساً وعبراً فی الأخلاق لما كان لفعله مثل هذا الأثر.
وفی إشارة إلى أنّ المحبّة تكون من طرفین قال سماحته: كما أنّنا نحبّ علیّاً (علیه السلام) فإنّه یتعیّن علینا أن نقوم بما یجعل علیّاً (علیه السلام) یحبّناً أیضاً؛ وإلاّ فإنّ إبداء المودّة الظاهریّة غیر كاف، هذا وإن كان ما فی قلوبنا من محبّة یشكّل امتیازاً عظیماً فی مقابل مَن لا یمتلك مثلها فی قلبه.
وتابع اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة قوله: إنّ جعْل مودّة أهل البیت (علیهم السلام) أجراً للرسالة إنّما یعنی أن یتشبّه الإنسان بهم، لأن طبیعة الإنسان تقتضی السعی للتشبّه بمَن یحبّ وكسب رضاه، لكنّ الشیطان یخدعنا أحیاناً ویغوینا بالاكتفاء بهذه المحبّة، بل إنّ خداعه لابن آدم یصل أحیاناً إلى حدّ اعتبار محبّته لأهل البیت (علیهم السلام) مجوّزاً له لارتكاب المعاصی والاعتقاد بأنّ مودّتهم تمحو كلّ ذنوبه.
وفی معرض إشارته إلى أنّ سبیل الأئمّة (علیهم السلام) هو عینه سبیل الله عزّ وجلّ قال سماحته: لیست القضیّة أنّ هناك طریقین إلى الجنّة، بل هو سبیل واحد وهو سبیل الله تبارك وتعالى، فی حین أنّ هناك اُناسا یعتقدون بهذه الفكرة ولأجل ذلك فإنّهم لا یعملون بأوامر الله ونواهیه لكنّهم یسكبون العبرات ویلطمون الصدور والرؤوس على أبی عبد الله الحسین (علیه السلام).
وأضاف العلامة مصباح الیزدیّ: لا یسع المرء أن لا یحبّ علیّ ابن أبی طالب (علیه السلام)، غیر أنّه لابّد من الالتفات إلى أنّ هذه المحبّة لن تكون ذات قیمة إلاّ إذا ترجمت الى العمل؛ بمعنى أن نودّ أهل البیت (علیهم السلام) فی سبیل الله، وهذا النوع من المودّة هو الذی من شأنه أن یزیل كل نقائص الإنسان وما یشكوه من عجز.
وألمح العلامة الیزدیّ إلى أنّ الدین یمتاز بالشمولیّة وأنّ له مراتب وقال: لابدّ من تعلّم الدین والعمل به عبر ما یمتاز به من جامعیّة وشمولیّة والسعی إلى نیل مراتبه ودرجاته السامیة.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد تمّ فی 2010/11/22 م فی صالون تشریفات مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.

آخرین محتوای سایت

کتاب صوتی «آیین پرواز» منتشر شد.
کتاب صوتی «آیین پرواز» در پایگاه اطلاع‌رسانی آثار حضرت‌آیت‌الله مصباح یزدی رضوان‌الله علیه بارگذاری...
راهکارهایی برای تهذیب و خودسازی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اقسام خدمات ممکنِ پزشکان به جامعه بشریت
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ارزش واقعی لحظات زندگی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
تحصیلات دینی خواهران؛ ضرورت‌ها و موانع
بسم الله الرّحمن الرّحیم الحمد لله ربّ العالمین و صلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین...
القرآن الكريم دواء أصعب الأمراض
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...