العلامة مصباح الیزدی: أهم وظائف قوّات الشرطة هی حفظ أمن المجتمع من الناحیة الدینیّة

فی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّ أعلى مراتب الأمن فی النظام الإسلامیّ هو الأمن الدینیّ، قال سماحته: وفقاً للرؤیة الإسلامیّة فإنّ الأمن الدینیّ للمجتمع هو أسمى وأهمّ من أمنه فی مجال الأنفس والأموال، ممّا یعنی ضرورة اطمئنان المسلم من قدرته على العمل بدینه ضمن إطار المجتمع وتطبیق ما یؤمن به من مُثُل دینیّة.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد قال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بجمع من ضباط وقیادات قوات الشرطة: إن أول وأهم وظیفة من وظائف قوات الشرطة هی الحفاظ على أمن المجتمع.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی قائلاً: الأمن هو أكثر مسائل الفلسفة السیاسیّة أصالة، بحیث إنّ جمیع الفلاسفة على اختلاف مذاهبهم – ما عدا دعاة مذهبی الفوضویّة والماركسیّة – یعتقدون بالحاجة للحكومة من أجل استتباب الأمن، بل إنّ بعض الفلاسفة یذهب إلى القول بأنّ الفلسفة الوحیدة من وجود الحكومة هی تأمین الجانب الأمنیّ.
وألمح سماحته إلى أهمّیة الأمن من وجهة نظر الدین وقال: إنّ حرم الله هو محلّ أمن الله وأمانه، بل إنّ اتّصاف هذا الحرم بالأمن یُعدّ حافزاً لانجذاب الناس إلى الإسلام أیضاً.
وفی معرض إشارة استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة إلى نعمة الأمن مستشهداً بآیات متعدّدة من القرآن الكریم أضاف سماحته: حتّى الله سبحانه وتعالى فإنّه یبشّر فی كتابه العزیز بمستقبل آمن فی ظلّ حكومة الصالحین.
ورأى العلامة مصباح الیزدی عبر تذكیره بالمفهوم الواسع للأمن أنّ الأمن لا یقتصر على التأمین فی مجال الأموال والأنفس، وقال: یُقام فی بعض الأنظمة القیمیّة وزن لأمن الأعراض أیضاً، وهو ما لا محلّ من الإعراب له فی الدول الغربیّة ودول ما وراء الجاهلیّة.
وعبر إشارة آیة الله مصباح الیزدی إلى أنّ أعلى مراتب الأمن فی النظام الإسلامیّ هو الأمن الدینیّ أضاف سماحته: وفقاً للرؤیة الإسلامیّة فإنّ الأمن الدینیّ للمجتمع هو أسمى وأهمّ من أمنه فی مجال الأنفس والأموال، ممّا یعنی ضرورة اطمئنان المسلم من قدرته على العمل بدینه ضمن إطار المجتمع وتطبیق ما یؤمن به من مُثُل دینیّة.
وتابع عضو مجلس خبراء القیادة القول: بالنسبة للمتدینین فإنّ انعدام الأمن الدینیّ فی المجتمع هو أشدّ من انعدام الأمن على صعید الأنفس، والأموال، والأعراض، ذلك أنّ قیمة الدین عند المتدیّن تفوق قیمة روحه وماله وعرضه.
وأكّد رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث على أنّ قوات الشرطة هی الجهة التی تتحمّل مسؤولیّة المحافظة على القیم والأمن الدینیّ للمجتمع، وقال: هذه النظرة إلى الأمن تزید من العبء الـمُلقى على كاهل قوّات الشرطة لكونهم مسؤولین - إلى جانب مسؤولیّاتهم الاخرى – عن توفیر الأمن الدینیّ للمجتمع أیضاً.
وفی إشارة للعلامة مصباح الیزدی إلى تاریخ أوائل الثورة ووجود الـ «كُمِیتَه» (لجنة الثورة الإسلامیّة) وحساسیّتها تجاه الممارسات غیر الشرعیّة آنذاك أضاف سماحته: على الرغم من بروز بعض آثار الإفراط والتشدّد فی عمل اللجنة فی حینها غیر أنّنا كلّما ابتعدنا بالزمن عن أوّل أیّام الثورة نلاحظ تراجعاً فی مستوى الحزم فی قضیّة تطبیق الأمن الدینیّ.
ونبّه سماحة مصباح الیزدی إلى ضرورة مراعاة القیم الدینیّة فی المجتمع الإسلامیّ، وقال: حتّى فی زمان الطاغوت كانت الحكومة تتظاهر بالتدیّن وتتّخذ فی شهر رمضان المبارك إجراءات لمنع التجاهر بالإفطار.
وانتقد العلامة مصباح الیزدی تضاؤل الاهتمام بمقولة القیم والمثل مشیراً إلى العوامل الكامنة وراء هذا التضاؤل بالقول: إنّ منح المناصب والمسؤولیّات لأشخاص یمتلكون معرفة ضحلة بالاُسس الفكریّة للإمام الراحل (رحمه الله) والثورة، والمتخرّجین من جامعات تُدرّس ترجمة الكتب الغربیة بما تحویه من مضامین ثقافیّة غربیّة كان من بواعث هشاشة الاعتقاد بضرورة تطبیق الأحكام الإسلامیّة فی المجتمع.
وتابع سماحته القول مشیراً إلى كلام قائد الثورة المعظّم الإمام الخامنئیّ (دام ظلّه): العلوم الإنسانیّة الغربیّة لیس أنّها غیر إسلامیّة فحسب، بل هی معادیة للإسلام ونحن لا نتوقّع من خرّیجی مثل هذه الجامعات أن یعتقدوا - بمجامع قلوبهم - بمسائل من قبیل الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر، ذلك أنّ أمثال هؤلاء كانوا یستأنسون دائما بمصطلحات من قبیل الحرّیة وحقوق الإنسان، فكانت النتیجة أن یتصوّروا الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر مخالفاً للحرّیة.
وأشار عضو مجلس خبراء القیادة إلى أنّه علاوة على ما نتحمّله من مسؤولیّة تجاه أصحاب المناصب العلىا منّا فإنّ فی رقابنا مسؤولیّة أهمّ وأخطر تجاه بارئنا تبارك وتعالى وقال: بالالتفات إلى هذا التكلیف الخطیر فإنّه یتعیّن على الأشخاص الذین ینخرطون فی هذا السلك المهمّ والحسّاس، مضافاً إلى تلقّیهم للدروس الجامعیّة والرسمیّة، أن یكونوا محیطین بالعلوم الدینیّة كذلك.
وأوضح العلامة مصباح الیزدی أنّ أهمّ أجهزة الدولة هو جهاز قوّات الشرطة وقال: على أساس القیم الدینیّة فإنّ أهمّ واجبات قوّات الشرطة هو الحفاظ على الأمن الدینیّ لأفراد المجتمع.
وفی إشارة لسماحة مصباح الیزدی إلى آثار تغلغل الثقافة الغربیّة فی ثقافتنا أضاف قائلاً: من منطلق أنّ الشعب یَعتبر أنّ من واجبه صیانة الثورة الإسلامیّة، فلا ینبغی أن نجلس مكتوفی الأیدی بانتظار صدور قانون داخلیّ أو مذكرّة رسمیّة یملی علینا تكلیفنا، بل یتحتّم علینا القیام بأنفسنا بإنجاز ما فی رقابنا من واجبات دفاعاً عن قیم الثورة ومبادئها.
وأوضح العلامة مصباح الیزدی أنّ مشروعیّة النظام إنّما تكتسب من إمضاء الولیّ الفقیه أضاف سماحته: من واجب المسؤولین طاعة الله عزّ وجلّ والأئمّة (علیهم السلام) ونائبهم (دام ظلّه)، وحتّى لو تفوّه المسؤولون بكلام معیّن فلن یكون معتَبَراً إلاّ من خلال الإذن المعطى لهم من قبل الولیّ الفقیه وإذا كان ضمن الاُطر الشرعیّة، وإلاّ فهو فاقد لكلّ اعتبار.
یُذكر أنّ هذا اللقاء قد تمّ فی الرابع من كانون الثانی من عام 2011م فی صالون مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.