العلامة مصباح الیزدیّ: وجود آیة الله الخامنئی یعد أعظم نعمة اجتماعیة فی العصر الحاضر

الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: أعلن رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث: لیس ثمّة من بین نعم زماننا الاجتماعیّة أعظم من نعمة وجود آیة الله الخامنئیّ.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: بیّن رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی لقاء جمعه بأساتذة وطلبة مدرسة «رُشد» العلمیّة أنّ من الممكن التوصّل إلى معرفة الأشخاص البارزین والقادة الدینیّین فی زمان الغیبة من خلال القرائن والعلامات، وقال: إنّ مقتضى حسن ظنّنا بالله سبحانه وتعالى أنّه إذا جعل قیادة الملایین من شیعة العالم بید أحد علماء الدین فإنّه عزّ وجلّ لن یذره وحیداً، وقد ثبت بالدلیل صواب حسن ظنّنا هذا؛ إذ صادف فی بعض الأحداث والقضایا أن تكون آراء جمیع أصحاب الرأی والمنظّرین مخالفة لرأی سماحة السیّد القائد، ثمّ یظهر فی نهایة الأمر أنّ رأی القائد كان هو الرأی الصائب.
وتابع استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقم المقدسة قائلا: إنّ أعظم النعم الاجتماعیّة فی عصرنا الحاضر هی وجود آیة الله الخامنئیّ، وإنّ الأشخاص المطّلعین والمسؤولین یعلمون جیّداً أی أضرار فادحة وأی خسائر لا تعوض كانت معرضة لها البلاد لولا وجود القائد فی بعض منعطفات الثورة.
ورأى عضو مجلس خبراء القیادة أنّ من جملة أنعم الله تعالى على عبادة خلق اُناس بارزین یكونون واسطة للفیض الإلهیّ، وأضاف: إنّ الله یصطفی من عباده أفراداً لیصبحوا واسطة فی إیصال أنعمه إلى العباد. فبعض هؤلاء یشكّلون واسطة لتنعّم الناس بالنعم المادّیة كمخترعی ومنتجی الكهرباء والدواء وأمثالها حیث إنّ هذه النعم تمتدّ إلى حین الوفاة.
وأضاف آیة الله مصباح الیزدیّ: أمّا الفئة الممتازة فهم الذین یتحفون الناس بالنعم المعنویّة؛ ذلك أنّ آثار نعم من هذا القبیل تستمرّ إلى أبد الآبدین. فنعمة الإیمان والتدیّن مثلاً هی من الآلاء المعنویّة التی لها آثار خالدة وأبدیّة، فالناس یأخذونها بشكل مباشر أو عبر بضع وسائط من العلماء الذین یتلقّونها بواسطة أو من دون واسطة من الأنبیاء والأئمّة (علیهم السلام).
وقال عضو مجلس خبراء القیادة: تقع مهمّة تبلیغ الدین على عاتق الأنبیاء والأئمّة ثمّ علماء الدین من بعدهم، أمّا العمل بمصادیق الدین فیحتاج إلى تشخیص وهو من واجب الناس الذین یتعیّن علیهم تشخیص المصادیق بأنفسهم.
وبیّن اُستاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة مدى صعوبة تشخیص المصادیق فیما یتّصل بالمسائل الاجتماعیّة مشیراً إلى بعض نماذج هذه الصعوبات مما حصل إبّان الثورة الإسلامیّة، وقال: إنّ من واجب الفقهاء الذین یمتازون بالتقوى والعارفین بالمسائل السیاسیّة أن یُخضعوا المشاكل الاجتماعیّة إلى البحث والتمحیص لیعمدوا بعد الوصول إلى النتائج إلى توعیة الناس وهدایتهم.
وفی إشارة لعضو مجلس خبراء القیادة إلى الشبهة المطروحة من قبل أعضاء جماعة «نهضت آزادی» (نهضة الحرّیة) المبنیّة على عدم صلاحیّة علماء الدین لقیادة المجتمع، قال سماحته: كان أعضاء هذه الحركة ومَن یجاریهم فی الفكر والعقیدة یطرحون مغالطة مفادها أنّه لا ینبغی لعلماء الدین إبداء الرأی إلاّ ضمن نطاق الاُمور الدینیّة وعلیهم أن یجتنبوا التدخّل فی السیاسة، ولایزال – مع الأسف - بعض مسؤولی البلاد یحملون هذا الفكر الأمر الذی جرّ، منذ ذلك الحین إلى الآن، إلى صدور إهانات كثیرة مسّت منزلة علماء الدین ومكانتهم.
ونوّه سماحة الیزدیّ بالسیرة المشرقة للإمام الخمینیّ الراحل (رحمة الله علیه) والإمام الخامنئیّ وإنجازاتهما على صعید زعامة المجتمع الإسلامیّ وقال: الجواب العملیّ الذی یمكن أن یقدّمه سلك علماء الدین على هذه الشبهة هو النهج الرائع الذی سلكه الإمام الخمینیّ (رحمه الله) والقائد فی إدارة النظام الإسلامیّ ممّا یُظهر أنّ الشهادات الدراسیّة والزیّ لا یمكن أن یشكّلا المناط فی العمل السیاسیّ أو الصلاحیّة لإدارة شؤون المجتمع.
وبیّن استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ أنّ الفقاهة والتقوى والحنكة السیاسیّة هی، جنباً إلى جنب، من لوازم الإدارة فی النظام الإسلامیّ، وأضاف: لا یكفی لهدایة المجتمع الإسلامیّ مجرّد كون المرء فقیهاً، ومن ناحیة اُخرى فإنّ رأی الشخص المتخصّص لا یمكن أن یكون حجّة على الناس ما لم یُحرز صدقه وتقواه؛ إذ قد یكون الشخص متخصّصاً لكنّه خائن فی الوقت ذاته.
وأكّد آیة الله الیزدیّ على أنّ الاختلاف الجزئیّ بین بعض مراجع الدین والقائد یكمن فی البصیرة السیاسیّة وقال: علاوة على الفقاهة والتقوى یتعیّن أن یمتلك القائد تخصّصاً فی المسائل السیاسیّة، أمّا مرجع الدین فلیس بالضرورة أن یكون متخصّصاً فی تلك المسائل.
وذكر سماحة العلامة الیزدیّ أنّ التقوى والعقلانیّة هما من ضرورات التحلّی بالبصیرة وتشخیص مصادیق المسائل الاجتماعیّة وتابع بالقول: إنّ من شأن انعدام التقوى أن یجرّ المرء إلى اتّباع الهوى، كما أنّ عدم امتلاك المعلومات الكافیة یمكن أن یدفع الشخص إلى إبداء الآراء الخاطئة.